الدبلوماسية الرقمية والعلاقات الدولية

 

المقدمة:

تحتل جامعة القدس المفتوحة موقعاً ريادياً في خدمة المجتمع الفلسطيني على اختلاف شرائحه وعلى امتداد مساحة الوطن من شماله إلى جنوبه، كما أن لها مكاناً مميزاً في سلم التعليم العالي في فلسطين وخارجها، وتشهد الجامعة تطوراً ملحوظاً في العديد من أوجه الحياة الجامعية، سواء على مستوى التجهيزات الفنية والإمكانات التقنية، أو على صعيد البنية التحتية المتمثلة في الأبنية والمقرات، التي بدأت الجامعة في خطة طموحة لإنشائها في محافظات الوطن كافة.

 

   وفي هذا التخصص استحدثت الثورة الرقمية بعدًا جديدًا للعلاقات الدولية تتعارض فيه الرؤى والمبادئ والمصالح بشدّة، وأسهم دخول مجموعة متطوعة من الشباب والشابات الفلسطينيين على خط الدبلوماسية الرقمية في تعزيز الأداء الفلسطيني، وقد استطاعت مجموعة من النشطاء، وبأدوات بسيطة تتمثل في الهاتف النقال، الوصول إلى شرائح واسعة على مستوى العالم، وذلك من دون الحاجة إلى صرف ميزانيات عالية، وهو ما أسهم في إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

 

وعلى الرغم من النجاح الذي حققته الدبلوماسية الرقمية والعلاقات الدولية الفلسطينية، فإنها بحاجة إلى مزيد من التطوير والاهتمام والتبنّي الرسمي لها، فمعظم الجهود الحالية يقوم بها متطوعون، بعضهم هواة يفتقرون إلى الخبرة والأدوات والمهارات والقوانين والتشريعات، وهذا يوجب على الخارجية الفلسطينية إعطاء هذا الجانب المزيد من الاهتمام وتخصيص الميزانيات اللازمة لتطوير هذا القطاع من خلال إنتاج محتوى رقمي فلسطيني قادر على تفنيد الرواية الإسرائيلية، وفضح ممارسات منظومة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني.

 

فالدبلوماسية الرقمية والعلاقات الدولية خلقت لنفسها قنواتها الجديدة التي تختلف عن القنوات الدبلوماسية التقليدية، والفاعلون داخل هذا العالم الدبلوماسي الجديد يختلفون عن نظرائهم في عالم السياسة التقليدي، إذ أصبحت الشركات الرقمية الكبرى تأخذ مكان الدول والمنظمات الدولية الكبرى. إنها ليست دبلوماسية موازية، مثلما يطلق اليوم على أنواع من الدبلوماسيات التي تستعين بها الدول لدعم سياساتها الخارجية، وإنما هي دبلوماسية قائمة بذاتها لها أسلوبها الخاص وطرق اشتغالها التي تختلف عن الدبلوماسية التقليدية.

 

       وهذه الدبلوماسية الجديدة لها ما لها وعليها ما عليها. ميزتها أنها شفافة وسريعة وقوة تأثيرها ظاهرة للعيان، وهي ليست حكراً على الدول، وإنما يمكن أن يمارسها أشخاص وجماعات ومنظمات، والعلاقات داخلها لا تحددها دائماً المصالح وإنما يمكن أن يكون للقيم داخلها دور مهم، إذا وجدت من يدافع عنها ويتبناها كخطة دبلوماسية هجومية.

 

الرسالة:

تهيئة كوادر قيادية تتمتع بمعرفة واسعة في مجال الدبلوماسية الرقمية والعلاقات الدولية، ورفد الجاليات الفلسطينية والعربية في الشتات والسوق المحلية بقادة يتميزون بالفكر السياسي والقدرة على التحليل لدعم المؤسسات والجهات الرسمية السياسية للعمل على مواجهة التحديات السياسية المحلية والإقليمية والعالمية، وتثبيت الرؤيا والحقيقة الوطنية.

 

الرؤية:

الريادة في إعداد كفاءات متميزة في مجال الدبلوماسية الرقمية والعلاقات الدولية، تجمع بين الفهم العميق للعلاقات الدولية والقدرة على توظيف الأدوات الرقمية لتعزيز التواصل الدولي، وبناء جسور التفاهم والتعاون بين الشعوب والدول في العصر الرقمي، وخلق الريادة الأكاديمية ليصبح التخصص مرجعًا أكاديميًا وبحثيًا،

وتعزيز التحول الرقمي من خلال دمج أدوات التكنولوجيا الحديثة في ممارسة الدبلوماسية، وصناعة السياسات الرقمية وتأهيل مختصين قادرين على صياغة السياسات الدولية في البيئة الرقمية، وتعزيز الحوار الدولي باستخدام المنصات الرقمية لتقوية الحوار بين الثقافات والمجتمعات، والاستجابة للتحديات المعاصرة مثل الأمن السيبراني والمعلومات المضللة والحوكمة العالمية للإنترنت.