"القدس المفتوحة" تعقد ندوة علمية بعنوان "الكينوا في الوطن العربي: رحلة غذائية جديدة"


نشر بتاريخ: 16-07-2024

احتفالاً بيوم الكينوا العالمي الذي يوافق السابع من تموز من كل عام، عقدت جامعة القدس المفتوحة الأربعاء 10-7-2024م، ندوة علمية بعنوان "الكينوا في الوطن العربي: رحلة غذائية جديدة" عبر تقنية "التيمز"، وذلك بالتعاون مع الملتقى العربي للكينوا وبمشاركة العديد من الخبراء العرب من مصر وتونس والجزائر والمغرب، والإمارات، والعراق. وهدفت الندوة إلى جمع الخبراء العرب وتشجيع التشبيك العلمي والعملي فيما بينهم، وتبادل تجاربهم وخبراتهم المحلية في مجال زراعة الكينوا.
تأتي هذه الاحتفالية ضمن أنشطة مشروع "زراعة الكينوا لمواءمة التغير المناخي في فلسطين" الممول من مرفق البيئة العالمي-برنامج المنح الصغيرة/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي تنفذه جامعة القدس المفتوحة بالتعاون مع وزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة الفلسطينية. ويهدف المشروع إلى رفع قدرة المزارع الفلسطيني على التكيف مع ظاهرة التغير المناخي من خلال إدخال محاصيل متحملة للظروف المناخية والبيئية القاسية كمحصول الكينوا، مع التركيز على المناطق المهمشة.
افتتح الندوة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. حسني عوض، مرحباً بالمشاركين والحضور، ناقلاً تحيات رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي للمشاركين. وأكد أن الهدف من هذا اللقاء هو نقل تجارب زراعة الكينوا في الدول العربية ومشاركة قصص النجاح، والمصاعب التي واجهتها تلك الدول وكيفية اجتيازها، والتأكيد على خصوصية الحالة في فلسطين والمتمثلة بالاحتلال الغاشم وما يفرضه على الشعب الفلسطيني من تحديات جسام، وبالأخص ما تتعرض له الأراضي الزراعية من تخريب ومصادرة وسيطرة الاحتلال على مصادر المياه، منوهاً إلى أن 80 % من الأراضي الزراعية في قطاع غزة قد تضررت نتيجة العدوان الغاشم.
وقدمت ممثلة مرفق البيئة العالمي-برنامج المنح الصغيرة/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أ. نادية الخضري، لمحة عن دور البرنامج في حث ودعم السكان المحليين على حل مشاكلهم، وسعي المرفق لحماية التنوع البيولوجي، وحماية المياه الإقليمية، والتخفيف من الملوثات البيئية. 
بدورها، ألقت د. هندة المحمودي، من المركز الدولي للزراعات الملحية/ الإمارات العربية المتحدة، الضوء على قصص نجاح الكينوا في الوطن العربي، مؤكدة أهمية الكينوا كمحصول بديل في المناطق القليلة المياه التي تتعرض للجفاف، ودوره للحد من التغييرات المناخية، مؤكدةً تحمل الكينوا للجفاف ودرجات الحرارة العالية وتنوع أصنافها واستخداماتها كعلف ودواء.
 وحول رحلة الكينوا في مصر، تحدثت د. شيرين منصور من مركز بحوث الصحراء، عن تجربتهم في منطقة الوادي الجديد الصحراوية، التي هدفت لتحقيق الأمن الغذائي في هذه المناطق ذات المياه النادرة والتربة المالحة، ما شجع مركز بحوث الصحراء على إدخال الكينوا نظراً لتحملها الجفاف والملوحة؛ لسد الفجوة الغذائية في مصر. كما أشارت إلى سعي المركز لتطوير منظومة عمل متكاملة لزراعة الكينوا وتشجيع المجتمعات المحلية على تغيير العادات الغذائية وتشجيع النساء على الإنتاج المنزلي.
وتحدث أ. د. محسن عبد الحي- كلية الزراعة/جامعة البصرة بالعراق، عن نتائج البحوث التي أجريت على زراعة الكينوا في المناطق الصحراوية واستخدام مستخلصاتها في الاستخدامات الطبية، متطرقاً إلى مميزات استخدامها كأعلاف بسبب ارتفاع نسبة البروتين فيها، والقدرة على تسريع عملية تسمين الدواجن، فضلاً عن أن زيوت الكينوا تدخل في صناعة المواد التجميلية والمبيدات الحشرية وكمكمل غذائي أيضاً.
وتحدث الباحث د. عزيز سلامة، منسق المشروع من جامعة القدس المفتوحة، عن أهمية هذا اللقاء في التواصل المباشر مع الخبراء للارتقاء بالقطاع الزراعي، وضرورة الاستفادة من تجارب هذه الدول عند إدخال زراعة الكينوا إلى فلسطين، خاصة في منطقة الأغوار التي تعاني شح الأمطار، إذ إنها من المناطق المهمشة والمهددة في فلسطين. كما قدم نبذة مختصرة عن المشروع وأنشطته والمخرجات المتوقع إنجازها.
وأشارت د. إلهام العبيدي، من وزارة الفلاحة في المملكة المغربية، في مداخلتها، إلى أن شح الأمطار وقلة المياه في المناطق الهشة هو ما دفع وزارة الفلاحة المغربية لاعتماد سياسات لمحاربة التصحر والإكثار من المساحات الخضراء، لذلك أصبح هناك توجه لزراعة الكينوا، ملخصة نجاح التجربة المغربية في زراعة 500 هيكتار من الكينوا في مجمل أراضي المغرب.
ومن تونس، تحدث د. عرفات المانع عن الكينوا كمنظور جديد للفلاحة في مواجهة مشكلة قطاع الحبوب ذي الأهمية الاستراتيجية في تونس، ما له من أثر اقتصادي واجتماعي، فهو قطاع يساهم في 15 % من الناتج الكلي الزراعي، منوهاً إلى أن الزراعة في تونس بعلية وليست مروية في معظمها، فهي ترتبط بالأمطار بشكل كبير، وهذا ما جعل قطاع الحبوب يعاني من أزمة، وكان الحل هو التوجه إلى زراعة الكينوا خصوصاً في المناطق المعرضة للجفاف. 
ونقلت مديرة مزرعة البرهنة وإنتاج الأغفيان م. حليمة خالد، خلاصة التجربة الجزائرية بإدخال الكينوا إلى المأكولات الجزائرية، منوهةً إلى إمكانية زراعة الكينوا في الجزائر بأي وقت في السنة، وجهودهم في التواصل مع الجامعات لإجراء الأبحاث في الموضوع، حيث كان لزراعة الكينوا دور مهم في تمكين المرأة الجزائرية ودعم الإنتاج المنزلي، مضيفة: "هدفنا تثقيف وتعميم زراعة الكينوا في كل الجزائر".
وأشار د. لؤي تيلخ، الباحث في المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، إلى أهمية الكينوا في خفض تكلفة إنتاج الخبز 20% في حال تم إدخالها في صناعة الخبز. كما أنها تساهم اقتصادياً في تحسين مستوى المعيشة وخفض مستويات الفقر وتحقيق الأمن الغذائي، ملخصاً إنجازات مركز البحوث في زراعة الكينوا في مختلف محطات التجارب الزراعية. كما أشار إلى أهمية إدخال الكينوا لفلسطين كرديف للقمح والشعير، وبذل الجهود في تثقيف وتعميم زراعتها. كما نوه إلى ضرورة تصنيع الآلات الزراعية اللازمة محلياً لصعوبة إدخالها إلى الأراضي الفلسطينية. 
وخرجت الندوة بعدة توصيات، من أهمها: ضرورة الاستمرار بعقد مثل تلك الندوات، لتعزيز التعاون بين مؤسسات البحث العلمي في مجال أبحاث زراعة وإنتاج الكينوا في الدول العربية؛ والتوعية الصحية وربط إنتاج واستهلاك الكينوا بالصحة العامة، وخصوصاً لمرضى التوحد والسيلياك؛ والتركيز على إدخال تقنيات الميكنة في عمليات الإنتاج والحصاد وما بعد الحصاد؛ وإعطاء أهمية لصغار المزارعين الذين يمارسون الزراعة التقليدية مع التركيز على تعظيم القيمة المضافة للمنتج؛ وضرورة إدخال أصناف حديثة من الكينوا تتلاءم وظاهرة التغير المناخي؛ وتعزيز التواصل مع "ملتقى كينوا العرب" بصفته نواة لتجمع أكبر يشمل المهتمين بالأمر؛ واعتماد الكينوا وزراعتها مساقاً يدرس ضمن التخصصات ذات العلاقة بجامعات الأقطار العربية كافة.
الجدير بالذكر أن مركز التعليم المستمر بجامعة القدس المفتوحة ممثلاً بمديره د. محمود حوامدة، وبمشاركة كل من أ. لينا اشتية وأ. رندة عبد الحي، قد أشرف على إعداد كافة الترتيبات اللازمة لعقد الندوة والتنسيق لها. كما أدار عميد كلية الزراعة بجامعة القدس المفتوحة د. خالد حردان، هذه الندوة التي حضرها ما يزيد على 85 شخصاً من الدول العربية.