جامعة القدس المفتوحة - مركز جفرا - تشارك في ندوة أرشفة التراث الثقافي الفلسطيني ? تحديات وإمكانيات"


نشر بتاريخ: 25-11-2020

 بتوجيهات من أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، ونائبيه أ. د. مروان درويش وأ. د. سمير النجدي، شاركت جامعة القدس المفتوحة - مركز التراث الشعبي جفرا/ فرع نابلس، في حضور ندوة الرقمنة بعنوان: "أرشفة التراث الثقافي الفلسطيني – تحديات وإمكانيات"، وذلك عبر التقنية الافتراضية "زوم"، مساء الثلاثاء 24 /11/ 2020م، ومثّل الجامعة د. حسن أبو الرب عضو هيئة التدريس ومدير مركز التراث الشعبي الفلسطيني جفرا من فرع الجامعة بنابلس.

وبدأت الندوة بكلمة ترحيب من الباحثة هنا سليمان، المتخصصة في التاريخ في جامعة كامبردج ببريطانيا، التي تعمل في مجال الأرشفة. ثم تحدثت السيدة سيرين حليلة الكاتبة والباحثة في الفنون الشعبية والرقص والترجمة، عن مركز الفن الشعبي والفرقة الفنية، وقالت إن "الموروث الثقافي والشعبي إذا لم تجر أرشفته فهو معرّض للضياع"، وعرضت ثلاث رقصات على نغمة "الدلعونا" من شريط فيديو مسجل، وأوضحت بعد ذلك "أن مركز الفن الشعبي أخذ على عاتقه أرشفة الموسيقى التراثية وإضافة موسيقى حديثة، ليكون جزءاً من موسيقى معاصرة، وليكون متاحاً عبر الفضاء العالمي"، ثم ختمت كلامها بالحديث عن "الحكايا" وأهمية أرشفتها، انطلاقاً من قناعتها بأن "احمل أرشيفك حيثما ذهبت" .

ثم تحدث الأستاذ نادر جلال، وهو باحث ومؤسس لجمعية "نوى" لإحياء التراث الموسيقي قبل عام 1948م، عن المصاعب التي واجهت الجمعية والنجاحات التي حققتها، وقال: "كنا نتساءل في البدء، أين كانت فلسطين من النهضة الموسيقية والغنائية التي كان مركزها مصر، وكنا نعتقد أننا لا نملك سوى الفولكلور الفلسطيني فقط، ولكن بعد البحث والدراسة، تبين أن فلسطين لم تكن غائبة عن المشهد الفني الموسيقي والغنائي، فقد كانت من الدول التي دخلتها أسطوانات التسجيل القديمة لأقدم المغنين في مصر وغيرها من بلاد العرب، وكان الشعر الشعبي شائعاً في تلك الفترة، وكان الشاعران أبو سعيد الحطيني ويوسف الحسون وغيرهما، من الأمثلة الحية على نشاط الفن الشعبي التراثي في فلسطين. ثم عرض بعضاً من أرشيف المرحوم الشيخ أحمد الشيخ منذ عام 1914م، ويشتمل على عدد من الأغاني المسجلة في تلك الفترة، وعرض أيضاً أسطوانة تعود ليحيى أفندي السعودي. ونوّه إلى أنّ مدن فلسطين العريقة، يافا وحيفا وغيرهما، كان بها أوركسترات مسجلة على أسطوانات، ما يدلّ على أن فلسطين سبقت كثيراً من الدول في النهضة الفنية الموسيقية، غير أنّ نكبة عام 1948م قد أوقفت الأرشيفات الشخصية والرسمية، وصار السؤال أين ذهبت هذه الأرشيفات؟ وتبين أنّ بعضه ضاع، وبعضه استولت عليه العصابات اليهودية، وهو يعرض الآن في الجامعات العبرية، وبعضه حمله الناس من عامة وباحثين ومهتمين معهم في بلاد اللجوء، وهو موجود في تلك البلدان. وختم كلمته بضروة المحافظة على التراث وأرشفته ورقمنته، من خلال الندوات والمحاضرات أو الدراسات والأبحاث والرسائل العلمية، فذلك كفيل أن يبقيه حياً خالداً. ثم ألقى الأستاذ حازم جمجوم الباحث في تاريخ الموسيقى العربية في جامعة نيويورك، ورقة قال فيها إنه اشتغل مؤرشفاً في المكتبة الوطنية البريطانية، وأنه تعلم كثيراً من الأمور، كأرشفة الأشرطة السمعية والسمعية البصرية، وهو الآن يدعو ويعمل على رقمنة التراث السمعي والسمعي البصري، ثم تحدث عن شركات التسجيل وأهمها شركة "بيضا" للأسطوانات، وما قدّمته من إرث كبير في عدد الأسطوانات والأشرطة السمعية قديماً. وأشار إلى أن هذا الأرشيف السمعي تعرض لكثير من الضياع نتيجة أن المادة التي حفظ عليها كانت حساسة هشة، ولم تعد موجودة اليوم، وقال إن "التراث القديم المحفوظ بالكتابة أو الحفر أو الرسم أبقى في الزمن من التراث المؤرشف على أشرطة، وذلك بسبب التقادم، فالحديث يلغي القديم ويجعله ندرة، ثم غير صالح للسماع". وختم كلامه بضرورة الحفاظ على التراث الشعبي الموسيقي وأرشفته ورقمنته بكل الوسائل.

وبعد ذلك، أجاب المتحدثون عن أسئلة الحضور، وامتدت الندوة من الساعة السادسة حتى السابعة وخمس وأربعين دقيقة.