"القدس المفتوحة" و"الحملة الأكاديمية الدولية" تعقدان مؤتمر "التحرر الذاتي للفلسطينيين... إنتاج المعرفة المقاومة"


نشر بتاريخ: 29-11-2021

 المؤتمر يوصي بدعم القدس وتعزيز التعاون بين المقاومة الشعبية ولجان التضامن الدولية 

*فخامة الرئيس: المؤتمر مبادرة مهمة لتدعيم مفاهيم التحرر الذاتي وإنتاج المعرفة 

 

تحت رعاية فخامة الرئيس الدكتور محمود عباس رئيس دولة فلسطين، عقدت جامعة القدس المفتوحة والحملة الأكاديمية الدولية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد، بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، يوم الاثنين الموافق 29-11-2021م، أعمال المؤتمر الدولي العلمي المحكم الموسوم بــ "التحرر الذاتي للفلسطينيين... إنتاج المعرفة المقاومة" في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتزامن.  

 

وفي ختام المؤتمر، تم تكريم الأكاديميين المناصرين للقضية الفلسطينية بمنحهم جائزة فخامة الرئيس محمود عباس لدعم الدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الفلسطينية لـ (33) أكاديمياً مناصراً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً.  

وقال فخامة د. محمود عباس رئيس دولة فلسطين، في كلمة متلفزة في المؤتمر بثها تلفزيون فلسطين، إن "شعبنا الفلسطيني يمتلك من الإمكانات والمعرفة والعلم والثقافة والحضارة ما مكنه من الانتشار والنجاح في كل العالم". 

وشدد سيادته على دعم جميع مبادرات المقاومة الشعبية السلمية في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، التي تحقق نجاحات متواصلة على طريق التصدي لمشاريع الاستيطان والتهجير. 

وجدد الرئيس رفضه المطلق لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وللتمييز العنصري والتطهير العرقي ضد أبناء شعبنا، وتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى، ومنع المصلين من الوصول إلى كنيسة القيامة، وطرد الفلسطينيين من أحياء القدس، وتصنيف (6) منظمات مدنية فلسطينية بـ"الإرهاب".

وأكد الرئيس أن "استمرار دولة الاحتلال بتقويض حل الدولتين وفرض واقع الأبارتهايد، سيجعلنا مضطرين للذهاب لخيارات أخرى إذا لم يتراجع الاحتلال عن ممارساته، واتخاذ قرارات حاسمة سنبحثها في المجلس المركزي القادم الذي سينعقد مطلع العام المقبل". 

وعلى الصعيد الداخلي، شدد سيادته على الالتزام "بوحدة أرضنا وشعبنا وتشكيل حكومة وحدة وطنية، تلتزم جميع القوى المشاركة فيها بالشرعية الدولية، والعمل على تكريس أسس الديمقراطية عبر إجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية كافة، بما فيها مدينة القدس". 

وطالب سيادته المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال للالتزام بالاتفاقات الموقعة، والسماح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية كما جرت في الانتخابات السابقة. 

وقال: "المنظمون والقائمون على هذا المؤتمر، أشكركم على هذه المبادرة المهمة التي تأتي لتدعيم مفاهيم التحرر الذاتي وإنتاج المعرفة، لتوجيه بوصلة عمل المقاومة الشعبية والنهوض بها نحو الطريق الأمثل وتحقيق أهدافها المشروعة، متمنياً للمؤتمر النجاح والتوفيق". 

إلى ذلك، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. علي أبو زهري، رئيس اللجنة الوطنية للثقافة والتربية والتعليم، أهمية هذا المؤتمر، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يعاني فيه أبناء شعبنا من عدوان الاحتلال والانتهاكات المستمرة في المناطق كافة، خصوصاً القدس، مؤكداً أن "إنتاج المعرفة المقاومة هي أبرز المعارك التي تخاض مع الاحتلال لصد روايته المبنية على أساطير ومزاعم متناقضة وباطلة". 

وأضاف: "كلنا ثقة بأن جلسات هذا المؤتمر التي تعقد في اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا، ستشكل خطوة نضالية لتكثيف التعاون مع حركات التحرر في كل أنحاء العالم، ومع كل الأكاديميين المؤمنين بالمقاومة الشعبية، وصولاً لدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس"، مؤكداً أن نتائج هذا المؤتمر "ستحقق إضافة نوعية وركيزة يمكن البناء عليها". 

إلى ذلك، قال الوزير وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن المؤتمر الذي يعقد اليوم يؤكد أن التحرر ذاتي بالمقام الأول، "فشعبنا قرر الوصول إلى الحرية، ويعمل وفق ذلك. مشيراً إلى أهمية التعاون بين القطاعات الشعبية والأكاديمية لتعزيز الفكر المقاوم في مواجهة الاستيطان.

ولفت إلى أن "نماذج المقاومة الشعبية أثبتت جدواها مرات عدة في التصدي لسياسة التهويد الاحتلالية، تجلى ذلك إبان محاولة الاحتلال فرض البوابات في القدس، ومخطط هدم الشيخ جراح، والمخططات الاستيطانية في جبل صبيح ببيتا، والخان الأحمر ومنطقة E1ومسافر يطا..."، وتابع: "فالاحتلال منذ (53) عاماً ورغم كل إجراءاته لم ينجح في السيطرة على أكثر من (150) عقاراً من أصل (3000) يملكها شعبنا في القدس الشريف، وكذلك الحال في شارع الشهداء بمدينة الخليل، فرغم إغلاق الاحتلال للشارع من عقدين وتضرر التجار هناك، غير أنهم ثبتوا ولم يبع أحد محله التجاري".

 

من جانبه، قال أ. د. يونس عمرو رئيس "القدس المفتوحة"، الأمين العام للمؤتمر: "نقف اليوم على ثغرة عمل وجهد دؤوب من قبل أناس حريصين على شعبنا وقضايانا، فكانت وحدة عمل بين شركاء لنصل لنتاج علمي يعرض اليوم، فهو مؤتمر علمي يساند التضامن الدولي الأكاديمي مع الشعب الفلسطيني، ويقدم بحوثاً علمية تقوم على فكر شعبنا ومفكرينا وباحثينا، بحوثاً تصب في مصب المعرفة المقاومة التي تفضي إلى التحرر الذاتي لشعبنا الفلسطيني". 

 

وأضاف: "المؤتمر يهدف بأوراقه العلمية المحكمة إلى وضع اليد على المشاكل التي تواجه مواقف التحرر الذاتي وتفسيرها، ومقاربة فهمها ووضع الحلول لها، لنسهم بمؤازرة شعبنا ومساعدته في التغلب عليها، ونقود حملات المقاومة الشعبية السلمية وصولاً للتحرر الذاتي، طال الزمان أو قصر". 

وشكر أ. د. عمرو، فخامة الرئيس محمود عباس على دعمه لهذا المؤتمر ورعايته له وحديثه فيه، وعلى تقديم جائزة باسمه لدعم الدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الفلسطينية لـ (33) أكاديمياً مناصراً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً. وشكر الباحثين واللجنة التحضيرية والعلمية للمؤتمر. 

من جانبه، قال د. رمزي عودة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد: "في هذا اليوم، يسهم أكاديميو العالم ومفكروه في تنظيم هذا المؤتمر وإبراز دور المعرفة المقاومة، بالتركيز على تجارب المقاومة الشعبية في فلسطين والعالم أجمع من أجل دحر المشروع الاستيطاني الصهيوني". 

وأضاف عودة: "نقدم في هذا المؤتمر نموذجاً للمساهمة في تحقيق العدالة لقضيتنا، وإذا تحققت العدالة فسينعم كل العالم بالأمن والاستقرار والسلام. عملنا بجد على مدار أربعة أشهر لإنجاح هذا المؤتمر الذي يعقد على مدار جلستين: اليوم، وفي الخامس عشر من أيار المقبل، بتمثيل كل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، لتوسيع المشاركة العالمية في إحياء هذا اليوم". 

 

 كلمات لسفراء في دولة فلسطين

 

 من جانبه، قال سفير دولة الصين لدى فلسطين قوه وي: "يسعدني أن أشارك في فعاليات المؤتمر بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لإبراز أن القضية الفلسطينية هي لب قضايا الشرق الأوسط". وتابع: "الصين تدعو لحل عادل للقضية الفلسطينية وتحقيق التعاون السلمي بما يتفق مع المصالح المشتركة الفلسطينية الإسرائيلية، ويلتزم بالهدف الطويل المتمثل في الاستقرار الإقليمي، ويلبي التطلعات المشتركة للدول والشعوب المحبة للسلام والمدافعة عن العدالة". 

 

وقال في الذكرى الثلاثين لانعقاد مؤتمر مدريد للسلام: "ندعو لمزيد من العمل على مبدأ المساواة وفق حل الدولتين، ومواصلة مساعدة الشعب الفلسطيني على محاربة كورونا، والمساهمة في تحسين الاقتصاد، وتحسين الوضع الإنساني في فلسطين"، وتابع: "أما الحل الأساسي للقضية الفلسطينية فهو إعادة العدالة للشعب الفلسطيني، ويتعين على المجتمع الدولي الالتزام بمبدأ الأرض مقابل السلام، وحل الدولتين، والعمل على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". 

وقال إن "الصين تؤيد دعوة سيادة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة الأطراف المعنية، ومنظمات الأمم المتحدة. والصين مستعدة لاستضافة مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهي تقف إلى جانب السلام والعقل". 

من جانبه، قال سعادة القائم بأعمال السفير لممثلية جنوب إفريقيا في فلسطين ليسيبا ماتشابا: "نحن سعيدون بالمشاركة بهذا المؤتمر، وندعم المقاومة الشعبية في فلسطين، ونرفض نظام الفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي، وسيسقط كما سقط في بلدنا جنوب إفريقيا". 

وأضاف أن "جنوب إفريقيا ستبقى مع الشعب الفلسطيني للوصول إلى حقوقه العادلة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وستواصل وقوفها في وجه الاستيطان الإسرائيلي المخالف للقانون الدولي في الأراضي الفلسطيني، وهي تدعم كل الجهود الهادفة إلى استئناف مفاوضات السلام وتحقيق السلام وفق الاتفاقات والمواثيق الدولية". 

من جانبه، قال سعادة السفير روبرتو موراليس، سفير جمهورية نيكاراغوا لدى دولة فلسطين: "نؤيد حقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية السلمية للوصول إلى الحرية والاستقلال، ونرسل لكم تحيات شعبنا في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني". 

وأضاف أن "احترام القانون الدولي والقرارات الدولية هو الأساس للسلام العالمي. ونيكاراكوا تدعو للالتزام بالقانون الدولي وتحقيق السلام، والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين". 

 

 

جلسات المؤتمر: 

يعقد المؤتمر على يومين: الأول اختتم أعماله اليوم، أما اليوم الثاني فسيعقد في 15-5-2022 تزامناً مع ذكرى النكبة الأليمة الرابعة والسبعين. وكان تولى عرافة الاحتفال د. هشام دويكات وأ. هبة بربار. وتخلل اليوم الأول عرض فيلم حول المقاومة الشعبية، من إنتاج فضائية القدس التعليمية، وعرض رسائل تضامن عالمية من عدد من الأكاديميين المناصرين للشعب الفلسطيني وقضيته. وفي ختام اليوم الأول، تم تكريم الباحثين واللجان التحضيرية والعلمية والفنية للمؤتمر. 

وتخلل المؤتمر جلستان؛ جاءت الأولى بعنوان "تجارب المقاومة الشعبية في فلسطين"، ترأستها أ. فلسطين حجة. وقدم خلالها أ. أحمد الرويضي مداخلة حول "نموذج المقاومة الشعبية في القدس"، فيما قدم د. موسى حمايل وأ. سلطان عقل والسيدة آمال بهجت مداخلة حول "نموذج المقاومة الشعبية في بيتا"، وقدم أ. مهند الجعبري مداخلة حول "نموذج المقاومة الشعبية في الخليل". 

أما الجلسة الثانية فحملت عنوان: "المقاومة الشعبية كإطار نظري في الحقل المعرفي في فلسطين"، ترأستها د. سنية الحسيني، وتحدث خلالها د. وليد سالم عن "الإطار المعرفي لإنتاج المعرفة المقاومة وتعزيز الصمود"، وقدم أ. د. جون ضبيط مداخلة بعنوان "إسرائيل دولة أبارتهايد واضطهاد (نموذج التضامن في الولايات المتحدة)"، وقدم د. نايف جراد مداخلة حول "المقاومة الشعبية: الإنتاج المعرفي من أجل التحرر والانعتاق"، وأخيراً قدم أ. محمد مطر وأ. قاسم عواد مداخلة حول "المقاومة الشعبية في فلسطين". 

 

توصيات المؤتمر  

تلا رئيس اللجنة العلمية أ. د. عبد الرؤوف خريوش، البيان الختامي للمؤتمر والتوصيات. ودعا المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده للوقوف إلى جانب إخواننا في القدس المحتلة ومساندتهم في مواجهة تهويد المدينة وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وذلك بشد الرحال إليها، كما دعوا إلى تعزيز التعاون والتواصل مع المقاومة الشعبية ولجان التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني. 

وطالب المؤتمرون المجتمع الدولي والشركات والجامعات ومختلف قطاعات المجتمع الدولي بفرض عقوبات على دولة الاحتلال؛ لإجبارها على إنهاء الاحتلال الذي يعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر. 

ودعا المشاركون المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ووقف الأبارتهايد وعمليات الضم، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين والمؤسسات الأكاديمية.   

وأكدت التوصيات على حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وأهمية وقف عمليات التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لما في ذلك من تأثير فاعل في إجبار إسرائيل على المثول والانصياع لقرارات الشرعية الدولية. 

ودعا المشاركون المؤسسات الشعبية والرسمية إلى المشاركة في المقاومة الشعبية في أماكن وجودها ليصبح واقعاً ونهجاً عاماً للشعب الفلسطيني، مما يسهم في صموده ليصبح واقعاً على الأرض. 

كما دعا المشاركون المؤسسات الجامعية إلى دراسة نماذج المقاومة الشعبية اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، وإبراز نقاط القوة والضعف فيها. 

وأكدت جامعة القدس المفتوحة والحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبارتهايد، على استمرار التزامها بإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني سنوياً. 

- كلمة الرئيس محمود عباس
- كلمة رئيس الجامعة أ.د يونس عمرو