أمل وهبي...تحتضنها "القدس المفتوحة" بعد أن خذلتها الغربة


نشر بتاريخ: 26-04-2016

المرأة عطاء لا يتوقف، فهي تضطلع بأدوار عدة وتعمل جاهدة على إتقانها بعزيمة وإصرار لتكمل واجباتها ومسؤوليتها على أكمل وجه.
زميلتنا أمل وهبة (أم نديم) مثال حي على ذلك، هي أرملة وأم وموظفة، واصلت مشوارها بعزيمة وإصرار بعد أن مات عنها زوجها السيد محمد وهبة تاركاً لها ابنة وابناً، فتابعت مشوارها لإعالتهما وتحمل المسؤولية.
 تغلبت على خوفها ومعاناتها وحولتهما عزيمة وإصراراً، وراحت تفتح نوافذ الأمل كي توفر لابنيها الهدوء والاطمئنان، فكانت "القدس المفتوحة" بمنزلة بر الأمان، واستطاعت من خلال عملها في الجامعة أن تشق طريق النجاح أمامها وأمام صغيريها.

وظيفتها ساعدتها وطفليها
في العام 1984م تخرجت أمل وهبة في جامعة بيرزيت متخصصة تخصصاً رئيساً في علم الاجتماع وفرعياً في علم نفس، ثم عملت باحثة اجتماعية في مجال تخصصها بوزارة الشؤون الاجتماعية، وفي العام 1990م تزوجت من محمد داود عبد الرزاق وهبة الذي كان يعمل في ذلك الوقت بوزارة السياحة، وقضت معه نحو (15) عاماً قبل أن يتوفاه الله في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005م، لتعود بعد ثلاثة أشهر مضت على وفاته إلى أرض الوطن برفقة الطفلين.
  بداية عام 2006م تقدمت أمل وهبة بطلب وظيفة في قسم البحث الاجتماعي بفرع جامعة القدس المفتوحة في بيت لحم، وكان لها ما أرادت، ثم تحولت إلى أمينة مكتبة "بيت ساحور الدراسي"، وهي الآن-بعد دمج المركز بالفرع-أمينة مكتبة فرع الجامعة في بيت لحم، وقد ساعدتها وظيفتها هذه على تربية صغيريها وإنجاز المسؤوليات الملقاة على عاتقها.
  تقول وهبة: "جامعة القدس المفتوحة سند لي ولطفليّ بعد الله، لذا أدعو من قلبي أن أراها في مقدمة المؤسسات الفلسطينية، وأتمنى لها مزيداً من التقدم والإبداع والنجاح بمناسبة مرور (25) عاماً على تأسيس هذا الصرح العريق الذي شهد في عهد رئيسه أ. د. يونس عمرو نمواً وازدهاراً، فقد قدم لهذه المؤسسة أبعاداً من الثبات والإصرار والعطاء دون ملل أو كلل، وهذا ما يقوي عزائمنا ويشحذ هممنا، حيث يقود الجامعة بجهود جبارة لا سقف لطاقاتها ولا حدود لطموحها، وصولاً إلى جامعة يفخر بها الوطن ويعتز بها أبناء فلسطين كلها، ودليل ذلك حصولها حديثاًعلى جائزة القرن الذهبية بصفتها واحدةً من أفضل (50) مؤسسة ريادية على مستوى العالم للعام 2015م، لذا ستظل جامعة القدس المفتوحة تشمخ كشموخ الوطن وستظل الأولى في وطن حر لشعب من الأحرار".

الجامعة تقف إلى جانب وهبة والشعب
يقول مدير "فرع بيت لحم" د. علي صلاح: "إن جامعة القدس المفتوحة أنشئت على أرض فلسطين في العام 1991م بقرار من الشهيد الراحل ياسر عرفات، لدعم صمود شعبنا الفلسطيني في وجه سياسة التهجير والتجهيل التي يفرضها الاحتلال بإغلاقه الجامعات الفلسطينية والزج بالآلاف من أبناء شعبنا في السجون ومنعهم من تحصيل دراساتهم العلمية، فكانت الجامعة ملجأً الذين حرموا من تعليمهم العالي، وها هو عدد الملتحقين بها يتعدى (63) ألف طالب وطالبة، يتلقون الخدمات التعليمية من أكثر من (1500) موظف وموظفة من الهيئتين الأكاديمية والإدارية، الذين وفرت لهم الجامعة مصدر رزق دائم كريم يرعون به أسرهم دون الحاجة إلى جهات أخرى، وهنا أسجل شكري لرئاسة الجامعة على رعايتها مثل هذه الحالات الإنسانية التي أثبتت انتماءها لمؤسستها. وتعد الزميلة أمل وهبة التي تعمل في وظيفة أمينة مكتبة فرع بيت لحم  نموذجاً  للنجاح والتميز".   

وتؤكد مديرة دائرة المكتبات أ. رجاء أبو عليا أن الموظفة أمل وهبة أثبتت جدارتها وحسن أدائها في وظيفتها أمينة مكتبة في فرع بيت لحم، مشيرةً إلى أنها بدأت عملها في مكتبة (مركز بيت ساحور الدراسي) سابقاً، وسرعان ما أجادت العمل في المكتبة واجتازت الدورات الخاصة للعمل الفني في المكتبات، سواء التقليدي أو الإلكتروني. 
أما اليوم فالزميلة وهبة تشرف على المكتبة من الناحيتين الإدارية والفنية، وتقدم الخدمة المكتبية للمستفيدين، سواء من الطلبة أو أعضاء هيئة التدريس أو المجتمع المحلي، فضلاً عن النشاطات التي تتولى أمرها فصلياً بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس من أجل إفادة الطلبة الخريجين في كيفية إعداد السيرة الذاتية، وتعريفهم بآلية استخدام المكتبة والفهرس الآلي وقواعد البيانات، من خلال خطة تعدها فصلياً متضمنة آليات تسويق خدمات المكتبة المختلفة وتشبيك المكتبة مع مؤسسات المجتمع المحلي.