"زارعة الصبّار" تحصد النجاح


نشر بتاريخ: 16-09-2020

 فرع قلقيلية-عبيدة الأقرع-رافقت جدتها إلى مدينة رام الله، هناك لفت انتباهها محل يبيع "الصباريات" لأغراض الزينة، راقت لها الفكرة فقررت أن تبدأ بإقامة مشروعها الخاص في قلقيلية لتزرع الصبار، وتحصد معه قليلاً من المال اللازم لإكمال تعليمها وتعليم شقيقتها.

إنها ابنة جامعة القدس المفتوحة-فرع قلقيلية، تالا بدر (20) عاماً، التي تدرس تخصص الخدمة الاجتماعية –السنة الثالثة، مشيرة إلى أن الطموح لا يعرف الحدود.

وتضيف: "بالرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها، غير أن حلمنا وما نطمح إليه يجب ألا يوقفه شيء، وعلينا أن نفكر كيف نبدع ونستغل موهبتنا وقدرتنا ونبني مشروعنا الخاص حتى لو من منزلنا".

بدأت الحكاية عند زيارة تالا لأحد المحال التجارية في رام الله برفقة جدتها، حيث كان محلاً خاصاً بالصباريات، فلفت انتباهها نبتة صبار مزينة بطريقة منفردة وغريبة فاشترتها، ونالت إعجاب عائلتها خاصة والدها. وتقول: "خطرت لي الفكرة بأن أزرع أشتال الصبار بالطريقة ذاتها وبيعها لجمالها أولاً، ولتحقيق دخل مادي أساعد من خلاله والدي في توفير أقساطي الجامعية، خاصة أن لدي شقيقة تدرس الصيدلة في جامعة أخرى وأقساطها مرتفعة، إضافة إلى جائحة كورونا التي ألحقت بالشعب الفلسطيني على وجه الخصوص أضراراً اقتصادية كبيرة".

بدأت تالا مشروعها الخاص بزراعة أنواع الصبار الطبيعي في بداية شهر شباط من العام 2020 مستغلة شرفة وسطح منزل العائلة، فجلبت قواوير ملونة مزخرفة وأخرى خشبية وإسمنتية وزراعة بداخلها أشتال صبار صغيرة تجذب الأنظار، إضافة إلى تزيينها بالحجارة الملونة بألوان زاهية، ومن ثم استعانت بوالدها الذي يعمل في المشاتل لتوفير المواد الخام والصبار المستورد من مشاتل الداخل الفلسطيني المحتل.

وعن سؤالها عن ترويجها لمنتجاتها، أجابت تالا: "قمت في البداية بتسويق أشغالي على صفحات الفيسبوك للزبائن في مدينتي، وتطور المشروع وتعاملت مع مشاتل بالضفة والداخل المحتل بأسعار الجملة".

وقالت إن "نبتة الصبار تمتاز بصغر حجمها، وهذا يسهل زراعتها والاعتناء بها في المنزل، كما أنها نبتة تحب الشمس، وتذبل وتتعفن وتموت في الظل، ويكفيها القليل من الماء لقدرتها على تحمل العطش لفترات طويلة جداً، وعمرها طويل فقد تدوم لسنوات، وأما نموها فبطيء، لكنها قد تنمو وتغطي مساحات كبيرة، ومع ذلك يبقى حجمها مقبولاً لتربيتها في المنزل".

وتبين أن التعامل مع الصبار يجب أن يكون بحذر وعن دراية، لأنه يحتوي على أشواك وعصارة مؤذية، بالرغم من أنه ناعم جداً وحساس، لذلك يجب تقليمه بعناية لتنظيمه وترتيبه ولمساعدته على النمو بشكل أفضل، وعادة ما يتم تقليمه بأداة خاصة، وأما تنظيفه فيكون بواسطة فرشاة أو قطعة قماش.

وعند سؤالها عن دعم الجامعة والإدارة لها، أجابت: "جامعة القدس المفتوحة في قلقيلية مميزة جداً بإدارتها"، مشيرة إلى أن مدير الفرع د. نور الأقرع استدعاها وشجع موهبتها وأبدى اهتمامه بالموضوع وتقديم المساعدة والانضمام إلى مبادرات لدعم المشاريع الصغيرة.

من جهته، أوضح د. الأقرع أن جامعة القدس المفتوحة تدعم دوماً طلبتها وتقدم لهم المساعدة وتوفر لهم البيئة المناسبة لتنمية مواهبهم ودعم تميزهم، مؤكداً أن طلبتها تميزوا في مجالات عدة، وكانت الجامعة لهم خير نصير.

لن تقف تالا عند هذا الحد، فهي ستمضي نحو تحقيق أهدافها، تشق طريقها بين "الصبار" لتصنع قصة جميلة، لكن النجاح لن ينسيها تواضعها وتذكر العرفان لوالديها ولجامعتها، مختتمة حديثها بالقول: "شكراً والديّ... شكراً جامعتي".