تحت رعاية أ. د. رئيس الجامعة، مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية يعقد الملتقى العلمي السابع


نشر بتاريخ: 26-09-2025

 تحت رعاية أ.د. إبراهيم الشاعر، رئيس مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية، ورئيس جامعة القدس المفتوحة، عُقد الملتقى العلمي السابع بمناسبة اليوم العربي والعالمي للمسؤولية المجتمعية، بعنوان: “حماية الطفولة في ظروف صعبة… مسؤولية مجتمعية وتنموية (فلسطين: واقع وتحديات)”.

 
استُهل اللقاء بكلمة أ.د. الشاعر، حيث عرض توجهات جامعة القدس المفتوحة الاستراتيجية، عبر تاريخها الطويل، نحو تطوير منحى المسؤولية المجتمعية فكراً وتطبيقاً. وأشار إلى أن هذا الملتقى ليس إلا انعكاساً فعلياً لهذا التوجه المؤسسي، مثمّناً دور اتحاد الجامعات العربية، ممثلاً بالأمين العام أ.د. عمرو عزت سلامة، على دعمه البارز لهذا المجلس.
 
وتناول الشاعر واقع الطفولة في فلسطين، في ظل مخاطر جسيمة تهدد براءة الأطفال وتصادر آمالهم، والتي تحولت بفعل مشاهد الدمار والركام إلى أزمات نفسية عميقة. وأكد على ضرورة بناء برامج استراتيجية ناجزة لمعالجة آثار النزوح والأزمات المتكررة على الأطفال. وفي ختام كلمته، شكر القائمين على هذا الجهد النوعي، باعتباره حلقة في سلسلة مبادرات استراتيجية مستمرة تعكس التزام الجامعة العميق بقضايا الطفولة والمجتمع.
 
من جانبها، أعربت أ.د. راندا رزق، الأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية بالقاهرة، عن عظيم تقديرها لهذا الملتقى المهم وعنوانه المحوري “الطفولة”، معوّلة على التوصيات والنتائج التي من شأنها أن تساهم في محاصرة الأضرار وإنقاذ الطفولة من المهددات التي تنتهك براءتها. وأعلنت عن استعدادها لتسخير جميع الإمكانيات المتاحة للتعاون الكامل مع جامعة القدس المفتوحة في هذا المجال الحيوي.
 
بدوره، أشار أ.د. يوسف ذياب عواد، مدير مجلس المسؤولية المجتمعية للجامعات العربية، الذي أدار جلسات الملتقى، إلى أهمية اليوم العربي والعالمي للمسؤولية المجتمعية، وضرورة استثماره في تشخيص المشكلات المجتمعية والإسهام في إيجاد حلول فعالة لها. كما عبّر عن اعتزازه بجهود جامعة القدس المفتوحة ورئيسها، مما جعل بوصلة الجهود موجهة نحو قضايا مصيرية، وفي مقدمتها حماية الطفولة في ظروف صعبة. ووجه الشكر للأمين العام لاتحاد الجامعات العربية على متابعته الحثيثة لملفات المجلس، وكذلك للمشاركين والحضور الكبير من مختلف الدول العربية عبر الفضاء الرقمي.
 
وقد شارك في هذا الملتقى (6) باحثين بأوراق علمية متميزة، تناولت محاور متعددة تمس واقع الطفولة في فلسطين:
د. إياد أبو بكر من جامعة القدس المفتوحة ناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية خدمات الطفولة، مشيراً إلى ضرورة تسخير هذا التطور لصالح الأطفال، خاصة في ظل التجارب الدولية التي نجحت في تقليل الآثار السلبية وتعزيز الإيجابيات الرقمية، مع تأكيده على أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون لهذه الأدوات.
بهاء الدين نصار، المشرف النفسي والاجتماعي في مجال الصحة النفسية، تناول ظاهرة التسول عند الأطفال، من حيث الأسباب والأشكال والأنواع المباشرة وغير المباشرة، مبيناً انعكاساتها السلبية على الطفل والمجتمع، وقدّم مجموعة من المقترحات لمعالجة الظاهرة.
أ.د. رحاب السعدي من جامعة الاستقلال، ناقشت إشكالية عمالة الأطفال بين كونها انتهاكاً للطفولة أو ضرورة اقتصادية، موضحة العلاقة الجدلية بين البعدين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة، ومنبهة إلى المردودات السلبية على الطفل والمجتمع.
د. ليلى حرز الله من الجامعة العربية الأمريكية، استعرضت واقع الأطفال في مناطق النزاع، والتحديات الكارثية التي يواجهونها نتيجة الفقدان، والهدم، والحصار، والترويع، والتجويع، داعية إلى تكثيف الجهود المجتمعية والإنسانية للتخفيف من هذه المعاناة.
د. نظمية حجازي من جامعة القدس المفتوحة، قدمت دراسة عن النزوح القسري وأثره على طلبة مدارس مخيمي طولكرم ونور شمس من النواحي النفسية والاجتماعية والتعليمية. وأوصت بتطوير تدخلات علاجية ووقائية عاجلة تستند إلى فهم السياقات المحلية، وتُسهم في تعزيز بيئة تعليمية آمنة وجاذبة.
أ. فرح دروزة، عرضت تجربتها في التعامل مع الأطفال ذوي الصعوبات النمائية في المعهد الفلسطيني للطفولة بجامعة النجاح الوطنية، مبينة العلاقة بين الأزمات العامة والصعوبات النمائية كعوامل تهدد تطور الطفل وتعافيه. وأوصت بتدخلات متكاملة من الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة، لما تتطلبه هذه الشريحة من موارد مالية وجهود تخصصية عالية.
 
وفي ختام اللقاء، فُتحت الفرصة للحضور لتقديم مداخلاتهم حول تشخيص واقع الطفولة في فلسطين، وطرح سبل بناء شبكة أمان فعالة لحماية الأطفال من الظروف الضاغطة التي تهدد مستقبلهم. ومن أبرز التوصيات، الدعوة إلى عقد مؤتمر علمي شامل يعالج قضايا الطفولة في الظروف الصعبة على المستوى العربي.
 
واختُتم الملتقى بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والحضور على أفكارهم، وتفاعلهم، والتزامهم الصادق بقضايا مصيرية، تؤكد أن حماية الطفولة ليست فقط مسؤولية، بل واجب إنساني وتنموي ملحّ.