فرع غزة.. نموذج مبدع لتأدية الواجب الوطني في معركة كورونا
غزة- نادية الحلو-وقفت جامعة القدس المفتوحة عند مسؤولياتها الوطنية وكانت نموذجاً مشرفاً على مستوى الوطن لتأدية الواجب الوطني في تحدي فايروس كورونا الذي تسبب بشلل كبير لكافة مناح الحياه وعلى رأسها العملية التعليمية.
ومع بدء الأزمة في منتصف الفصل الدراسي الثاني لم تتوقف العملية التعليمية والبحثية في جامعة القدس المفتوحة، ولو لحظة واحدة، بل تواصلت بكل فعالية رغم تعطيل الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية بسبب اعلان الطوارئ إثر جائحة كورونا.
مدير فرع غزة د. نادر حلس قال "بدأنا بقتديم الامتحانات النهائية يوم السبت الموافق 2-5-2020م، و حق لطلبة جامعة القدس المفتوحة أن يفخروا ويفاخروا بجامعتهم التي كانت السباقة في طرح أنماط التعليم الالكتروني ضمن خطتها الأكاديمية، ووضعت بنية تحتية لذلك وقت الرخاء، وها هي اليوم تحصد ثمار خطواتها الرائدة وقت الشدائد، فاليوم في زمن جائحة كورونا نجحت الجامعة بشكل لافت ومنقطع النظير في تحقيق النجاح الباهر من خلال استمرار العملية التعليمية مع الحفاظ على جودتها وفق معايير عالمية".
وأضاف" بهذه المناسبة نتقدم بخالص تحياتنا وعظيم تقديرنا لربان السفينة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ يونس عمرو الذي أثبت للجميع أنه صاحب رؤية ثاقبة بعيدة الأمد عندما أصر وقت الرخاء على الإبقاء على فلسفة الجامعة التي تتبنى (التعليم المدمج) كما هي رغم كل الضغوط -الداخلية والخارجية- التي مورست عليه، وأكثر من ذلك فقد أمر منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها السيد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) حالة الطوارئ بالإلتزام بهذا الإعلان مع استمرار العملية التعليمية، ووضع مقدرات الجامعة تحت تصرف الحكومة الفلسطينية".
وتابع "نتقدم بعظيم تقديرنا للطواقم الأكاديمية، والفنية، والإدارية التي وصلت الليل بالنهار خلال وقت قياسي لمواءمة البرامج الأكاديمية والفنية للتعامل مع نمط التعليم الإلكتروني بالكامل تماشياً مع إعلان حالة الطوارئ".
وأضاف" لا يفوتنا أن نتقدم بخالص أمنياتنا لطلبتنا بدوام التفوق والنجاح، ونحييهم على سرعة الاستجابة والتفهم التي أبدوها لهذا الظرف الطارئ، ونرجو المولى عز وجل ألا يطول وينجي البلاد والعباد من هذا الوباء".
تقسيم المقررات:
وحول انتظام العملية التعليمية، أوضح المساعد الأكاديمي أ. أشرف طه أنه منذ اللحظات الأولى لإعلان حالة الطوارئ حرصت الجامعة على الاستمرار في العملية التعليمية والانتقال إلى التعلم الالكتروني، حيث تم تقسيم المقررات المطروحة في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2019-2020 إلى ثلاثة مقررات يتم استكمالها من خلال لقاءات متزامنة ومتفاعلة مع الطلبة وذلك بتقنية الصفوف الافتراضية، ومقررات أخرى يتم استكمالها من خلال حلقات تعليمية يتم بثها عبر فضائية القدس التعليمية وكذلك مقررات تعلم ذاتي بحيث يتم اثراؤها بمواد مساندة".
وتابع يقول:" بدأ العمل مباشرة حيث تم التعميم على الطلبة جداول مواعيد اللقاءات للصف الافتراضي، وكذلك جدول بمواعيد بث الحلقات التعليمية من خلال فضائية الجامعة والتعميم على أعضاء الهيئة التدريسية بإرسال مواد اثرائية لمقررات التعلم الذاتي".
تطوير الأداء:
وبين أ. طه أن تطوير الأداء كان هدفاً لإدارة الفرع، فقد عقدت الجامعة عدة دورات وندوات لأعضاء هيئة التدريس كافة، منها دورة إرشادية حول كيفية التعامل مع مهارات استخدام الصفوف الافتراضية الإلكترونية، وأخرى حول آليات التعامل مع الأنشطة الإلكترونية، وإدخال أسئلة الامتحانات إلى بنك الأسئلة في إطار استعدادات الجامعة لعقد الامتحانات النهائية (الالكترونية).
الأنشطة الالكترونية:
ولتقييم تقدم العملية التعليمية بين المساعد الأكاديمي أنه تم ترتيب العمل بأن يكون هناك أنشطة إلكترونية خلال هذه الفترة بواقع نشاطين، وهي عبارة عن واجبات بيتية يقوم الطالب بالإجابة عنها سترسل للطالب على البوابة الأكاديمية، ومن ثم يقوم الطالب بتسليمها بعد إجابتها من خلال منصة الأنشطة الالكترونية (المودل) والذي تم تصميمه بشكل مركزي وبمواعيد محددة تم اعلانها للطلبة وتجاوزت نسبة تفاعل الطلبة مع هذه الأنشطة ما يزيد عن 95%.
الامتحان الإلكتروني:
وحول آليات عقد الامتحانات بين أ. طه أن الترتيبات والاستعدادات كانت عل مدار الساعة لعقد امتحان نهائي إلكتروني يتم من خلال البوابة الأكاديمية للطالب، حيث تم إعداد جدول الامتحانات وتعميمه على الطلبة بواقع (6) جلسات يومية، موضحاً أن الامتحانات ستبدأ بتاريخ 2-5-2020، كل جلسة مدتها ساعة واحدة يجيب خلالها الطالب على(30) فقرة اختيار من متعدد ستظهر للطالب عشوائياً من بنك الأسئلة الذي تم إعداده من قبل أعضاء هيئة التدريس وسترصد الدرجة في سجل الطالب فور انتهاء مدة الامتحان.
الوصول إلى الطلبة:
رئيس قسم القبول والتسجيل أ. زكريا ساق الله أوضح أن التحدي الأكبر كان في الوصول إلى الطلبة، مبيناً أنه منذ اللحظة الأولى لإعلان الطوارئ بذلت إدارة فرع غزة كل الخطوات لإدارة الأزمة، ففيما يتعلق بالإجراءات الإدارية، تم تشكيل لجنة طوارئ من موظفي الفرع برئاسة مدير الفرع واتخذت الخطوات العملية التي بدأت باتخاذ الإجراءات الصحية للموظفين، حيث تم تشكيل مجموعة واتس لضمان سهولة الاتصال بموظفي الفرع كافة، وصولاً لآليات التواصل مع طلبة الفرع كافة من خلال التقنيات الحديثة والمتوفرة لدى جميع الطلبة، وكذلك تشكيل فريق دعم فني يعمل على مدار الساعة بهدف المتابعة وتقديم الخدمات للطلبة ولأعضاء هيئة التدريس. كذلك تم تحديد جدول دوام طوارئ لإنجاز المعاملات الإدارية العالقة للطلبة.
كما تم الإعلان عبر البوابة الأكاديمية الإلكترونية عن أرقام التواصل المباشر للفرع لاستمرار المعاملات الإدارية للفرع مثل تسليم وثائق التخرج وشهادات إثبات الطالب وكشوف الدرجات وأوراق تسهيل المهمة واستكمال إجراءات التسجيل وتسديد الرسوم للطلبة المتأخرين في عملية التسجيل، موضحاً بتمام عملية استكمال استلام الدرجات الخاصة بالامتحان النصفي وإدخال الدرجات كافة، وتصحيح دفاتر الإجابة غير المصححة وخصوصاً للشعب الممتدة بين الفروع.
الدعم الفني:
من جانبه، أكد رئيس قسم المختبرات بفرع غزة أ. كريم تمراز إنشاء مجموعات الدعم الفني للطلبة في فرع غزة التي وصل عددها (9) مجموعات حيث بلغ عدد المنتسبين لهذه المجموعات ما يزيد عن (2300) طالب وطالبة (أي غالبية طلبة الفرع) وتم الإعلان عن هذه المجموعات من خلال البوابة الأكاديمية وعلى صفحة الجامعة الرئيسية .
وبين أ. تمراز أنه تم إنشاء مجموعة لإدارة عملية الدعم الفني شملت الموظفين المختصين كافة بإدارة وإشراف مدير الفرع والمساعد الأكاديمي والإداري وقسم التسجيل والمختبرات وشؤون الطلبة.
وتابع:" تم إنشاء مجموعة دعم فني خاصة بأعضاء هيئة التدريس المتفرغين وغير المتفرغين ضمت الأعضاء كافة، وتم تقسيم أعضاء هيئة التدريس إلى مجموعات وتكليف موظفين اثنين للدعم الفني والمتابعة، وتم نشر أرقام الدعم الفني وأرقام أعضاء هيئة التدريس على الطلبة من خلال نشرات أعلنت عدة مرات من خلال مجموعات التواصل ومجموعات الدعم الفني".
كما أشار رئيس قسم المختبرات إلى توفير البرمجيات والتطبيقات اللازمة من قبل قسم المختبرات والمتعلقة بالمقررات ذات الجانب العملي وجرى تعميمها على الطلبة من خلال رابط الكتروني، وكذلك تقديم الحلول للإشكاليات التي تواجه الطلبة من استخدام هذه البرمجيات.
أعضاء هيئة التدريس:
وأشار عضو هيئة التدريس المتفرغ في كلية التنمية الاجتماعية والأسرية د. عاطف العسولي إلى تجربته في هذه الفترة قائلاً: " منذ بداية الأزمة تم التواصل مع جميع الطلبة عبر البوابة الإلكترونية لحثهم على ضرورة متابعة التعليمات والمستجدات فيما يتعلق بالترتيبات الجديدة الخاصة بمواعيد الصفوف الافتراضية ولقاءات التدريب الميداني ومشاريع التخرج مع إمدادهم بتعليمات الطوارئ الخاصة بهذه المقررات أولاً بأول، منوهاً بأن جامعة القدس المفتوحة بادرت في مناقشة مشاريع وأبحاث التخرج لطلبتها باستخدام العديد من التقنيات الحديثة والتي تدعم التعلم الالكتروني منها برمجية Zoom والتي تتيح فرصة التواصل واللقاء المباشر مع الطلبة، و قد لاقى ذلك استحسانا من الطلبة وذويهم.
فرحة الطلبة:
يقول الطالب الخريج محمد ابو سلطان:" أنا تخصص محاسبة:" الفصل الدراسي الحالي هو آخر فصل لي في الجامعة لأنني سوف أتخرج، منذ بدء الطواريء خشيت ضياع الفصل، لكن الرد العملي والتطبيقي من الجامعة كان مبهراً ومفرحاً، فقد استمرت الدراسة، وها أنا اليوم أحقق أمنيتي في إنهاء الفصل بنجاح والتخرج من الجامعة.
زميله الطالب محمد أبو العمرين تخصص خدمة اجتماعية وأسرية يوضح أن التعليم عن بعد ليس غريباً على جامعة القدس المفتوحة فهو نشاط تتميز به ومن أهم صفاتها منذ سنوات طويلة، وأنا منذ دخولي للجامعة وأنا أشعر بهذا التطور الرهيب غير المتوفر في أرقى الجامعات من صفوف افتراضية وامتحانات وتعيينات الكترونية". ويضيف" بكفاءة عالية كنا نتلقى الاتصالات من المحاضرين للالتزام والمتابعة وهذا شيء راق".
الطالبة سارا حميد تخصص علوم تربوية تقول:" باختصار خلال أزمة طوارئ كورونا لم أغادر البيت، لكنني تخرجت من الجامعة، استكملت بحث تخرجي، هذا شيء لا يصدق، كل ذلك بسبب جامعة القدس المفتوحة التي وفرت لنا كل سبل التعلم عن بعد، التعلم البسيط الواضح غير المعقد، وإنهاء المواد والمتابعة البحثية أيضاً".