"القدس المفتوحة" و"إبداع المعلم" و"الحملة العربية" يختتمون ملتقى "مستقبل التعليم ما بعد جائحة كورونا"


نشر بتاريخ: 30-12-2020

 الملتقى يوصي بوضع معايير وطنية للمحتوى التربوي والتعليم الإلكتروني وإدارة الصفوف الافتراضية

 

 

 

 

وسط حضور مميز من التربويين والأكاديميين والباحثين وصناع القرار من داخل فلسطين وخارجها، اختتمت كلية العلوم التربوية في جامعة القدس المفتوحة، ومركز إبداع المعلم، و"الحملة العربية للتعليم"، يوم الأربعاء الموافق ‏30‏/12‏/2020م، فعاليات الملتقى التربوي الوطني بعنوان: "مستقبل التعليم ما بعد جائحة كورونا COVID-19 ".

وعُقد المتلقي تحت رعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، عبر تقنية الصف الافتراضي لجامعة القدس المفتوحة بدعم من مركز التعليم المفتوح بالجامعة، وبث عبر صفحة "فيسبوك" التابعة لفضائية القدس التعليمية. وتلا البيان الختامي والتوصيات عميد كلية العلوم التربوية أ. د. مجدي زامل.

وأوصى المشاركون في ختام الملتقى بتشكيل منتدى وطني لصياغة فلسفة تربوية خاصة بالتعليم العام والتعليم العالي في فلسطين بما يتناسب والسياق التربوي، وتوحيد هذه الفلسفة التربوية بين جميع المؤسسات التعليمية بحيث تعكس الحكمة في التعليم.

             كما أوصوا بوضع معايير وطنية للمحتوى التربوي والتعليم الإلكتروني وإدارة الصفوف الافتراضية والتقويم التربوي، ومعاير وطنية للامتحان الإلكتروني، وتوجيهات وإجراءات مختصة في البناء المعرفي وبناء المهارات باستخدام الوسائط الإلكترونية.

             ودعا المشاركون إلى إعادة هندسة نظام تعليمي مرتبط بمحددات الأداء في التعليم، وبما يتفق ومهارات القرن الحادي والعشرين، وإلى بناء سياسات تربوية وتعليمية معاصرة، تراعي جميع الظروف العادية والظروف الاستثنائية وحالات الطوارئ، والتي من شأنها أن تسهم في توفير فضاءات تعليمية تعلمية ثرية، محفزة للإبداع والريادة في الظروف العادية والظروف الاستثنائية.

كما دعا المشاركون لوضع رؤية واضحة المعالم للمخرجات الأكاديمية والاجتماعية منبثقة من الفلسفة التربوية، وتمكين الكوادر البشرية العاملة في ميدان التربية والتعليم من توظيف أحدث التقنيات في عمليتي التعليم والتعلم، وتوظيف أدوات التقويم الإلكترونية المختلفة، والاستفادة من التجارب الناجحة في التعليم المدمج والتعليم الإلكتروني، مثل تجربة القدس المفتوحة.

وفي اليوم الثاني من أعمال المؤتمر، عقدت جلسة حوارية حول "مستقل التعليم في فلسطين"، وأدار الحوار فيها: أ. عبد العزيز نوفل، من وكالة "معا" الإخبارية، تحدث فيها: أ. ثروت زيد، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية ورئيس مركز تطوير المناهج الفلسطينية في وزارة التربية والتعليم.

وقال أ. زيد، إن "جامعة القدس المفتوحة كانت شريكاً وما زالت شريكاً حقيقياً لوزارة التربية والتعليم في التصدي لتداعيات جائحة كورونا، في سعينا لاستمرار العملية التعليمية وتوفير كل الوسائل، بما فيها التكنولوجيا؛ لاستمرار العملية التعليمية".

وأضاف أن "الوزارة تدرجت في عملية التعامل مع الجائحة التي فاجأت العالم جميعه، وكان لا بد من تدارك الموقف، وكانت هناك إجراءات سريعة، وتراجعنا عن قسم كبير منها، خصوصاً فيما يتعلق بالتواصل مع المعلمين والمعلمات، واستحدثنا صيغة التعليم المدمج، لأنه ومن تشخيصنا لواقع المدارس، لا يمتلك جميع الطلبة مستحدثات التكنولوجيا، وهذا تحد كبير، وكذلك لا يمتلك جميع المعلمين التكنولوجيا لخلق تفاعل بين المعلمين والطلبة، لذلك تبنينا صيغة "التعليم المدمج" لتعليم إلكتروني ووجاهي وتعاقبي نصفي بنصف عدد الطلاب".

ومن المعلمين من يستخدم حالياً برنامج "مايكروسوفت تيم"، ورزماً محدودة يتم توفيرها للطلبة الذين لا يمتلكون أجهزة إلكترونية عبر التوجه للمدارس واستلام الرزم الدراسية.

من جانبه، قال أ. محمد سلامة، نائب رئيس برنامج التعليم في وكالة الغوث الدولية-الضفة الغربية: "إن مدارس وكالة الغوث واجهت تحديات كبيرة في كيفية إطلاق العملية التعليمية مجدداً، وكذلك تحدي إدماج الأهالي ليصبحوا شركاء رئيسيين في العملية التعليمية، ولديهم وعي لتحمّل تعلم أبنائهم، وكذلك جاهزية المدارس لتحمل هذا التحول في نموذج التعليم والتعليم المستخدم، إضافة إلى اللوائح ذات الصلة المعمول بها فيما يتعلق بالعملية التعليمية".

وقال إن "برنامج التعليم في الضفة الغربية ينسق بشكل كبير مع وزارة التربية والتعليم، مع وجود بعض الاختلافات في الواقع والسياق المدرسي، فثمة اختلافات بسيطة في تعريف نموذج التعلم المدمج الذي يدمج بين المعلم والطالب، واستخدام مصادر ومواد التعلم الذاتي المدعمة بالتكنولوجيا، فقد زاوجنا بين التعلم الوجاهي في الصف والتعلم الذاتي المدعم بالمصادر".

من جانبه، قال د. معمر حسني شتيوي، رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة لمؤسسات التعليم العالي، إن التعليم العالي سمح بالتعليم الإلكتروني فور تسجيل حالات كورونا في فلسطين رغم عدم وجود نظام ينظم التعليم الإلكتروني، وعملنا وفق قرارات لمجلس التعليم العالي صاحب الولاية والصلاحية، وتم تشكيل خلايا أزمة في المؤسسات ووزارة التعليم العالي، وبقي مجلس التعليم العالي بانعقاد دائماً لمواجهة تداعيات الجائحة.

وبين أن "الوزارة ستبدأ بالعام القادم في توفير منصات حكومية لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية الحكومية، ونحن بصدد مشروع لتوفير مختبرات افتراضية وإعداد محتوى تعليمي متفق عليه لعدد من المساقات".

إلى ذلك، قال د. م. إسلام عمرو، مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والإنتاج الإعلامي، إن انتقال الجامعة للتعليم الإلكتروني خلال الجائحة كان سلساً، والخبرة السابقة للجامعة ساعدت على التميز في التعامل مع الجائحة وارتداداتها على العملية التعليمية في فلسطين.

وبين أن "الجامعة تتوفر لديها بنى تحتية ملائمة، وخبرة لدى أعضاء هيئة التدريس، ومعرفة لدى جمهور الطلاب في التعامل مع تقنيات التعليم الإلكتروني. ورغم وجود ذلك، كانت هناك مجموعة من التحديات لنقل الجامعة للتعليم الإلكتروني بالكامل، وكان هناك فراغ في موضوع التقييم الإلكتروني الكامل، وهو ما فرض تحديات كبيرة على الطواقم الفنية لإيجاد حل سريع يحافظ على سلامة العملية التعليمية وما خلقه هذا الإجراء من ضغط على الكادر التدريسي، وبالفعل نجحنا".

وقال د. م. عمرو: "إن تعامل الجامعة مع الجائحة مر بمراحل مختلفة في بدايتها ، ولم يكن واضحاً لدى أحد قرارات الحكومة، وشكل التدخل الذي وصل حد الإغلاق الكامل متزامناً مع الامتحانات النصفية، وتم إيقاف العملية التعليمية كافة، وصدر توجيه من رئاسة الجامعة بضرورة اعتبار مبدأ الاختيار في الاندماج للكادر الطلابي، وتحري سلامة العملية الأكاديمية قدر المستطاع، والأهم تقديم العون والمساعدة والمشورة لأكبر قطاع ممكن للطلبة، ووصلت مجموعات الدعم الفني إلى أكثر من 600 مجموعة، وتوفير تطبيقات تناسب الهواتف والحواسيب، فكان التحدي كبيراً، ونتفهم عدم مقدرة الكثيرين في التعامل مع الموضوع، ولكن قدرات الجامعة استطاعت أن تلبي الاحتياجات".

وقال إن جائحة كورونا خرجت إلينا بمجموعة من التطورات، "ونحن بصدد إطلاق منظومة متكاملة لجامعة القدس المفتوحة بناء على ما تعلمناه من جائحة كورونا، منظومة متكاملة بين كل المحتويات باستخدام تقنيات حديثة تتفوق على التقنيات الحالية، إَضافة إلى إطلاق تقنية جديدة تتعلق بالصفوف الافتراضية والامتحانات، ولكن نشير إلا أنه يجب عدم إرباك الناس بالتقنيات، والتأكد من سلاسة استخدامها وإمكانية استيعابها من جمهور الطلبة والمدرسين بشكل يكامل بين المحتوى الكتابي والصفوف الافتراضية وأنظمة الهاتف المحمول، وتقديم سياسات جديدة للتقييم الإلكتروني".

من جانبه، قال أ. رفعت صباح، سكرتير عام الحملة العربية للتعليم ورئيس الحملة العالمية للتعليم: "إن الجائحة لم تفاجئنا كأفراد، فنحن عايشنا الانتفاضات والإغلاقات والسجون في فلسطين، ولكنها فاجأتنا في نمط إدارتنا وتفكيرنا وعملنا، ونمط السلطوية والمركزية، وخطابنا التربوي وسياساتنا".

وأضاف أن "ثقافة العمل القديمة لم يكن سهلاً عليها المواءمة مع متطلبات التكنولوجيا، وبالتالي ثقافة اللقاءات الوجاهية والانتقال لأنماط جديدة في القرن الحادي والعشرين، فقضية التعليم الإلكتروني عن بعد موجودة، والتكنولوجيا موجودة، ولكننا لم نكن نستخدمها بشكل فاعل، حتى مجيء الجائحة التي فرضت ثقافة عمل جديدة على الجميع، فالجميع أصيب بصدمة الفجوة".

يذكر أنه تولى عرافة الملتقى د. إياد اشتية.