مركز البحوث الإدارية والاقتصادية ينظم ورشة عمل لنقل الخبرات والمعارف


نشر بتاريخ: 11-10-2017

      نظم مركز البحوث الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة، بالتعاون مع عمادة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في الجامعة، ورشة عمل متخصصة لنقل الخبرات والمعارف والتجارب التي تكوّنت لدى أعضاء هيئة التدريس الذين تلقوا خلال هذا العام (2017م) دورات تدريبية في إسبانيا وإيطاليا ضمن مشروع بناء القدرات لمراكز البحوث الإدارية والاقتصادية في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية. وقد عقدت الورشة يوم الثلاثاء 3/10/2017م من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الساعة الثانية والنصف ظهراً في مبنى الإدارة العامة بالبيرة. حضر الورشة مجموعة من أعضاء هيئة التدريس من فروع الجامعة في الضفة الغربية، ومجموعة أخرى من فروع الجامعة في قطاع غزة (عبر الفيديو كونفرنس).
 
بدأت الورشة بكلمة افتتاحية للدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، أكد فيها أهمية مركز البحوث الإدارية والاقتصادية والدور الريادي الذي يضطلع به، مؤكداً أن هذا المركز سيسهم في زيادة فاعلية حركة البحث العلمي في الجامعة والجامعات الفلسطينية الأخرى، وستكون له أنشطة بحثية مشتركة مع مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص. وأوضح أنه تم وضع خطة إستراتيجية للمركز للسنوات القادمة، وهذه الخطة ركّزت على المحاور والجوانب المختلفة التي تضمن لهذا المركز النجاح والاستدامة المؤسسية. وأشار د. أبو فارة إلى أن عدة مجموعات بحثية قد شكلت، وهذه المجموعات تضم أعضاء هيئة تدريس من فروع الجامعة المختلفة، ومن المتوقع أن تحقق إنجازات بحثية متميزة. ثم رحب أبو فارة بالدكتور شاهر عبيد الذي اختير مديراً للمركز، والذي أكد من جانبه أنه سينفذ الخطة الاستراتيجية للمركز بالتعاون مع عمادة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية وعمادة البحث العلمي، مبيناً أن لديه مجموعة من الأفكار التي ستضمن لهذا المركز النجاح والتميز والاستدامة، مؤكداً أهمية الشراكة مع المؤسسات المحلية والدولية لتحقيق أهداف المركز ورسالته البحثية والمجتمعية.
 
واستعرض د. م. يوسف الصباح، مدير دائرة الجودة في الجامعة ومنسق المشروع، في كلمة إدارة المشروع (مشروع بناء القدرات لمراكز البحوث الإدارية والاقتصادية في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية) التطورات التي مرّ بها المشروع من بدايته حتى الآن، مؤكداً أن برنامج (أراسموس+) يتيح الفرصة لأعضاء هيئة التدريس والباحثين من الجامعات الفلسطينية المشاركة في تطوير قدراتهم البحثية، وبناء شراكات بحثية مع الباحثين من داخل فلسطين وخارجها. ثم حث أعضاء هيئة التدريس على الاستفادة من تجارب زملائهم الذين تلقوا دوراتهم التدريبية خلال هذا العام في كل من إسبانيا وإيطاليا و السويد.
 
وقدّم د. فضل عيدة العرض الأول الذي أعده بالتعاون مع مجموعة العمل الأولى، مركّزاً على المعارف والخبرات التي تم تلقيها خلال الدورة التدريبية التي عقدت في إيطاليا تحت إشراف جامعة لاكويلا الإيطالية. وتناول في هذا العرض آليات الترويج للإبداع الفكري والتقني التي تُعتمد في مؤسسات التعليم في الجامعات الإيطالية، مع إبراز إمكانية  تطبيقها ونقل تلك الخبرات إلى الجامعات الفلسطينية. ثم استعرض أنواع الإبداع بجميع أشكاله والتقنيات التي يمكن تحويلها وتحريكها من مكان إلى آخر، مثل  المعرفة، والمعلومات، وأمور أخرى قابلة للنقل. وقد أبرز د. عيدة في مداخلته الفرق بين مراكز الإبداع وطرق الترويج  للإبداع، وهذا جانب مهم لمراكز البحوث في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، إذ يمكن الاستفادة من الأفكار التي  تُستخلص من مشاريع التخرج والأبحاث التي ينتجها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية ومخرجاتها، والترويج لها واستخدامها في تقديم حلول علمية وعملية للمشكلات التي تعاني منها  المؤسسات  الاقتصادية والتشغيلية العاملة في قطاعات الأعمال، وتكون هذه الإبداعات  والترويج  لها بمنزلة المفتاح  الرئيس لحل  بعض المشكلات التي يواجهها  قطاع  الأعمال في  فلسطين.
 
وقدم د. صلاح صبري العرض الثاني الذي أعده بالتعاون مع مجموعة العمل الثانية، وتناول فيه جانباً آخر من المعارف والخبرات التي تم تلقيها خلال الدورة التدريبية المنعقدة في إيطاليا، وركّز في عرضه على اطلاع المشاركين على تجربة  الجامعات الإيطالية- جامعة لاكويلا-في التعاون والشراكة مع القطاع الخاص، وبخاصة ما يتعلق بإنشاء شركات جديدة حديثة بالاعتماد على البحوث العلمية والكوادر الأكاديمية، ثم تطرق العرض إلى دور الجامعة العام ضمن ثلاثة محاور: المحور الأكاديمي، والمحور البحثي، والمحور التنموي، وقد أظهر كيف يتم الربط بين محور عمل الجامعة في البحث العلمي ومحور التنمية في المجتمع، مشيراً إلى أن نقل التكنولوجيا التي تتوصل إليها الأبحاث الجامعية في جامعة لاكويلا يتم من خلال الدخول في شراكات تبنى عليها شركات كأحد أشكال التعاون والشراكة بين الجامعة والمجتمع المحلي، ممثلاً بالقطاع الخاص، هذا بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا للمجتمع من خلال بيع براءات الاختراع التي تتوصل إليها الأبحاث في الجامعات.
 
ثم استعرض د. صبري كيفية إنشاء هذه الشركات وكذلك المراحل التي تمر بها، ودور الجامعة في ذلك، وتناولت الورقة أصناف الشركاء المفترضين في مثل هذه المشاريع، وأظهرت أهم الوثائق اللازمة للبدء بالمشروع من واقع تجربة جامعة لاكويلا في هذه المشاريع. وتناول العرض أيضاً تشكيل اللجان الإدارية التي تدير مشروع الشراكة ودور إدارة الجامعة فيها أو في المجالس الإدارية للشركات. وتطرقت الورقة إلى آلية الاستفادة من هذه التجربة في الواقع الفلسطيني من خلال فتح آفاق بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، والتوجه نحو عمل مشاريع مشتركة تكون بمرتبة شركات تتقاسم إدارتها الجامعات والشركاء من القطاع الخاص، وقد أثارت الورقة بعض التساؤلات التي تتعلق بدور مركز البحوث الإدارية والاقتصادية في التوجه نحو القطاع الخاص وفتح آفاق تعاون بين الجامعة وهذا القطاع بما يخدم التنمية المحلية.
 
وقدّم د. عطية مصلح العرض الثالث الذي أعده بالتعاون مع مجموعة العمل الثالثة، متناولاً فيه المعارف والخبرات التي تم تلقيها خلال الدورة التدريبية المنعقدة في إسبانيا برعاية جامعة ألميريا الإسبانية. وأشار د. مصلح إلى أن العالم اليوم يعيش في عصر المعلوماتية، حيث يتلقى البشر كماً هائلاً من البيانات بشكل يومي بفعل التكنولوجيا، وأصبح الإنسان اليوم من مصدّري البيانات في كل لحظة من حياته، فمثلاً إذا أرسل صورة ما أو شارك في حدث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فهو يشارك الآخرين هذه المعلومات.
ثم أشار إلى أن أبحاث شركة (إنتل) تقدر حجم البيانات التي ولدها البشر منذ بداية التاريخ حتى عام 2003م بنحو (5) إكسابايت، لكن هذا الرقم تضاعف (500) مرة خلال عام 2012م ليصل إلى (2.7) زيتابايت، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم أيضاً ثلاث مرات؛ فمثلاً يعالج (فيسبوك) ما معدله (50) مليار صورة من قاعدة مستخدميه، أما (تويتر) فيعالج (500) مليون تغريدة يومياً، وهذه طائرة (إيرباص) تنتج نحو (380) مليار سطر من الشيفرات البرمجية كل نصف ساعة، أو (10) تيرابايت من البيانات، وهذه البيانات تولدها المحركات والحساسات في الطائرة.
وتعرف البيانات الضخمة بأنها: مجموعة البيانات الضخمة جداً والمعقدة إلى درجة يُصبح من الصعب معالجتها باستخدام أداة واحدة فقط من أدوات إدارة قواعد البيانات أو باستخدام تطبيقات معالجة البيانات التقليدية. وأشار د. مصلح إلى أن البيانات الضخمة تمتاز بكبر حجمها وتنوعها وسرعتها. وفي العرض تطرق إلى مصادر هذه البيانات ومزاياها ومساهماتها، فهي موجودة في كل مناحي الحياة اليومية. وفي النهاية أشار إلى كيفية الاستفادة منها في خدمة البشرية.
ثم قدم د. بسام الترك العرض الأخير الذي أعده بالتعاون مع مجموعة العمل الرابعة، مؤكداً أن هذا العرض يأتي لاحقاً للمشاركة في الدورة التدريبية التي عقدت في إسبانيا حول التحليل الكمي والنوعي للبيانات والبيانات الكبيرة وعلم البيانات، التي كانت عقدت في جامعة الميريا، وفيها رُكّز على عدة موضوعات، ونقل د. الترك خلال هذه الورشة الخبرات المتعلقة بلغة (R)، وهي لغة برمجة تعنى بالتحليل الإحصائي.