زيتون فلسطين يقاوم الاستيطان


نشر بتاريخ: 26-04-2016

جذورها تضرب في عمق الأرض والتاريخ، مباركة صامدة من عهد كنعان، أضحت رمزاً للسلام وسبباً مباشراً في مواجهة المحتل ومستوطنيه. أجل، هي ركيزة من ركائز المحافظة على الأرض والهوية، ومصدر دخل رئيس لأُسر الريف الفلسطيني.
بلغت مساحة الأرض المشجرة بالزيتون في فلسطين عام 2010م نحو (558) ألف دونم، وهذه المساحة تشكل ما نسبته (54%) من مساحة الأراضي الزراعية البالغة (960231) دونما، وذلك حسب التعداد الزراعي للعام 2010م، معظمها في المحافظات الشمالية.
   يعاني القطاع الزراعي مشكلات متعددة، منها قلة الموازنة التي تعتمدها وزارة الزراعة، إذ لا تلبي طموح المزارعين، ولا تسهم في القضاء على بعض الآفات كآفة عين الطاووس التي أتت على كثير من أشجار الزيتون، بالإضافة إلى تذبذب الإنتاج من موسم إلى آخر، والتذبذب الدائم في أسعار الزيت، وتفتت الملكيات. وتشير الخطة الاستراتيجية للأعوام (2016-2019) الصادرة عن مجلس الزيتون الفلسطيني إلى أن عدد الحيازات المزروعة زيتوناً بلغ (77) ألف حيازة، وتشير الخطة إلى أن أكثر من نصف حيازات الزيتون تقل عن خمسة دونمات، وتقدر الحيازات التي تزيد عن (30) دونماً بـ (11%) من إجمالي الحيازات. ونتيجة لذلك اتجه عدد من المزارعين الفلسطينيين نحو العمل في قطاع الخدمات لتوفير مصدر دخل ثابت لهم.

اقتلاع الزيتون سياسة إسرائيلية
للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي تأثير كبير على حياتنا، ففلسفة الاحتلال القائمة على مصادرة الأرض تعوق تطور هذا القطاع الزراعي وتحد من تطوره. يقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس: "إن عدد المستوطنات بلغ (184) مستوطنة، يضاف إليها (171) بؤره استيطانية، أقيم أغلبها على قمم الجبال الفلسطينية الصالحة لزراعة الزيتون".
ويوضح دغلس أن اعتداءات المستوطنين خلال العام 2015م بلغت (922) اعتداء، نتج عنها تدمير أكثر من (6800) شجرة مثمرة قطعاً وحرقاً، معظمها أشجار زيتون. وأشار إلى أن مستوطني (يتسهار) المقامة على أراضي قرية بورين وعدد من القرى المجاورة قطعوا نحو (150) شجرة زيتون تقع في "خلة سوار" القريبة من قرية بورين، يقول: "إن الاحتلال يفرض قيوداً وتعقيدات كل حين على الأراضي، خاصة وقت موسم قطف الزيتون، فتحدد أوقاتاً للعمل فيها، وتمنع المواطنين من الاعتناء بأراضيهم القريبة من المستوطنات.
جالود تمثل المعاناة
  يشير رئيس مجلس قروي جالود، عبد الله حاج محمد، إلى أن القرية تعيش مأساة مع الاستيطان الذي ابتلع نحو (16000) دونم من أراضيها البالغ مساحتها (20000) دونم.
ويضيف: "تحيط بجالود عشر مستوطنات تخنقها، وقد رفع المجلس القروي، بالنيابة عن أهالي جالود، أربع قضايا للمحكمة العليا الإسرائيلية.
وتظهر معاناة أهالي جالود والعاملين بالقطاع الزراعي من خلال دفاعهم المتواصل عن (2000) دونم مشجرة زيتوناً، جزء كبير منها يقع قريباً من المستوطنات المحيطة، ويقدر عددها بأكثر من (1500) شجرة، فيما يضيق الاحتلال الخناق على أصحابها فلا يسمح لهم بالاعتناء بها سوى يومين على مدار العام، يوم لحرث الأرض وآخر لجني ثمار الزيتون. ويقول حاج محمد إن المستوطنين مارسوا عربدتهم على أشجار الزيتون، فأحرقوا في العام 2015م نحو (450) شجرة منها واستخدموا مواد كيماوية للقضاء على الجزء الآخر.