فرع الخليل: كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في الجامعة تنظم ندوة في الثقافة التنظيمية المتماسكة


نشر بتاريخ: 30-11-2019

 نظمت عمادة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في فرع جامعة القدس المفتوحة بالخليل ندوة بعنوان "الثقافة التنظيمية المتماسكة" يوم الأربعاء الموافق 27/11/2019، حضرها عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية أ. د. ذياب جرار، ومدير فرع الخليل د. عبد القادر الدراويش، والمساعد الأكاديمي ماجد أبو ريان، وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في فروع الجامعة بالخليل ودورا ويطا.

رحب د. عبد القادر الدراويش بالحضور، ونقل لهم تحيات أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وأكد لهم أن رئيس الجامعة أعطى موافقته على هذه الندوة لأهميتها في تعزيز التماسك والتعاضد بين أفراد أسرة الجامعة، وقال الدراويش إن الثقافة التنظيمة تؤطر أغلب القرارات المصنوعة داخل الجامعة، وهي تشكل جانباً مهماً في البيئة الداخلية للجامعة، وتلعب دوراً مهماً في التغيير والتطوير التنظيمي الذي يعتبر أهم سـمة مـن سمات العصر الحديث، حيث تحتاجه جميع المؤسسات والدوائر لمواجهة التحديات ومواكبة المستجدات العالمية المتسارعة.

وقال "إن القيم تشكل أهم عناصر الثقافة، وهي بالنسبة لجامعتنا تعد القيم الثقافية بمثابة قاعدة قوية تقف عليها الجامعة"، وذكّر الحضور بتلك القيم وأهمها الحرية الأكاديمية والفكرية، والإدارة بالمشاركة، والنزاهة والشفافية، واحترام الأنظمة والقوانين، والتنافسية، والشراكة المجتمعية، والريادة والتميز.

وبين عبد القادر أن "الثقافة التنظيمية في الجامعة شكلت سياجاً للمؤسسة، وجعلتها الأكثر انتشاراً، والأكبر حجماً، والأبعد تأثيراً، وهي من أهم عناصر قوتها في المجتمع الفلسطيني، وتعد من المحددات الرئيسة للنجاحات والإنجازات التي حققتها الجامعة".

من جانبه، أعرب أ. د. ذياب جرار عن شكره لإدارة الفرع على المساهمة في تنظيم هذه الندوة، مؤكداً أنها جاءت بناء على توجيهات من أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وأنها "هادفه وتأتي لتعزيز القيم الثقافية التي تؤمن بها الجامعة، ومنها: الإدارة بالمشاركة، والنزاهة، والشفافية، وغيرها من القيم".

وقال جرار إن "الجامع حققت إنجازات كبيرة على صعيد الانتشار والسمعة وبناء الشراكات الخارجية والداخلية، وآن الآوان أن نقوم وفقاً لمبدأ "باريتو" المعروف بقاعدة (80/20)، بتغيير بعض من توجهاتنا، بحيث يكون أهتمامنا منصباً أكثر على تجويد العمل الأكاديمي، من خلال تطوير المقررات، ومراجعة الخطط، والاهتمام بالجوانب المتعلقة بالتدريب والجوانب العملية والتطبيقية وإكساب أعضاء هيئة التدريس مزيداً من المهارات التكنولوجية والكفايات التقنية التي تمكنهم من مواكبة التطورات المتسارعة في عالم المعرفة، إضافة إلى ضرورة الحرص على تحقيق أعلى درجات الرضا الوظيفي الممكنة".

وأشار إلى أن الجامعة في أحوج ما يكون للثقافة التنظيمية المتماسكة، مشيراً إلى أن الأزمة المالية التي تعيشها الجامعة ليست خطيرة، فمعظم مؤسسات الوطن لديها أزمة مالية نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا.

وأضاف أن على الجامعة تطوير استراتيجياتها لتواجه التحديات المتزايدة، وعلى رأسها التحديات المالية، وتطوير قدرتها التنافسية باعتبارها "مؤشراً للقوة ومدخلاً للاستمرارية، وكل هذا يتطلب إيجاد بيئة عمل محفزة، ومناخ تنظيمي ملائم، وانتماء عال للمؤسسة، وولاء مطلق لها، مذكراً أن العاملين في الدول المتقدمة ينسبون أنفسهم إلى مؤسساتهم وليس إلى عائلاتهم أو مناطقهم".

     وقدم عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في فرع الخليل د. محمد عمرو، ورقة علمية حول "الثقافة التنظيمية بإطارها العلمي النظري المتكامل" بين فيها أن الثقافة التنظيمية تشير إلى "تقاسم القيم والمعتقدات والافتراضات والممارسات العملية التي تشكل دليلاً لاتجاهات الأفراد والسلوك داخل المنظمة"، وتضمنت ورقته عدة تعريفات للثقافة التنظيمية، وبين خصائصها وعلاقتها ببعض المتغيرات التنظيمية، وذكر أن المؤسسات المتشابهة لديها ثقافات مختلفة تميزها عن غيرها، وبين عناصرها التي منها: المعتقدات التنظيمية، والأعراف، والقيم، والتوقعات، وشرح مكوناتها المادية وغير المادية، كما حدد أهميتها ووظائفها، مشيراً إلى أنها تعطي الأفراد هوية جماعية وتنظيمية، وهي بمثابة دليل للإدارة والعاملين، ومن خلالها تظهر الأنماط السلوكية المرغوب بها والمرفوضة، وأنها تستخدم كأداة للتغيير، وتنمي الانضباط والالتزام، وتعزز استقرار المنظمات. وأضاف أيضاً أنها الإطار الذي يسهم في بناء وتطور المنظمة وارتقائها ومواكبة التغيرات والتطورات، وفي المقابل هي الأساس في انحسار المنظمة وتراجعها إذا ما كانت هذه الثقافة سلبية، وهي الأساس لنجاح عمليات التحول والتطور والعمل بالجودة الشاملة التي تسعى إليها المنظمات.

   وقال إن الثقافة التنظيمية يمكن أن تكون ثقافة قوية أو ضعيفة، وذلك حسب مكوناتها ونتائجها، مبيناً أن هنالك عاملين أساسيين يحددان قوة الثقافة التنظيمية وهما: الإجماع (Consensus) ويعني مدى المشاركة الجماعية في القيم والمعتقدات التنظيمية من قبل أعضاء المنظمة، وثانياً الشدة (Intensity) وترمز إلى قوة تماسك أعضاء المنظمة.

وأخيراً، أوضح علاقة الثقافة التنظيمية بالتميز والإبداع والابتكار، مبيناً أن الثقافة التنظيمية تعد المحرك الأساسي للطاقات والقدرات الإبداعية بالمؤسسة، ولكي تضمن المؤسسات التعليمية نمو تلك القدرات عليها أن تهتم ببنائها الثقافي كاهتمامها ببنائها المادي.

ثم أعطيت مساحة زمنية كافية لكل من حضر الندوة من الأكاديميين والإداريين للحديث عن الثقافة التنظيمية، وأكد الجميع أن الجامعة بما تعنيه لهم من أبعاد وطنية وأكاديمية وشخصية ستبقى في عيونهم وسيسعون دوماً لتطويرها وسيحرصون على ازدهارها ونهضتها.

كما أكد الحضور على أهمية مثل هكذا ندوات، وأوصوا بضرورة تكرارها في فروع الجامعة الأخرى.