"القدس المفتوحة" تعرض تجربتها الرائدة في ندوة اتحاد الجامعات العربية عن التعليم في زمن كورونا


نشر بتاريخ: 29-06-2020

 عرضت جامعة القدس المفتوحة، يوم الأحد الموافق 28-6-2020م، في ندوة لاتحاد الجامعات العربية عقدت تحت بعنوان: "التجارب الرائدة في التعلم عن بعد في الجامعات العربية في زمن جائحة كورونا"، تجربتها الرائدة محلياً وإقليمياً في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.

وقدم نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، مداخلة في الجلسة التي ترأسها أ. د. عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، نقل فيها تحيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، للمشاركين وتمنياته للندوة بالنجاح.

وأشار أ. د. النجدي، في المداخلة، إلى أن "جامعة القدس المفتوحة التي تأسست في العام 1985 وبدأت عملها في فلسطين عام 1991 هي أكبر الجامعات الفلسطينية، فبدأت عملها بنظام التعليم المفتوح، إلى أن أصبحت تعمل بنظام التعليم المدمج الذي تمنح من خلاله شهادة البكالوريوس، والنظام الوجاهي الذي تمنح من خلاله شهادة الماجستير. كما يزيد عدد طلابها على 45 ألفاً ولديها 1400 موظف بمن فيهم الأساتذة".

وقال أ. د. النجدي: "يستند نجاح الجامعة في التحول السريع والسلس للتعليم الإلكتروني بشكل كامل منذ أُعلن عن حالة الطوارئ، إلى أربعة أسباب تتلخص في جاهزية بنيتها التحتية لهذا التحول، بما فيها شبكة الإنترنت ذات السعة والسرعة المناسبتين، والبرمجيات الملائمة، وفضائية القدس التعليمية التابعة للجامعة، ومكنتها من طرح عشرات المساقات".

 ويتمثل السبب الثاني في هذا النجاح -حسب أ. د. النجدي- في خبرتها المتقدمة بالعمل بنظام التعليم المفتوح الذي أسسته في فلسطين عام 1991، وبعد ذلك التعليم الالكتروني وما رافق ذلك من توفر الخبرات الغنية لأعضاء هيئة التدريس والطواقم الإدارية والفنية، كطواقم مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومركز التعليم المفتوح.

ورأى أ. د. النجدي أن التعاون المنهجي الوثيق بين الكليات والمراكز يشكل أحد أسباب النجاح، حيث تتضافر جهود كليات الجامعة المتخصصة في إعداد محتوى تخصصي للمساقات المطروحة في الإدارة والتربية والآداب والتكنولوجيا وغيرها، ومركز التعليم المفتوح المتخصص في تصميم المحتوى التعليمي وتدريب الأساتذة، ومركز تكنولوجيا المعلومات المتخصص في الحفاظ على أمن وسلامة المعلومات وبناء وصيانة الشبكات والمنصات والبرمجيات.

وشدد أ. د. النجدي على أن السبب الرابع في هذا النجاح هو وضوح الرؤية بأهمية إحداث هذه النقلة من قبل الإدارة العليا للجامعة واستجابتها السريعة بإعداد خطة طوارئ وتقديمها للدعم والتحفيز اللازمين.

وقدم أ. د. النجدي شرحاً لعمل الجامعة في ظل الجائحة، مشيراً إلى أنه في ظلّ إعلان حالة الطوارئ في فلسطين، سارعت الجامعة بداية آذار الماضي في إعداد خطة الطوارئ، ونفذتها بقيادة إدارة الشؤون الأكاديمية بكلياتها المختلفة، بالتعاون مع مركز تكنولوجيا المعلومات ومركز التعليم المفتوح وفروع الجامعة في جميع مدن فلسطين. وهذه الخطة بنيت على استراتيجيات، أهمها: زيادة قدرات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، حيث تمت مضاعفة قوة الشبكة الخاصة (VPN)، وتدريب الأساتذة والطلبة الجدد ممن لم يمارسوا هذا النمط من التعليم من قبل، وتم ذلك بطريقة منهجية؛ لإكسابهم مهارات استخدام التعليم والتعلم الإلكتروني، ومساعدة المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي في تقديم خدمات من خلال فضائية الجامعة. فبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، قامت فضائية الجامعة بتصوير وبث العديد من الدروس لطلبة الثانوية العامة.

تطرق أ. د. النجدي في حديثه الى أدوات التعليم الالكتروني التي تعتمدها الجامعة كالبوابة الاكاديمية ومستودع المحتوى الرقمي ومنصة موودل وقناة الجامعة للفيديو ومجموعات الدعم الفني على وسائل التواصل الاجتماعي. ووضح الطرق التي استخدمتها الجامعة خلال الازمة في تدريس المقررات فذكر تقنية الصفوف الافتراضية (BBB) وتقنية زووم وأيضا بث المحاضرات من خلال الفضائية ومقررات التعلم الذاتي.

وتحدث عن أدوات تقييم الطلبة التي هي من أـكبر التحديات التي تواجه هذا النوع من التعليم، وفي هذا السياق تحدث عن الانشطة الالكترونية والامتحانات الالكترونية وعرض الاحصائيات التي تثبت نجاح هذه التجربة.

وفي حديثه عن الدراسات العليا ركز على جودة المحتوي التعليمي التفاعلي بتوظيف استراتيجية التعلم النشط والاستراتيجيات الأخرى كالتعلم بالمشروعات التعاونية وتم استخدام نظام اسئلة الكتاب المفتوح في الامتحانات وفق المعايير العالمية، وأيضاً تم إشراك بعض الخبراء والمختصين في النقاش الأمر الذي لم يكن ممكناً في ظروف الصف الوجاهي.

وختم أ. د. النجدي حديثه قائلاً: "بفضل الإرادة القوية، ووضوح الرؤية والتخطيط المنظم، وسرعة الاستجابة، وتوفر الإمكانيات والخبرات، وتضافر الجهود، تخطت جامعة القدس المفتوحة العديد من التحديات غير المسبوقة، وحولت نظامها التعليمي برمته إلى التعليم الإلكتروني عن بعد".

في النهاية، تجدر الإشارة إلى أن العديد من جامعات العالم قد نجحت في التحول الكلي للتعليم الإلكتروني أثناء جائحة «كورونا»، وذلك بفضل جاهزيتها العالية وتنفيذها لخطط طوارئ شبيهة بما قامت به جامعة القدس المفتوحة. ويبقى إلقاء الضوء على جامعة القدس المفتوحة كمثال لتجربة ناجحة، أمراً مهماً لتحفيز التأمل وأخذ العبر ومراجعة التوجهات الاستراتيجية وتعديل الإجراءات التي ترفع من جاهزية الجامعات التي تختار الانتقال للتعليم الإلكتروني عن بُعد.

 وفي افتتاح الندوة، قال أ. د. عبد الرحيم الحنيطي، المدير العام المساعد في الاتحاد، إن الهدف منها "توفير مساحة تشاركية لعرض التجارب الرائدة للتعليم عن بعد، فجائحة كورونا فاجأت جميع الجامعات كما كل العالم، فجاءت هذه الندوة لتبادل التجارب بين الجامعات المختلفة. وقال إنها تضم أربع جامعات عربية رائدة في مجال التعليم الإلكتروني.

وقدم الحنيطي شرحاً عن الدليل العملي لجودة برامج التعليم عن بعد، الصادر عن مجلس ضمان الجودة والاعتماد في اتحاد الجامعات العربية، وهو "دليل إجرائي ومختصر يهدف إلى تقييم برامج التعلم عن بعد، ويشمل خمسة محاور تقييم لتصميم المادة التعليمية، وفيها 5 مؤشرات، إضافة إلى البنية التكنولوجية وتشمل 7 مؤشرات، وكل مؤشر وضعنا له علامة من 1 إلى 10علامات تُقيّم ذاتياً".

وتحدث خلال الندوة أيضاً أ. د. دينا المولى رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان، وأ. د. آلان فريدون علي رئيس جامعة السليمانية التقنية في كردستان بالعراق، وأ. د. لطيفة بن حمد آل فريان عميدة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة الأميرة نورة بن عبد الرحمن بالمملكة العربية السعودية.

وبعد انتهاء تقديم العروض أشاد الامين العام بتجربة ج  ق م بشكل خاص وقال إن الجامعة لها باع طويل في هذا المجال ولم يكن مستغرباً هذا الإنجاز.