"القدس المفتوحة" تختتم مشاركتها في فعاليات ماراثون "معاً لوقف الإبادة المعرفية" تزامناً مع "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"
اختتمت جامعة القدس المفتوحة في فروع الضفة الغربية كافة، فعاليات ماراثون "معاً لوقف الإبادة المعرفية"، الذي جاء برعاية من وزارة التربية والتعليم العالي، وتنظيم من مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية وبالتعاون مع جامعة بيرزيت، وجمعية أصدقاء جامعة بيرزيت، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ومؤسسة التعاون.
وتأتي هذه الفعاليات بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وبسبب تكثيف الاضطهاد والاستبداد ومنع الحركة والتنقل في الضفة الغربية.
وكانت فروع "القدس المفتوحة" في كل من سلفيت وقلقيلية وطوباس، نظمت فعاليات ماراثون "معاً لوقف الإبادة المعرفية" واستضافته في الحرم الجامعي، وذلك بالتعاون مع المحافظات والأجهزة الأمنية والمديريات والنقابات والجامعات والمعاهد والمجتمع المحلي في تلك المحافظات. فيما شارك كل من فروع الجامعة في القدس وبيت لحم والخليل ودورا ويطا ورام الله والبيرة ونابلس وأريحا وجنين وطولكرم، في الفعاليات التي نفذتها مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، لتكون الجامعة بذلك -ممثلة بفروعها كافة في محافظات الوطن- الشاهد على هذا العدوان الغاشم بحق مؤسسات التعليم العالي وبحق أهلنا.
بدوره، أشار رئيس "القدس المفتوحة" أ. د. إبراهيم الشاعر، إلى أهمية الحدث الذي "يبرز حجم الاستهداف الذي تعمد تدمير المنظومة التعليمية والمعرفية في قطاع غزة بهدم مباني المؤسسات التعليمية"، وتابع: "فقد شمل هذا الاستهداف الممنهج مباني فروع الجامعة الخمسة في قطاع غزة، وكذلك لم تسلم طواقمها الأكاديمية والإدارية والطلبة من الاستهداف، إذ قدمت الجامعة كوكبة من الطلبة الشهداء وثلة من الأكاديميين أصحاب العلم والمعرفة.
وأضاف الشاعر "أن الجامعة لا تثنيها هذه الإبادة المعرفية، وستقدم العلم لكل فلسطيني في أي مكان، فهذه رسالة الجامعة التي لا تعرف أي معنى للانكسار، فرغم كل الظروف التي تعرضت وتتعرض لها طواقمنا وطلبتنا من استهداف، ما زالت شامخة في وجه هذه الحرب، وتقدم التسهيلات الأكاديمية والإدارية والمالية كافة لتسهل على أبنائنا الطلبة في غزة هاشم طريقاً لإتمام مسيرتهم التعليمية".
وشكر الشاعر كل من ساهم في إنجاح هذا الماراثون، مؤكداً التكاتف الفلسطيني لضمان استمرار طلبة غزة في حصولهم على حقهم في التعليم الجامعي، ورفضاً لكل المخططات التي تهدف إلى محو أو تجاوز أو إضعاف المؤسسات الأكاديمية في غزة.
يشار إلى أن هذه المبادرة تأتي استجابة للنداء الذي أصدرته جامعات غزة، لمقاومة حملة "الإبادة المعرفية" المستمرة في فلسطين عموماً، وفي غزة خصوصاً، واستمراراً للنداء الموحد الصادر عن الجامعات الفلسطينية من أجل العدالة والحرية في فلسطين، وسيتم تخصيص ريع الماراثون كاملاً لدعم الطلبة الجامعيين وجامعات وكليات غزة عبر برنامج "إسناد" من خلال مؤسسة التعاون، وبإشراف وتوجيه من وزارة التربية والتعليم العالي، بالتنسيق مع الجامعات والكليات في غزة؛ لتعزيز قدرتها على البقاء والصمود والاستمرار.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح "الإبادة المعرفية"، أطلقته البروفسورة الفلسطينية كرم نابلسي، واعتمد عالمياً منذ بدء حرب الإبادة في غزة، وهو مصطلح يصف التوجه إلى تدمير المؤسسات الأكاديمية والثقافية بشكل صريح، وتجهيل المجتمعات، حيث تبدأ أشكال الإبادة المعرفية باستهداف الحكم المستنير والذاكرة التاريخية المادية والمعنوية، ثم تتصاعد لتصل إلى طمس البنى التحتية المدنية مثل المدارس والجامعات والمتاحف.