"القدس المفتوحة" و"المجلس الأعلى للإبداع ".. تكامل في الأدوار


نشر بتاريخ: 17-02-2019

  

رام الله-ينابيع-  تتكامل الأدوار بين جامعة القدس المفتوحة والمجلس الأعلى للإبداع والتمير، ويتوج ذلك بمشاريع ريادية لطلبة "القدس المفتوحة" وخريجيها تُسهم في دعم التميز وتحرك عجلة الاقتصاد الوطني بشكل كبير.
فـ"القدس المفتوحة" تعمل وفق فلسفة التعليم المدمج القائمة على تنمية الآفاق الفردية بعيداً عن النمط التقليدي وتعزيزاً للتفكير الناقد، وتسعى دوماً لخلق بيئة تعليمية وطلابية تساعد على دفع عجلة الإبداع وتكريسه واقعاً من أجل ترسيخ ثقافة الإبداع والتميز في أوساط المجتمع الفلسطيني، والتمكين المنصف للمبدعين وتعزيز بنية منظومة الإبداع في القطاعات المختلفة لدعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة، فيما يتبنى المجلس المشاريع الإبداعية لطلبة الجامعة ويحتضنها لإنشاء شركات ناشئة ومشاريع ريادية من شأنها تشغيل العديد من خريجي الجامعة والجامعات الفلسطينية الأخرى، سعياً لتطوير الاقتصاد الوطني ورفد المجتمع باحتياجاته من منتجات وطنية مبتكرة عالية الجودة.
وهنا قال معالي المهندس عدنان سمارة رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، إنه في نهاية العام 2012 أسست القيادة الفلسطينية المجلس الأعلى للإبداع والتميز ليكون رافعة حقيقية للإبداع في القطاعات المنتجة الرافدة لمسيرة بناء الدولة الناجزة، كما أسست جامعة القدس المفتوحة انطلاقاً من احتياجات شعبنا للتعليم العالي، وقد أطلقت في عام 1991م خدماتها التعليمية في فلسطين متخذة من القدس مقراً رئيساً لها، وأنشأت فروعاً ومراكز دراسية في المدن، وخرجت ما يزيد على (110,000) خريج، فذاك حصد الجوائز العالمية، وآخر يتبوأ أرفع المناصب فيزهو اسم وطنه وترفرف رايته الأبية على أعلى المنابر في العالم أجمع.
وقال سمارة إن الإبداع أساسه الجامعة، فأغلب الأفكار المبدعة تأتي من الطلبة وخاصة من الأفكار المبدعة، ومن هنا "أعتبر جامعة القدس المفتوحة والمجلس الأعلى، وهما مؤسستان تتبعان لمنظمة التحرير، تقومان بدور تكاملي، وهناك شراكة بين المؤسستين بشكل يخدم الإبداع في فلسطين، فالمجلس الأعلى يستفيد من المشاريع والكفاءات التعليمية الموجودة في الجامعة، ونحاول أن نعكس ما لدينا من خبرة في مجال الإبداع في برامج الجامعة، لأن التعليم هو أساس الإبداع".
وتابع: "الجامعة تقدم الخدمات الجليلة للمجلس، ونستفيد من الخدمات العلمية خصوصاً في موضوع التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه، ومن خلال عدد الطلبة الموجودين والتنوع الموجود في "القدس المفتوحة"، خلقنا شراكة حقيقة وفاعلة بين الجامعة والمجلس".
وبين م. سمارة أن أهم المشاريع المنفذة بين الجانبين تتمثل في موضوع تطوير الطحالب بشكل يخدم الثروة الحيوانية والصناعات الدوائية في فلسطين، ويجري تنفيذه مع جامعة "اريزونا" الأميركية والمجلس وجامعة القدس المفتوحة، وهذا المشروع سيرى النور قريباً جداً ويسهم في خدمة شعبنا.
وأضاف سمارة: "أنجز المجلس المنتدى الأول في عام 2015 بنجاح كبير رأت فيه القيادة الفلسطينية تحقيقاً لرؤية مستقبليه واعدة وتسليطاً للضوء على كينونة الفلسطيني المبدع الصامد على أرضه المتسلح بالمعرفة والإنتاج، وفي المنتدى الثاني الذي عقد في عام 2017 احتفت دولة فلسطين بعلمائها الذين شقوا طريقهم نحو العالمية وهم يملكون من العلم ما يساعدهم على خدمة دولتهم ويسطرون اسم وطنهم بأحرف من ذهب أينما حلوا، وفي العام 2018 في المنتدى الوطني الثالث وضعت الحلول وأطلقت المبادرات ورسمت السياسات لبناء منظومة الإبداع والريادة الفلسطينية تمهيداً لتحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة لدولتنا المستقلة في المستقبل القريب وعاصمتها القدس درة التاج".
وقال إن دور المؤسستين يتكامل في تحقيق رؤية القيادة في خلق جيل ريادي مبدع، فالإنسان هو الاحتياطي الاستراتيجي لشعبنا، والمؤسستان تعملان على تنمية الإنسان ويجري تطوير برامج التعليم بشكل يساعد الطالب على التفكير المبدع.
 
بيئة داعمة للإبداع
لفت م. سمارة إلى أن التناغم بين الجامعة والمجلس الأعلى للإبداع والتميز أسهم في خلق بيئة داعمة للمجلس بكل طاقاتها من كوادر أكاديمية ومهنية وبنية تحتية، وقدمت رعايات لعدد من الأنشطة التي ينفذها المجلس وخاصة في المنتديات الثلاثة التي عقدها المجلس، تنوعت بين رعاية إعلامية من خلال فضائية القدس التعليمية، ورعايات مادية وعينية أخرى.
وتابع: "من منطلق إيمان المجلس بقدرات الجامعة وريادتها، فقد وقع اتفاقيات تعاون عديدة مع الجامعة، كان آخرها الاتفاقية الثلاثية بين الجامعة والمجلس وجامعة "أريزونا" في الولايات المتحدة الأمريكية، لتطوير مركز البحوث الزراعية في الجامعة وإنتاج الطحالب، كما يتيح المجلس الفرصة أمام الأكاديميين والطلبة للمشاركة في الدورات التدريبية وورشات العمل الداخلية والخارجية ضمن برامجه لبناء القدرات، ورعاية مشاريع التخرج من خلال المنافسات المحلية والدولية والمنتديات العلمية".
وأوضح: "يرى المجلس في جامعة القدس المفتوحة بيئة خصبة للاستثمار في الإبداع والتميز، كونها تأسست بفكرة إبداعية من منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها التاريخية، وعلى رأسهم القائد الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" رحمه الله، ويتكامل دور المؤسستين في خلق جيل من المبدعين والمبتكرين من خريجيها الذين أثبتوا حضورهم في الجوائز المحلية والإقليمية والدولية، حيث يتبنى المجلس المشاريع الإبداعية لطلبة الجامعة ويحتضنها لإنشاء شركات ناشئة ومشاريع ريادية من شأنها تشغيل العديد من خريجي الجامعة والجامعات الفلسطينية الأخرى، سعياً لتطوير الاقتصاد الوطني ورفد المجتمع باحتياجاته من منتجات وطنية مبتكرة عالية الجودة".
 
دعم متواصل من "القدس المفتوحة" لعمل المجلس
من جهته، يقول د. م. عماد الهودلي، مساعد رئيس الجامعة لشؤون العلاقات العامة والدولية والإعلام، إن "القدس المفتوحة" تدعم منظومة الإبداع والريادة في فلسطين من خلال تنشئة الطالب في بيئة دراسية تسهم في قدرته على الإبداع والتميز، وعبر الاهتمام بمنظومة البحث العلمي من حيث المقررات العلمية والمجلات العلمية المحكمة التي يصل عددها إلى خمس مجلات، وتنظيم الأنشطة العلمية المتعلقة بالإنتاج والبحث العلمي.
ويشدد د. م. الهودلي على قيام الجامعة بتحفيز الطالب على التفكير الخلاق من خلال إعداد مشاريع تخرج متميزة تشارك في ملتقيات ومنتديات محلية تهتم بشؤون التميز والإبداع، كما تحفز الجامعة أعضاء الهيئة التدريسية على إعداد أبحاث علمية متميزة، ومكافأة المتميزين المبدعين إدارياً ومالياً.
ويرى د. م. الهودلي، وهو ممثل الجامعة في المجلس، أنه منذ اليوم الأول من تأسيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز في نهاية العام 2012 كانت لدينا توجيهات من رئيسها أ. د. يونس عمرو بتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم للمجلس.
ويشير الهودلي إلى تقدير المجلس لدور "القدس المفتوحة" في تسهيل عمله في جوانب الإبداع والتميز، من خلال رعاية الموهوبين والمبدعين والمتميزين من أسرة الجامعة، ويتحدث عن إطلاق الجامعة لجوائز سنوية للتميز والإبداع في سبعة مجالات بهدف إثراء روح التنافس الإيجابي وتجسيد ثقافة الجودة والتميز والإبداع في الأداء بين الطلبة والأكاديميين والإداريين.
كما تحتضن الجامعة الطلبة الموهوبين وتمنحهم الفرصة لإكمال التعليم العالي بعد تخرجهم وتستقطبهم للعمل فيها، وتعقد الجامعة سنوياً الملتقى الطلابي الإبداعي. كما تولي الجامعة اهتماماً خاصاً بفئات المجتمع الفلسطيني المهمّشة مثل المرأة، والأسرى، والفقراء.
 
 
 
مشاريع منفذة بين "القدس المفتوحة" والمجلس الأعلى
وعن أبرز المشاريع المنفذة بين الجامعة والمجلس من أجل دعم الإبداع في فلسطين، قال د. م. الهودلي إن جولة “I KnowVate” تعدّ أحد تلك المشاريع، وهي سلسلة من اللقاءات التعريفية والتحفيزية لطلبة جامعة القدس المفتوحة وأساتذتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقوم المجلس الأعلى بالتعاون مع ممثل الجامعة في المجلس بالتعريف بالمجلس من خلال عرض نشاطاته والترويج لها، هذا بالإضافة إلى استقطاب المبدعين من طلبة الجامعة في الكليات المختلفة وتحفيز طاقاتهم الكامنة واحتضانهم. عقدت هذه الجولة في العام 2016 في عدد من فروع الجامعة في: الخليل، وبيت لحم، ورام الله والبيرة، ونابلس، وجنين، وغزة.
كم تحدث د. م. الهودلي عن رعاية جامعة القدس المفتوحة، للعام الثالث على التوالي، المنافسة المحلية من المسابقة العالمية Technovation، من خلال توفير قاعات دراسية في مقرات الجامعة في المحافظات لأعضاء لجنة التقييم، مجهزة بالإنترنت ونظام الصوت. والمنافسة المذكورة هي تحد عالمي يُعنى بتعليم الفتيات، من سن 10 إلى 18 عاماً، كيفية تطوير تطبيقات الأجهزة الذكية لحل مشكلة محلية تواجه مجتمعاتهن.
وتطرق الهودلي إلى مساهمة الجامعة في تنظيم المجلس للمنتدى الوطني الأول للمبدعين في نهاية العام 2015، والمنتدى الوطني الثاني للعلماء في فلسطين في تموز 2017، وحديثاً جاء المنتدى الوطني الثالث لمنظومة الإبداع والريادة في فلسطين الذي عقد مطلع تشرين الأول المنصرم، وغيرها من المشاركات والعضويات والشراكات.