الأخوات والإخوة العاملين والطلبة الأعزاء في فروع جامعة القدس المفتوحة بقطاع غزة الحبيب،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في ظل الهدنة التي جاءت بعد عدوان طويل استهدف شعبنا وأرضنا ومؤسساتنا، أكتب إليكم هذه الرسالة المحمّلة بمشاعر الاعتزاز بصمودكم، والأسى على ما فقدناه، والأمل الكبير في مستقبل أفضل نبنيه معًا.

بدايةً، نترحم على أرواح شهداء الوطن وشهداء الجامعة من طلبة وعاملين، الذين بذلوا أرواحهم فداءً للحرية والكرامة. كما نحيّي أسرانا البواسل خلف قضبان الاحتلال، ونسأل الله الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال. لقد جسّدتم بصمودكم ومعاناتكم أعظم صور الوطنية والإرادة، وأثبتّم أن جامعة القدس المفتوحة ليست مجرد صرح أكاديمي، بل رمزٌ للصمود الوطني والإنساني. ورغم أن الحرب تركت بصمات مؤلمة على حياتنا ومؤسستنا، فإنها لم ولن تنال من عزيمتنا في مواصلة رسالتنا الوطنية والعلمية.

نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب منا جميعًا أن ننهض بروح الفريق الواحد، لنعيد الحياة إلى جامعتنا ونواصل دورنا في خدمة وطننا وشعبنا. أمامنا مسؤوليات جسيمة تتطلب العمل المشترك والتكاتف لإعادة تأهيل المقرات المتضررة، وتقديم الدعم اللازم لطلبتنا، وتعزيز الروح الأكاديمية، وترسيخ قيم الإخلاص، والتعاون، والاحترام المتبادل. هذه القيم هي الأساس الذي نبني عليه لتحقيق الأداء الأكاديمي والإداري المتميز.

أدرك أن الجامعة تواجه تحديات استثنائية في قطاع غزة، لكنني على ثقة تامة بكم وبقدرتكم على العمل بروح الفريق، مع الالتزام بالقانون والأنظمة، وتعزيز التنسيق بين الوحدات الإدارية لتحقيق مصلحة الجامعة وطلبتها. رسالة الجامعة في هذه المرحلة ترتكز على الحفاظ على الإنسان الفلسطيني كأولوية وطنية، وحماية مقدرات الجامعة، والعمل بتضامن لتحقيق التميز الذي يليق بجامعة القدس المفتوحة.

ختامًا، أنتم عماد جامعتنا وركيزة نجاحها. بثباتكم وإخلاصكم وعزيمتكم، سنحوّل الألم إلى دافع، والتحديات إلى فرص للتميز، وسنعيد بناء هذه المؤسسة لتبقى منارة للعلم والمعرفة، ورمزًا للصمود الوطني. جامعة أكثر قوة وتأثيرًا قادرة على تلبية تطلعات طلبتها وأبناء شعبنا، مستلهمين من تضحيات شهدائنا وصمود أسرانا وجرحانا الأبطال.

كل الشكر والتقدير لجهودكم، ومرة أخرى كلي ثقة بأنكم على قدر التحدي.
مع خالص الاحترام،
أ.د. إبراهيم الشاعر
رئيس جامعة القدس المفتوحة