يخدم الأسرى وأهاليهم.. الخريج القواسمي: معاناتي الشخصية دفعتني لتصميم نظام بأعلى تقنية
ظل الحصول على المعلومات والتفاصيل بشأن الأسرى في سجون الاحتلال حلقة من مسلسل المعاناة، حيث الإجراءات المشددة، والتعقيدات، و"الحاجة الأمنية" التي يتذرع بها الاحتلال...
كان للطالب الخريج وديع موسى القواسمي (والد الأسير حازم)، رأي آخر يخفف من هذه المعاناة، متسائلاً: "لم لا أفكر بتصميم نظام إلكتروني ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لإدارة بيانات الأسرى والمعتقلين؟"، مندفعاً من معاناته ومعاناة الأهالي في بحثهم عن أخبار أبنائهم الأسرى، وما يجري في محاكماتهم، والتهم المنسوبة لهم... وغيرها الكثير.
وهو يسرد قصته.. القواسمي: رحبوا بالفكرة
كان شغفي بعلوم الحاسوب يلح عليّ في إكمال دراستي كل حين. فرغم حيازتي دبلوماً متخصصاً في تكنولوجيا الأجهزة الطبية عام 1998م، قررت التسجيل في جامعة القدس المفتوحة ملتحقاً بكلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية، لأنها المجال الرائد والوحيد والمرن الذي يمكن العاملين من الدراسة والعمل معاً، حيث أعمل في بلدية الخليل "فني إدارة الخوادم والشبكات". وأثناء دراستي في الجامعة، اعتقلت سلطات الاحتلال ابني حازم فك الله أسره وجميع الأسرى. كنت في تلك الفترة أراجع هيئة شؤون الأسرى لمتابعة قضيته. كانوا يخدموننا بكل طاقتهم وفقاً للإمكانيات المتوفرة لديهم.
ولحجم المعاناة ولتعمد إخفاء الاحتلال المعلومات، اقترحت على الهيئة تصميم نظام يستند إلى الذكاء الاصطناعي يسهّل عليها إدارة ملفات الأسرى والتواصل مع أهاليهم إلكترونياً، وتزويدهم بتفاصيل المواعيد ولوائح الاتهام والملفات بكل سهولة عن طريق "الواتساب". رحبوا بالفكرة أشد ترحيب.
الجامعة: امض... كلنا معك
وتابع: سجلت مادة "مشروع تخرج 1"، وطرحت الفكرة على أستاذي د. حمزة مجاهد، فأعجب بها: "إذا تعلق الأمر بالأسرى.. فامض". بدأت أجمع المتطلبات وأحلل البيانات، واستخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تنتشر في برمجة المشروع وتصميمه بأعلى مستوى تقنية من نماذج الذكاء الاصطناعي، ودأبت عليه ليالي وأياماً حتى تبلور بأبهى حُلة. بحثت عن برامج مشابهة لخدمة الأسرى، ليس على المستوى المحلى فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً. أنشأته متميزاً وبفكرة رائدة لم يسبقني - بتوفيق الله - إليها أحد. وبمقارنة مع أقوى أربع برمجيات عالمية لخدمة الأسرى، تفرد مشروعي بخدمة الرد الآلي في أي وقت ومن أي مكان، وتزويد أهالي الأسير، إلكترونياً، بموعد المخصصات، وكذلك بجميع الملفات المتعلقة بالأسير، مثل: لائحة الاتهام، والملف الطبي، وقرارت المحاكم، وصورة الهوية، وورقة الصليب... وأي ملف آخر.
وتابع القواسمي: أُرسلت نسخة عن فكرة المشروع إلى قسم البرمجيات لشؤون الأسرى في رام الله من خلال مدير هيئة شؤون الأسرى في الخليل أ. إبراهيم نجاجرة، الذي رحب بالفكرة "لأنها تخدم أطهر قضية على وجه الأرض".
رُتب البحث على أساس تفاصيل موقع ومكان الملفات الورقية في مكتبة شؤون الأسرى؛ تسهيلاً لاستخراجها حسب أرقام الخزائن والرفوف والأوراق، ووضعت خطة لترجمة لوائح الاتهام من العبرية إلى العربية بشكل قانوني، وذلك بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي ليحاكي الملفات القانونية، وإتاحة مناقشة تفاصيلها عبر تطبيق "واتسآب".
وختم حديثه: "لا أعرف كيف سأوفّي شكري لجامعتي الحبيبة؟".
مدير فرع الجامعة في الخليل: امتلأت فخراً
وأشاد مدير فرع الجامعة في الخليل د. محمد الحروب، بفكرة المشروع: "سيسهل على هيئة شؤون الأسرى وعلى أهالي المعتقلين الكثير الكثير. أثناء حضوري لمناقشة المشروع، شعرت بفخر لأن لطلابنا بصمة كبيرة في خدمة وطنهم ومجتمعهم".
المشرف على المشروع: نقلة نوعية
وصف المشرف على الطالب القواسمي، د. حمزة مجاهد، مشروع التخرج بـ "الرائد والفريد" لأنه يعرض إحصاءات دقيقة باستخدام رسومات بيانية تفاعلية، وقال: هو نقلة نوعية، وذو بُعد إنساني وحقوقي ووطني".