احتفلت جامعة القدس المفتوحة، الإثنين 2/12/2025، في فندق الكرمل برام الله، باختتام مشروع "زراعة الكينوا من أجل زراعة قادرة على مواءمة التغير المناخي في فلسطين"، وهو مشروع تقوده الجامعة بالشراكة مع وزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة، وبدعم من مرفق البيئة العالمي–برنامج المنح الصغيرة/برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وقد حضر الحفل ممثلون عن الجهات الشريكة وخبراء ومؤسسات زراعية.
وجاء الحفل تتويجاً لعمل استمر سنوات، تضمن تجارب حقلية في بيئات متعددة، وتطوير أدوات بحثية، وبناء قدرات للمزارعين، بهدف إدخال محصول الكينوا—لأول مرة في فلسطين، باعتباره خياراً زراعياً قادراً على التكيّف مع التغيّرات المناخية وندرة المياه.
وفي كلمته، أكد رئيس الجامعة أ. د. إبراهيم الشاعر أن المشروع يُعد نموذجاً ريادياً للدور الذي تضطلع به الجامعة في ربط البحث العلمي بالتنمية، موضحاً أن "الجامعات لا يقتصر دورها على إنتاج المعرفة، بل عليها ابتكار حلول تطبيقية تستجيب للتحديات المناخية، فالزراعة عمل مقاوم وضرورة وطنية".
وأشار الشاعر إلى أن الكينوا، كمحصول غذائي عالي القيمة وذو قدرة كبيرة على مقاومة الجفاف، يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وترسيخ الزراعة الذكية والمستدامة في فلسطين، مشيداً بجهود الشركاء وفرق العمل وكلية الزراعة في الجامعة والمزارعين المشاركين.
وألقى وكيل وزارة الزراعة م. بدر الحوامدة، كلمة الوزير أ. د. رزق سليمية، مؤكدًا تقدير الوزارة لدور الجامعة القيادي في هذا المشروع، مشيرًاً إلى أن النتائج الأولية مبشّرة وتفتح الباب أمام إدماج الكينوا على نطاق أوسع، خصوصاً في المناطق المتضررة من التغير المناخي. واستعرض التحديات التي تواجهها الزراعة الفلسطينية من دمار في غزة واعتداءات المستوطنين في الضفة.
من جهته، شدّد رئيس سلطة جودة البيئة م. أحمد أبو ظاهر، على أن المشروع يأتي استجابة لحاجة وطنية ملحّة وانسجاماً مع الخطط الاستراتيجية، لافتًا إلى أهميته في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين سلالات الإنتاج وتأسيس مواقع تجريبية جديدة.
كما أكدت المنسق الوطني لمرفق البيئة العالمي م. نادية الخضري، أهمية التكامل الميداني بين المؤسسات الشريكة، مستعرضة فيلماً يوضح التحديات المناخية وأهمية إدخال محاصيل بديلة قادرة على الصمود، وفي مقدمتها الكينوا.
وقدم عميد كلية الزراعة ومنسق المشروع د. عزيز سلامة، عرضاً تفصيلياً لإنجازات المشروع، مرحلة بعد مرحلة: من التجارب الحقلية ودراسة أداء الأصناف المختلفة تحت ظروف الجفاف، إلى قياس الإنتاجية وكفاءة استخدام المياه. وأشار إلى أن نتائج المشروع تؤكد أن "توسيع نطاق زراعة الكينوا في فلسطين خيار ممكن وواعد، شريطة استمرار الدعم المؤسسي والإرشاد الزراعي".
كما تضمن الحفل عروضًا لمشاريع التخرج الريادية لطلبة الجامعة، وتكريم المؤسسات الشريكة والداعمين والفائزين بمسابقة "نكهات من أرضنا".
وفي ختام الفعالية، استعرض د. سلامة أبرز التوصيات، وفي مقدمتها توسيع نطاق زراعة الكينوا في المحافظات الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لتطوير سلسلة القيمة، وتوفير برامج تدريب إضافية للمزارعين، ودعم البحوث التطبيقية لإنتاج سلالات أكثر ملاءمة للبيئة الفلسطينية، ودمج نتائج المشروع في سياسات الزراعة المستدامة على المستوى الوطني.
وأكدت الجامعة في الختام شكرها لشركائها الوطنيين والدوليين واعتزازها بقيادة هذا المشروع الريادي الذي يجمع بين العلم والتنمية والسيادة الغذائية.