في "لقاء وجاهي".. طلبة من "القدس المفتوحة" بقطاع غزة يناقشون مشاريعهم في "الحرم الجامعي!"
ظروف صعبة مأساوية، ومشاهد تؤطر صورة دمار لم يسلم منه بيت ولا شارع أو حي.
أما فروع الجامعة، ونقصد أجزاءها التي بقيت منها، فتتحسس نبضها من بين الأنقاض، تبحث عمن كانوا يملأونها بالأمس حياة بابتساماتهم، ويزرعون فيها بذرة جِدهم ليجنوا ثمار مستقبلهم.
كانت "كلنا غزة" مبادرة تحدّ أثبتت من خلالها جامعة القدس المفتوحة دوراً ريادياً في دعم مسيرة التعليم لدى طلبتها وطلبة الجامعات الأخرى؛ إذ لم تنقطع عنهم طوال فترة الحرب.
وها هي الجامعة اليوم تعيد رسم الدمار على هيئة من الدهشة، فتعقد "لقاء وجاهياً" بفرعها في غزة لمناقشة مشاريع لطلبة التخرج و"التدريب الميداني"، بمبادرة من عضوي هيئة التدريس في كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية: د. زكريا الكيالي ود. قاسم زرندح.
طلبة يناقشون، وآخرون بجموعهم يستمعون، تقرأ في عيونهم حروف الأمل وتلمس في قلوبهم عزيمة وإصراراً، ليغدو المشهد لوحة من التحدي لمواصلة تعليمهم رغم ما يجدون ويعيشون. كأن الدمار قياساً لطلب العلم، لا يعنيهم بشيء. وكأن كتاباً تحت الركام يقفز إلى أيديهم اشتياقاً، وأسلاك الحديد تستحيل أقلاماً يخطّون بها صفحات المستقبل. المحال والممكن في قاموسهم سيان، يقدمون في مناقشاتهم أفكاراً جديدة، بل ويسخّرون التكنولوجيا في خدمة أبناء شعبنا.
ها هم بعد مناقشاتهم، يعربون عن شكرهم للجامعة على هذه المبادرة، مؤكدين أهميتها، وداعين إلى تكرارها.
هو لقاء وجاهي يبدو الأول على صورته تلك في قطاع غزة، لكنه لا يُلغي اللقاءات الافتراضية التي تعقدها الجامعة عبر منصاتها. والأحرى بهذا اللقاء -والحال حال غزة- أن يسمى لقاء حياة تتجدد عزيمة على التواصل والدعم الأكاديمي.