حكاية شريكين في العلم والحياة بـ "القدس المفتوحة": سننقل إرثنا إلى ابننا ليث


نشر بتاريخ: 11-01-2025

في زوايا مدينة يطا المفعمة بالحياة والطموح، كانت قصة منجد وجيه العدرة وبيان خليل أبو فنار تُكتب على مدار سنوات، ليس فقط كزوجين يعيشان الحب والتفاهم، بل كشريكين اجتمعا على مقاعد الدراسة في جامعة القدس المفتوحة، حيث جمعتهما الحياة والجامعة والتخصص، وحتى مشروع التخرج.
بداية الحكاية
كان منجد، الشاب الطموح، قد أنهى الثانوية العامة الفرع الأدبي بمعدل (88%)، درس تخصص التسويق الإلكتروني بإحدى الجامعات، لكنه شعر دائمًا بحنين إلى عالم التعليم، حلم كان يراوده منذ الصغر، وجد ضالته في جامعة القدس المفتوحة، حيث التحق بتخصص "المرحلة الأساسية الأولى"، لأنه أراد أن يكون له دور في بناء جيل المستقبل.
أما بيان، صاحبة المعدل المميز في الثانوية العامة الفرع العلمي (92%)، فقد كانت تؤمن بأن التعليم هو المفتاح لكل نجاح. اختارت نفس تخصص شريكها "المرحلة الأساسية الأولى" في جامعة القدس المفتوحة لتسهم في تنشئة جيل واعٍ ومثقف.
لماذا جامعة القدس المفتوحة؟
يقول منجد: "اخترت جامعة القدس المفتوحة لأنها تمنحني المرونة التي أحتاجها، خاصة مع التزاماتي العائلية والعملية. كانت البيئة هنا محفزة، تتيح لي أن أتعلم وأعيش حياتي دون أن أشعر بثقل الدراسة".
أما بيان فتقول: "كانت جامعة القدس المفتوحة الخيار المثالي. النظام التعليمي المدمج يجمع بين التعليم التقليدي والإلكتروني، ما أتاح لي فرصة الجمع بين دراستي الأكاديمية وحياتي كأم وزوجة. لم أشعر يومًا أنني مقيدة، بل على العكس؛ وجدت دعماً مستمراً".
شراكة في العلم والحياة
لم تكن شراكتهما تقتصر على حياتهما الزوجية، بل امتدت إلى مقاعد الدراسة. اجتمعا على حلم واحد، وعملا جنبًا إلى جنب على مشروع التخرج الذي اختارا له عنوان: "تأثير الدافعية على التحصيل الدراسي لدى طلاب مدارس مدينة يطا من وجهة نظر المعلمين".
يقول منجد عن هذه التجربة: "مشروع التخرج لم يكن مجرد بحث أكاديمي، بل كان فرصة لنعبر عن شغفنا بالتعليم وإيماننا بأهمية الدافعية كعنصر رئيسي في تحقيق النجاح".
وتضيف بيان: "العمل مع منجد على هذا المشروع كان تجربة رائعة. كنا نتبادل الأفكار، يدعم أحدنا الآخر، ونعيش لحظات من الإبداع والعمل المشترك. كان المشروع انعكاساً لعلاقتنا؛ شراكة متكاملة مليئة بالدعم والتفاهم".
 
الجامعة… دعم وبيئة حاضنة
يتفق الزوجان على أن جامعة القدس المفتوحة لعبت دوراً كبيراً في نجاحهما. كانت الجامعة بيئة حاضنة تتيح لهما الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والدعم الأكاديمي المستمر. يقول منجد: "الجامعة لم تكن مجرد مكان للدراسة، بل كانت منصة انطلقت منها لتحقيق أحلامي".
أما بيان، فتشير إلى أن الجامعة لم تقتصر على تزويدها بالعلم، بل ساعدتها على تطوير مهاراتها الحياتية والمهنية، مؤكدة: "لم تكن مجرد خيار أكاديمي، بل كانت بوابة لتحقيق ذاتي وصقل مهاراتي".
الحياة بعد التخرج
اليوم، يقف منجد وبيان بفخر على أعتاب التخرج، وإلى جانبهما ابنهما الصغير ليث، الذي لم يكن شاهداً على نجاح والديه فحسب، بل كان رمزًا للأمل والمستقبل.
تقول بيان: "حين أنظر إلى ليث، أرى فيه كل ما تعلمناه وأردنا تحقيقه. التعليم إرثنا الذي سننقله إليه".
ويضيف منجد: "هذا التخرج ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لنواصل العطاء والتأثير في مجتمعنا".
رسالة ملهمة
لمنجد وبيان رسالة لكل طالب يحمل حلمًا: "لا تجعلوا شيئًا يوقفكم عن تحقيق أهدافكم. جامعة القدس المفتوحة هي المكان الذي يمنحكم الأدوات والفرص لتصنعوا مستقبلكم. كونوا شغوفين، واستثمروا في أنفسكم، فالنجاح ليس مجرد هدف، بل رحلة مليئة بالتعلم والإصرار".