الخمسينية آمنة غشاش...نجاح بعد طول معاناة


نشر بتاريخ: 17-08-2016

"عندما استشهد زوجي في العام 2001م شعرت بوحدة في هذه الحياة، فلم يرزقني الله الأطفال، ولم أكن قد حققت شيئًا يذكر في حياتي، لذا فرحيل زوجي وتركه إياي جعلني أعود إلى حيث كنت قبل زواجي بصحبة خوف من مستقبل يتربص بي"، هكذا تقول آمنة محمود سمارة غشاش (53 عامًا)، التي تخرجت ضمن الفوج التاسع عشر (فوج اليوبيل الفضي) بفرع جامعة القدس المفتوحة في قلقيلية. 

آمنة التي تمكنت من تحقيق حلمها بالتعليم بعد تجاوزها العقد الخامس من عمرها، تحتفل اليوم بتخرجها برفقة عائلتها وأصدقائها وزملائها بعد ظنها أن الحياة ستتوقف بعد فقدانها زوجها، تقول: "منذ زواجي في العام 1983م حتى استشهاد زوجي في مطلع انتفاضة الأقصى، كننت أعيش وزوجي كأننا شخص واحد، وعندما خسرته عانيت حالة نفسية صعبة للغاية، وفاقم هذه الحالة رجوعي إلى بيت أهلي، فقد شعرت بأن كل ما كنت أملكه تدمر واختفى في طرفة عين، لذا قررت أن أتقدم للثانوية العامة بعد رحيل زوجي كي أتحرّر من ذلك الاكتئاب الذي ضرب عليّ خيمته".

تضيف: "في العام 2002م فشلت في أن أكمل الثانوية العامة بعد أن أمضيت أكثر من ثلاثة أشهر، لأعود إلى المنزل دون أن أحقق شيئًا، ثم عاد هذا الفشل مرة أخرى في العام 2003م".

عندما قرّرت الدراسة نجحت

تقول آمنة: "إن المحاولات السابقة في اجتياز الثانوية العامة باءت بالفشل لأنها كانت أقرب إلى الهرب منها إلى أي شيء آخر، فاستشهاد زوجي هدني".

بعد مرور سنوات، وضعت آمنة الدراسة على سلم أولوياتها، ذلك أنها اقتنعت بأن الشهادة الجامعية ستشكل إرثها وستثري عملها، فقرّرت عام 2009م أن تتقدم لامتحانات الثانوية العامة، ولم يكن قرارها مبينًا على رغبتها في الهرب مما هي فيه، بل كان لهدف سام، فهذه المرة كانت قد وقفت على رجليها وتمكنت من كسر دائرة الاكتئاب التي كانت تحيط بها".

وتتابع: "كان العام 2009م عام نجاحي في الثانوية العامة على الرغم من صعوبة التنسيق بين دوامي في العمل وساعات الدراسة اللازمة، ثم قرّرت الالتحاق بـالجامعة. ولإدراكي أن استمراري في عملي شيء حتمي فقد كنت بحاجة إلى مؤسسة تعليمية تراعي متطلبات حياتي المهنية، وهكذا بدأ مشواري في "القدس المفتوحة".

ودخلت آمنة سنة تحضيرية في جامعة القدس المفتوحة، وتخرجت متخصصة في الخدمة الاجتماعية بتقدير "جيد جدًا".

 

نظرتها إلى المستقبل

آمنة التي تعمل اليوم في هيئة شؤون الأسرى والمحررين بمجال الرعاية والإرشاد الاجتماعي للأسرى المحررين وأسرهم، لم تعد ضعيفة كما كانت قبل (15) عامًا، فعلمها الذي بات سلاحها الوحيد سيسهم حتمًا في تطوير عملها وسيأخذ بها نحو تحقيق حلمها الأكبر وهو استكمال دراساتها العليا ولو بعد حين.