خريج "القدس المفتوحة" يؤمن بأن الجامعة تصنع مؤهلين وباحثين لا حملة "شهادات"..إسلام حنفية...ريادي صنعته الظروف الصعبة


نشر بتاريخ: 17-02-2019

رام الله-ينابيع-بهاء الخطيب-"القدس المفتوحة لا يهمها أن تمنحك شهادة تثبت تخرجك بقدر ما يهمها أن تمنح سوق العمل شخصاً لديه ما يؤهله للانخراط فيه"، بهذه العبارة استهل إسلام عبد المنعم حنفية (26 عاماً) حديثه عن جامعة القدس المفتوحة، سارداً قصة كفاحه الطويلة. 
نشأ حنفية بحي عين مصباح بمدينة رام الله، وترعرع في عائلة بسيطة تولي التعليم اهتماماً كبيراً، وكونه الابن الأصغر، فقد انعكس اهتمام العائلة على تعليمه، فقد كان يرفض دائماً فكرة التعليم بشكله المتعارف عليه بالمدارس والجامعات في فلسطين (التعليم بالتلقين).
تلقى إسلام دراسته الأساسية في مدرسة وكالة الغوث الدولية الأقرب إلى مكان سكنه، ثم استكمل دراسته الثانوية متجهاً إلى التخصص العلمي في مدرسة ذكور الهاشمية الثانوية في البيرة، ونظراً لوضعه الصحي "إعاقته الحركية" وما ترتب عليها من تغيب لأيام عديدة عن الدوام المدرسي، كان يعتمد غالباً على نفسه في الدراسة، وهو السبب الرئيس الذي جعله رافضاً أسلوب التلقين في التعليم، الذي تعتمده –غالباً- مدارسنا وجامعاتنا، وكان هذا سبباً في اعتماده على نفسه ليس في التعليم المدرسي فحسب، بل في اتخاذ القرار أيضاً، في البحث والمطالعة والعديد من الأمور.
عند إنهائه الدراسة الثانوية كانت أنظار العائلة متجهة إلى جامعة نظامية من الجامعات المحلية، وكان جهاد في بادئ الأمر متفقاً مع هذه الرغبة، ولكن وضعه الصحي وعدم إمكانية حضوره المنتظم للمحاضرات الجامعية كان سبباً في البحث عن كلية أو جامعة تعتمد نظاماً تعليمياً ملائماً لوضعه الخاص، وكانت جامعة القدس المفتوحة هي الخيار الأمثل للالتحاق بمقاعدها.
يقول حنفية: "تجربتي في القدس المفتوحة التي تعتمد التعليم الذاتي بعيداً عن أسلوب التلقين، زادت من ثقتي وقناعتي بأن التعليم التلقيني لا يصقل مهارات الطلبة ولا يطور خبراتهم، ولكنه يؤهلهم لاجتياز امتحان الحصول على الشهادة الأكاديمية فقط، دون مراعاة للمهارات الإضافية المطلوبة في سوق العمل، بعكس التعليم الذاتي الذي يصقل هذه المهارات ويحوله من مجرد شخص "متعلم" إلى "باحث"، فيكون مؤهلاً لمتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى المهارات العملية اللازمة لإدارة الوقت وغيرها".
ويشير حنفي إلى أن جملة من الأسباب جعلت "القدس المفتوحة" قبلته في التعليم، منها أنها مثلت للأهل الحل الأمثل له كونه يعاني من إعاقة حركية ولا يستطيع الالتزام بمحاضرات يومية، وكذلك الوضع المالي السيئ لعائلته، فكانت القدس المفتوحة خياراً مناسباً لكونها تقدم خدمة تعليمية برسوم منخفضة، ولكون الجامعة أيضاً تقدم منحاً لذوي الإعاقة.
ويؤكد حنفية أن دور جامعة القدس المفتوحة في صقل مهارات طلبتها لا يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، بل يشمل تنظيم نشاطات طلابية ومتابعة الخريجين وغيرها، إذ تترك الجامعة مساحة كافية للطلبة لتطوير مهاراتهم من خلال توفير الدورات التعليمية والتدريبية لهم، إضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المسابقات وورشات العمل محلياً وعالمياً.
بعد أن تخرج حنفية من الجامعة تولى منصب أمانة السر لنادي المجد لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، واستفاد من تخصصه "أنظمة معلومات الحاسوبية" ليشغل وظيفة رقابية في بنك فلسطين (دائرة الرقابة على الامتثال)، مشيراً إلى أن الدمج بين المهارات المكتسبة من الجامعة والخبرة الإدارية في أمانة السر للنادي، كانت سبباً رئيسياً في نجاحه.
وينصح حنفية الشباب بأن تكون لديهم دوماً رسالة، قائلاً: "يبدأ النجاح عندما تكون لديك رسالة تؤمن بها، فطالما هي موجودة لن تعرف معنى الاستسلام، وستكون سبباً لتتخطى كل المصاعب التي ستواجهك".
ويضيف: "من يحمل رسالة لن يهتم أبداً بالمقدرات المتاحة له، ولن يقارنها بما أتيح لغيره، لأن هدفه الوحيد سيكون إيصال هذه الرسالة والوصول إليها، رغم الظروف الصعبة".