ماذا بعد الفيسبوك؟!


نشر بتاريخ: 26-04-2016

في العام 2004م ظهر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وكان نتاج موقع (فيس ماشن) التابع لجامعة (هارفرد) المعتمد على نشر صور لشخوص محددين، إذ كان مستخدموه حينئذ يختارون الشخصية الأكثر جاذبية، وكان مقتصراً على طلبة الجامعة، إلى أن قام الطالب النجيب (مارك زوكربيرغ) بتأسيس موقع (فيسبوك) الذي انتشر لاحقاً ليعم أصقاع المعمورة بسرعة البرق، وأصبح عدد المستخدمين النشطين شهرياً على الموقع (1.44) مليار لا يكفون عن استخدامه، وكل تلك المعلومات تقودنا إلى أسئلة حول التوقعات التي ينتظرها العالم بعد هذا "العالم الافتراضي" منها: ما هي البدائل المتوقع ظهورها بعد (الفيسبوك)؟، وهل سيبقى هذا التطبيق مسيطراً على حصة الأسد باستحواذه على اهتمام الجماهير مستقبلاً؟
في هذا السياق يرى د. فريد أبو ظهير (من كلية الإعلام بجامعة النجاح الوطنية) أن الإنترنت مثَل مرحلة جديدة من مراحل تطور الاتصال والتواصل والإعلام المجتمعي ومواقع التواصل الاجتماعي، وتميز موقع (الفيسبوك) وغيره من البرامج الشبيهة بقدرتها على التواصل بين الأفراد والجماعات من دون حواجز، وهذا لم يكن متوفراً في وسائل الاتصال القديمة.
يضيف أبو ظهير متحدثاً عن المستجدات والمتغيرات التي يمكن أن تطرأ على وسائل التواصل الاجتماعي: "بتقديري إن أي تعديل أو تغير في مواقع التواصل الاجتماعي سيشمل الجوانب الشكلية والإخراجية دون الجوانب الجوهرية"، موضحاً أن أي تغير سيقتصر على شكل الرسالة أو المعلومة وطريقة تبادلها، أو على شكل الإطار الذي يتم التواصل من خلاله، ثم تطرق إلى عدد من البرامج الشبيهة بـ(الفيسبوك) كـ (تويتر)، و(لينكد إن)، و(انستغرام)، التي اقتصرت تطبيقاها الجديدة على الشكل الخارجي، وهذا ما جعل (الفيسبوك) يتربع على كرسيها جميعاً.
والتطور التكنولوجي، كما يبين أبو ظهير، يفاجئ الإنسان دائماً، وليس من السهل التنبؤ والتوقع بنوعية جديدة للاتصال والتواصل، وأهم ميزة تكنولوجيه حديثة هي دمج جميع وسائل الاتصال والتواصل قديماً وحديثاً في مكان واحد صغير هو (الهاتف الذكي).

(الفيسبوك) سيبقى مسيطرا
وفي الجانب التكنولوجي، يرى د. خالد ربايعة (مدير مركز أبحاث المعلوماتية بالجامعة العربية الأمريكية في جنين) أن سيطرة (الفيسبوك) على العالم التكنولوجي ستبقى متواصلة، وسيستحوذ على اهتمام مزيد من الجماهير بالرغم من وجود دراسات ترى غير ذلك.
وأضاف: "أعتقد أن (الفيسبوك) سيبقى مستحوذاً على حصة الأسد في عالم تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، وسيستحوذ على ما نسبته (???) من حجم السوق مقارنة بـ (24%) لـ (جوجل بلص)، و(???) لـ(تويتر). الإحصاءات الخاصة بـ(الفيسبوك) تشير إلى أن عدد المستخدمين ما زال يزداد باضطراد، وقد بلغ مع بداية عام ????م أكثر من (?,?) مليار مستخدم، فيما بلغ عدد مستخدمي (الواتساب) الذي استحوذت عليه شركة (فيسبوك) أكثر من (???) مليون مستخدم".
ولفت ربايعة إلى أن استخدام الأجهزة الذكية المحمولة ساعدت وستظل تساعد على استمرار ارتفاع شعبية شركات التواصل، خاصة (الفيسبوك)؛ فتحول المستخدمين إلى تلك الأجهزة وسهولة التفاعل معها زاد من انتشار تلك التقنيات في كل مكان، بخاصة الدول النامية التي كانت تعاني ضعف الاتصال بالإنترنت عن طريق الأسلاك (الكوابل)، فضلاً عن أن تلك الشركات وصلت إلى مرحلة قادرة فيها على قيادة السوق والاستمرار لسنوات عديدة لاحقة، حيث بلغت القيمة السوقية لشركة (فيسبوك) أكثر من (???) مليار دولار، وبلغت أرباحها للعام ????م أكثر من (12) مليار دولار، وهي بذلك تعد من أكثر الشركات قيمة في أسواق التكنولوجيا بعد (أبل) البالغة قيمتها (???) مليار، و(جوجل) البالغة (???) مليار. وهذه الأرقام الفلكية تعطي الشركة القدرة على المناورة باستمرار وطرح خدمات وتطبيقات جديدة، والاستحواذ على شركات ناشئة، ما يضمن لها الاستمرار في السيطرة على سوق شبكات التواصل الاجتماعي.
وبين د. ربايعة "أن ما يقدم لـ (الفيسبوك) زخماً جديداً واستمراراً لجلب أعضاء جدد دخوله مجالات جديدة تتعدى الترفيه والتواصل الاجتماعي إلى التسويق ومجالات الأعمال. فالتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعد اليوم من أهم المجالات في قطاع الأعمال على كل المستويات، بدءاً من الشركات الصغيرة والصغيرة جداً إلى الشركات العملاقة".
وبين أيضاً أن (الفيسبوك) فتح مجالات جديدة للأعمال التجارية، وخاصة التجارة الإلكترونية الفردية؛ فبإمكان أي شخص اليوم أن يفتح متجراً إلكترونياً عبر هذا التطبيق ويحقق أرباحاً لا بأس بها، وخاصة في ظل الاستخدام المكثف، إضافة إلى أن (الفيسبوك) يعمل على العديد من التطبيقات التي تزيد من شعبيته واستحواذه على سوق تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، نذكر منها تطبيق أوكلوس (Oculus) لمحاكاة الواقع، وتطبيق الأعمال (Facebook for work) ، ولدى الشركة أيضاً خطط لطرح عدد آخر من التطبيقات.
وختم د. ربايعة حديثه "سيبقى (الفيسبوك) مستحوذاً على اهتمام الجماهير مستقبلاً، نظراً لتحقيقه أرباحاً هائلة، ولقدرته على السيطرة بشراء المواقع الصغيرة القابلة للاستمرار والمنافسة، كتطبيق (واتساب) الذي سيطرت عليه شركة (فيسبوك)، بالإضافة إلى تعديه مرحلة الترفيه والتسلية إلى عالم الأعمال والتجارة الإلكترونية الفردية".