بعد تسلمه شهادته من "القدس المفتوحة" وقضائه 22 عاماً في سجون الاحتلال.. الأسير المحرر زلوم: "القدس المفتوحة" أضاءت لنا ظلمة السجن


نشر بتاريخ: 15-12-2024

 

 
سنوات طوال يقضيها الأسرى الفلسطينيون في زنازين لا غاية لها إلا أن تبطش وتنكل وتضع الأسرى في دائرة الظلم والقهر والاستبداد. قصص تشابه بعضها مع بعض ومواقف شاهدة على حقد الاحتلال الوحيد في هذا العصر.
طفولة وأسر
 قصة أحمد زلوم بدأت في عمر الطفولة المسلوبة تحت أقبية الظلام، ليشعل فيها شمعة وينخرط في الدراسة بدءاً بالثانوية، ثم التحاقه بالدراسة الجامعية متخصصاً في "علوم الاجتماعيات"، فكان لجامعة القدس المفتوحة شرف احتضان خطواته في مشهد وطني مسؤول.
 
"ننحني احتراماً وتقديراً"
يقول الأسير أحمد زلوم، الذي قضى 22 عاماً في سجون الاحتلال: "القدس المفتوحة" أتاحت لي ولكافة الأسرى فرصة إكمال دراستنا الجامعية خلف القضبان، واستغلال السنين الطوال لبناء قدراتنا استعداداً للحرية المنشودة وإكمال المشوار خارج تلك الباستيلات اللعينة".
يتابع: "لم تكن دراستنا الجامعية معبدة بالورود، إنما أشواك يزرعها الاحتلال لنا، واهماً بأنه سيثنينا عن مشوارنا الجامعي، ولم يكن هذا ليتحقق لولا إصرار الجامعة على إيجاد الحلول في كل مرة.. حقاً هو عمل ننحني له احتراماً وتقديراً".
 
"الفرحة تهمة.. إلى الزنزانة"
ضمت سنوات الدراسة الجامعية حكايات وحكايات، لم يكن إظهار كتاب أو كتابة ورقة أو حضور محاضرة بالشيء السهل، ولا حتى طلب كتاب أو مرجع.. كنا نتعرض بعد ذلك لإجراءات عقابية غير مسبوقة من ضرب وتعذيب وتنكيل... وفي هذا المقام، أستحضر حادثة من ضمن مئات القرارات المجحفة بحق الأسرى، حين فوجئنا بقرار منع أهالينا من الزيارة لعدة مرات؛ لماذا...؟ لأننا احتفلنا بإنجاز مرحلة دراسية.
أذكر أيضاً بأن تلك الإجراءات القمعية كانت تصل في بعض الأحيان إلى الحبس المنفرد في زنزانة لأيام طويلة.
 كنت وزملائي في الدراسة ورفاق درب الأسر، نناضل في ذلك بكل ما تحمل الكلمة من معنى لإنجاز مرحلة تلو أخرى بكل تحدّ، تارة كي نحقق حلماً، وأخرى لنثبت للمحتل بأن "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، لا بل لنثبت أن لا بد أن يرضخ المحتل... وسيرضخ.