"القدس المفتوحة" تضع خطة شاملة وتُشكّل فرقًا مختصة لتجاوز آثار الحرب واستئناف العمل في فروعها بغزة
في إطار الاستعدادات لبدء و"استمرار" العمل الأكاديمي لجامعة القدس المفتوحة في غزة، عقد رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. إبراهيم الشاعر، اجتماعًا مع طواقم الجامعة المكون من (نواب الرئيس، ومديري الفروع، ونقابة العاملين في قطاع غزة)، وذلك يوم الأربعاء 22-1-2025 عبر تقنية الصف الافتراضي، لمناقشة التحديات التي تواجه الجامعة في المرحلة الحالية ووضع خطط لتجاوزها واستئناف العمل الأكاديمي والإداري.
بدأ الأستاذ الدكتور الشاعر الاجتماع بتقديم أحر التعازي لذوي الشهداء متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، مع الدعاء بالحرية للأسرى. كما أشاد بصمود أهالي غزة وطواقم الجامعة في مواجهة آثار الحرب وما خلفته من دمار، مثنيًا على جهود جميع العاملين في إدارة التعليم الإلكتروني وتقديم الدعم الفني لآلاف الطلبة في ظروف الحرب الصعبة، مما أسهم في زيادة أعداد الطلبة المسجلين في الجامعة رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب، وهو ما أشادت به الجهات المختصة، وفي مقدمتها معالي وزير التعليم العالي.
كما شدد أ. د. الشاعر على ضرورة البدء بالجانب الإنساني أولًا، حيث أشار إلى أهمية تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والعاملين في هذه المرحلة الحرجة. وأكد على أن المرحلة تتطلب تعاون الجميع والتزامهم بالأهداف العامة التي تركز على مصلحة الجامعة وطلابها، والعمل بروح الفريق الواحد والتركيز على القيم المؤسسية والمهنية، وتعزيز التواصل بين العاملين في الجامعة وجميع اللجان المختصة.
ثم أشار أ. د. الشاعر إلى الدور الوطني المهم الذي تؤديه الجامعة في هذه الظروف الصعبة، معربا عن شكره للقائمين على العمل في قطاع غزة، مشددا على ضرورة حصر الخسائر والأضرار والعمل على تأهيل فروع الجامعة ووضع الخطط لإعادة بناء المهدم منها لاستئناف العمل الأكاديمي والإداري في الفروع بأسرع وقت ممكن. وفي هذا السياق، وجه رئيس الجامعة بتشكيل لجان مركزية متخصصة لدعم العمل في قطاع غزة.
وأشاد نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية أ. د. حسني عوض، بتجربة الجامعة في غزة، شاكراً الطاقم الفني العامل من داخل قطاع غزة رغم صعوبة الظروف وفي ظل الحرب، وكذلك العاملون خارج القطاع، وطالب بالاستعداد لتكون مناقشات الرسائل العلمية بالقطاع وجاهية وليس إلكترونية تحفيزا للطلبة وتسريع تشافي العملية التعليمية في القطاع.
وتحدث نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية أ. د. مروان درويش، عن أهمية العمل الجماعي وسلامة العمل، وطالب بتحفيز العاملين على زيارة فروعهم بعد هذه المدة من الحرب لرفع روحهم المعنوية. ثم قدم صورة عن المبالغ المتراكمة على طلبة فروع غزة الذين لم يتمكنوا من تسديد الرسوم بسبب الحرب، ملقيا الضوء على ضرورة الدعم النفسي للعاملين والطلبة.
وتحدث مديرو الفروع في قطاع غزة عن الوضع المأساوي في كل فرع، والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها المواطنون عامة وموظفو الجامعة على وجه الخصوص، مطلعين رئيس الجامعة على الجهود التي بذلت خلال فترة الحرب، مشيرين إلى أنه يجب احتواء العاملين وإعطاؤهم الأولوية القصوى، مؤكدين ضرورة زيادة وتعزيز لجنة الدعم الفني التي قامت بعمل شاق وحققت نجاحات كبرى خلال فترة الحرب.
وعبر ممثل نقابة العاملين في قطاع غزة، عن صعوبة إلزام الموظفين بالدوام، وذلك حتى زوال الخطر الناتج عن الحرب، وطالب بأن يبقى الدوام إلكترونيا حتى بداية العام الدراسي في سبتمبر القادم، مع حضور جزئي للعاملين بغرض الحفاظ على ممتلكات الجامعة.
في ختام الاجتماع، لخص أ. د. جهاد البطش، نائب رئيس الجامعة لشؤون قطاع غزة، توصيات المجتمعين، التي تضمنت العمل الفوري على تشكيل اللجان المتخصصة التي تم تحديد مهامها بوضوح، والتأكيد على إعطاء الأولوية لإعادة إعمار الفروع المتضررة وتوفير بيئة عمل آمنة للعاملين. والتأكيد أيضا على تعزيز التواصل مع الجهات المانحة لدعم الجامعة ماليًا وأكاديميًا، والاستمرار في التعليم الإلكتروني مع تجهيز الفروع لاستقبال العاملين جزئيًا. وفي هذا السياق، تم تشكيل عدة لجان مركزية لدعم العمل في قطاع غزة، منها لجنة تنسيق عليا برئاسة رئيس الجامعة وعضوية نواب الرئيس ومديري الفروع وممثل عن نقابة العاملين والطلبة، ولجنة اجتماعية لرعاية أسر الشهداء والجرحى، ولجنة هندسية متخصصة لمتابعة عملية إعادة تأهيل الفروع ووضع الخطط لبناء المهدم منها، ولجنة للتعامل مع المؤسسات الدولية المانحة لحشد الدعم المالي، ولجنة فنية للتواصل مع وزارات السلطة الوطنية المعنية بإعادة إعمار غزة، ولجنة إعلامية للترويج للجامعة وخطابها الوطني، بالإضافة إلى لجنة لدعم العاملين والطلبة نفسيًا.