بعد 22 عاماً.. الأسير المحرر حريبات: كان من الوفاء أن أشكر جامعتي
كان عام 2002م هو البداية، "انتفاضة الأقصى". مثل كثيرين، لبيت النداء. راتب حريبات صنفوه أحد المطلوبين، واعتقلوه في عام 2002م. زجوني في زنازينهم حيث حكاية أخرى وتجربة أعمق... نوع جديد من النضال، ومن سجن إلى آخر.
قلق.. تحد وانتصار
قبل اعتقالي كنت ملتحقاً بجامعة القدس المفتوحة-فرع الخليل، متخصصاً في "التربية الابتدائية". راودني شعور بأني قد أخسر مستقبلي العلمي، لولا ذلك الأمل... سرعان ما تبدلت مشاعر الخوف والقلق إلى مشاعر تحدّ وصمود. ها هو تحدّ آخر في وجه الاحتلال تفتحه أمامي "القدس المفتوحة". أنهيت درجة البكالوريوس وأنا في الأسر، ثم أكملت دراستي في درجة الماجستير.
تناقض لا يشعر به إلا الأسير
كان لجامعتي دور فاعل وكبير في صقل شخصية الأسرى في سجون الاحتلال، تبث الروح المعنوية لدى الأسرى وأهاليهم، تسقي في نفوسهم بذرة الأمل. تجربة غنية أكاديمياً وإبداعياً... "لماذا لا أرى الأبيض؟" و"اغتيال بأسلوب آخر" مؤلفان أدبيان صببت فيهما تجربتي أسيراً.
مررت بمحطات جمعت بيت المشقة والمتعة، تناقض لا يشعر به إلا الأسير الفلسطيني؛ لماذا هو تحديداً؟ سأجيبكم بمثال: مصادرة الكتب.. الدفاتر.. وكل ما يرونه وسيلة تشعل فكر الأسير. أجل، كنا نحارب بطرق عدة، دون أن نستسلم.
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"... أوجه شكري لهذا الصرح التعليمي الذي أشعل فينا جذوة الأمل. هي الجامعة الفلسطينية بامتياز؛ كانت تجربة تستحق التقدير. أعتز بأني كنت أحد الأسرى المشرفين على المسيرة التعليمية داخل السجون، وأحد أعضاء اللجان التعليمية. كان هذا بمثابة رافعة علمية اكتسبتها من "القدس المفتوحة".
بعد 22 عاماً
كان لا بد لي بعد تحرري من الأسر عام 2024 أن أفي ولو بشيء يسير لجامعتي. سأزورها برفقة الأسير المحرر العقيد خليل الشوامرة. يستقبلنا مدير "القدس المفتوحة" في الخليل د. محمد الحروب، الأربعاء 13/11/2024م، يرحب بنا أيما ترحيب، مغدقاً علينا بعبارات الثناء والاعتزاز.
ها هي مرة أخرى، تجدد دورها تجاه الأسرى والأسرى المحررين، تبث لدى الطلبة وأبناء شعبنا الوعي بشأن الحركة الأسيرة... نعم، سألبي دعوة طلبة الجامعة متحدثاً عن تجربتي الاعتقالية وعن الأثر الإيجابي العميق الذي تتركه الجامعة في نفوس الأسرى.