"القدس المفتوحة" تشارك في اجتماعات المؤتمر العام الثالث للمنظمة العربية للتربية في بيروت


نشر بتاريخ: 06-08-2025

شاركت جامعة القدس المفتوحة في اجتماعات المؤتمر العام الثالث للمنظمة العربية للتربية، الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 20 و21/ 7 /  2025م. ومثّل الجامعة في هذا المؤتمر العلمي د. شبلي السويطي، إضافىة لمشاركة الاتحاد العام لنقابات العمال "بيت الشعب" في محافظة أريحا والأغوار بأمينه العام د. وائل نظيف، ورئيس نقابات التعليم في القطاع الخاص أ. كايد بولص، وعضويتي النقابة أ. مرام أبو شوشة، وأ. جيهان حرب.
 
وقدم السويطي أمام الهيئة العامة للمؤتمر وبحضور السفير الفلسطيني السابق في كردستان العراق سعادة السفير نظمي حزوري الضيف الفخري للمؤتمر، محاضرة بعنوان: "واقع التعليم العام في مدينة القدس المحتلة"، التي تم من خلالها تسليط الضوء على واقع القطاع التعليمي في مدينة القدس في ظل الاحتلال، وما يواجهه هذا القطاع من استهداف من خلال الهجمة الشرسة عليه من تزوير للحقائق والتاريخ بهدف كي وعي الطلاب في المدينة المقدسة وتغريبهم عن قضيتهم وتاريخهم ودينهم وثقافتهم العربية والإسلامية.
 
وأشار السويطي إلى جملة من الاستهدافات والضغوطات التي يمارسها الاحتلال على المدارس في مدينة القدس، أهمها سعيه بكافة الوسائل والسبل لفرض المنهاج الإسرائيلي فيها، من خلال فرض منهاج مزور للتاريخ والدين، وإلغاء التطرق للقضية الفلسطينية برموزها وقادتها، وتقديم هذه القضية وفقاً لرؤية الاحتلال المحرفة والمزورة، ويساعده في ذلك سيطرته القانونية على كافة مقومات المدينة بحكم الأمر الواقع (الاحتلال)، ومنع السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بواجباتها اتجاه مدينة القدس بحكم اتفاقيات أوسلو، وبالتالي تحكم الاحتلال بترخيص هذه المدارس وتمويلها في ظل منعه للمساعدات من السلطة الوطنية الفلسطينية والعربية والإسلامية لهذا القطاع، ما جعل الاحتلال هو الوجهة الوحيدة لهذا التمويل.
 
وأشار السويطي إلى تعدد الجهات المشرفة على التعليم العام في مدينة القدس نتيجة لرعاية هذا القطاع من عدة جهات؛ فهناك المدارس الحكومية التي كانت تتبع الحكومة الأردنية قبل الاحتلال والتي أتبعت بحكم الأمر الواقع لبلدية ومعارف الاحتلال، وأخرى تتبع للأوقاف الإسلامية. وهناك مدارس تتبع للقطاع الخاص وأخرى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وما تؤثره
 
هذه التبعيات المختلفة من انعدام المرجعية الموحدة للتعليم العام في مدينة القدس، وهو ما هيأ للاحتلال تدخله بالعملية التعليمية في المدينة، وسهل عليه السيطره على هذا القطاع الحيوي والهام، وهو المسؤول عن بناء الأجيال الفتية والناشئة في مسعى حثيث لتغريبها عن وطنها وتاريخها وحضارتها.
 
وأضاف السويطي بأن الظروف الأمنية والقيود المفروضة على حركة الطلاب عبر الحواجز وجدار الفصل العنصري الذي قسم المدينة وسكانها إلى قسمين، وممارسات سلطات الاحتلال على الطلبة على هذه البوابات من إجراءات لدخول المدينة المقدسة، كلها أد إلى الإضرار بالعملية التعليمية من خلال تأخر الطلبة والمعلمين عن الالتحاق بمدارسهم بالوقت المحدد، وتعرض الطلبة والمعلمين للاعتقال والاعتداءات والإصابة، ووقوع العديد منهم شهداء على هذه الحواجز.
 
كما نبه إلى النقص الحاد في الغرف الصفية في مدارس القدس، ما حدا بالمواطنين المقدسيين إلى رفع دعاوى قضائية لدى المؤسسات القضائية الاحتلالية في القدس ضد بلدية ومعارف القدس، مطالبين بضرورة تحمل الاحتلال لمسؤولياته كدولة احتلال، وتوفير الحد الأدنى من الغرف الصفية في القدس، مما وضع البلدية والمعارف أمام خيار صعب بأمر قضائي بضرورة تعويض هذا النقص في الغرف الصفية الواجب عليها توفيرها لطلبة القدس بحكم ولايته من خلال الاحتلال، ووجدت هذه السلطات ضالتها لحل هذا الأمر بإيجاد ما يسمى بمدارس المقاولات التي دعمتها البلدية والمعارف لتعويض هذا النقص من خلال مقاولين لا علاقة لهم بالتعليم ولا بالعملية التعليمية، وهو ما أوجد مدارس في بنايات مستأجرة لا تلبي الحد الأدنى من المعايير للعملية التعليمية، ما زاد مرجعية جديدة للتعليم في القدس، وخفض من جودة العملية التعليمية، وزاد من نسبة تسرب الطلبة من هذه المدارس وزيادة جنوحهم والقضاء على مستقبلهم.
 
وأشار السويطي إلى ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال مؤخراً من إغلاق مداس وكالة الغوث في القدس لأهداف سياسية تصب في خانة إنهاء القضية الفلسطينية، لما تمثله هذه المخيمات الفلسطينية ومدارسها ومؤسساتها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وأماكن اللجوء خارج فلسطين من رمزية للقضية والنكبة واللجوء والتهجير والمعاناة، حيث تم إنشاء مدارس وكالة الغوث بقرارات أممية وبرعاية مؤسسات دولية محمية، وما أثره ذلك على مصير الطلبة في هذه المدارس في ظل عجز البنية التحتية أصلاً عن تلبية حاجات الطلبة ضمن المرجعيات الأخرى من المقاعد الدراسية، وهذا القرار التعسفي والجائر سيؤدي إلى زيادة العجز في الغرف الصفية مع بداية العام
 
الدراسي القادم 2025-2026 في المدارس ذات التبعات والمرجعيات الأخرى، في محاولة لاستيعاب هؤلاء الطلبة بمدارس القدس والقادمين إليها قسراً من مدارس وكالة الغوث المغلقة من الاحتلال.
 
وأكد السويطي أمام المؤتمرين من الدول العربية والإسلامية والأجنبية التي حضرت المؤتمر، إلى المسؤولية القومية والدينية والأخلاقية التي تقع على كاهل هذه الدول بضرورة دعم مدينة القدس بشتى الوسائل والسبل الإبداعية؛ لتعزيز صمود أهلها ومؤسساتها في ظل الهجمة الشرسة لسلطات الاحتلال على القطاعات في المدينة كافة، وانعدام الدعم بكافة أشكاله من المحيط العربي والإسلامي والدولي، وهو ما شجع سلطات الاحتلال على الاستفراد بالمدينة بكافة مقوماتها والسير قدماً في تهويدها.
 
وتأتي هذه المشاركة للجامعة في إطار سعيها المستمر إلى الانخراط الفاعل في الفعاليات العلمية الداخلية والعربية والدولية، وتعزيز حضورها الأكاديمي والبحثي على المستويات كافة، دعماً لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودرة تاجها القدس الشريف؛ لما تمثله من رمزية في وجدان العرب والمسلمين، وتسليطاً للضوء على التحديات التي تواجهها المدينة المقدسة في مختلف القطاعات، وسبل معالجة هذه التحديات.
 
وعلى هامش المؤتمر، زار الوفد المشارك في المؤتمر السفارة الفلسطينية في بيروت حيث استقبلهم سعادة السفير الفلسطيني في لبنان أ. أشرف دبور.
 وفي ختام الزيارة، أهدى الدكتور شبلي السويطي سعادة السفير دبور آخر إصداراته العلمية، وهي كتاب "إدارة الموارد البشرية في ظل التحول الرقمي".