المسعف الدويك: "القدس المفتوحة".. حين لا تملك رفاهية الوقت


نشر بتاريخ: 02-08-2025

في مخيم عقبة جبر، حيث الصمود والإرادة، يبرز اسم محمد موسى الدويك، رجل في السابعة والثلاثين من عمره، أب لطفلين، يحمل حلماً يمتد أبعد من حدود المخيم. منذ عام 2003، ومحمد يبث روح الحياة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تطوع ثم أصبح ضابط إسعاف مثبتاً. لم تقتصر جهوده على إنقاذ الأرواح في الميدان، بل امتدت لتشمل تدريب مئات الشباب على الإسعافات الأولية والقيادة المجتمعية. فبالنسبة لمحمد، "المقاومة لا تقتصر على شكل واحد، إنها تعليم، وعمل مجتمعي، وبناء".

 
رغم كل إنجازاته، ظل حلم الشهادة الجامعية يراوده. كان يدرك أن شهادة البكالوريوس ستمنحه أدوات أقوى في القيادة والتخطيط، لكن التحدي كان في إيجاد الوقت بين عمله كمسعف ومسؤولياته المجتمعية.
هل وجد الحل جامعة في القدس المفتوحة؟
 لم تكن مؤسسة تعليمية فحسب، بل كانت شريكاً يقرأ العقول الطامحة، التي لا تملك رفاهية الوقت. يقول محمد: "اخترتها لنظامها المدمج الذي يجمع بين التعليم الإلكتروني والوجاهي، وهذا ما يمنحني المرونة لأرتب أموري ما بين بيتي، وعملي، ومسؤولياتي".
 
لقد تحدى محمد مقولة "فات الأوان"، وأثبت أن الإرادة لا تعرف عمراً. في الجامعة، وجد نظاماً تعليمياً مرناً وأقساطاً هي الأقل في فلسطين، وهو ما أزال عبئاً مادياً كبيراً. 
هو الآن طالب في السنة الأولى بتخصص "الإدارة الصحية"، ليجمع بين خبرته الميدانية في الإسعاف ومسؤولياته في القيادة المجتمعية.
كل خطوة يخطوها هي إنجاز، وكل مادة ينجح فيها هي انتصار جديد.
 
إلى كل من يتردد، يوجه محمد رسالته الملهمة: "اللي معني يكمل ويطور حاله الطريق مفتوح... مش مهم عمرك".