فدوى أبو ظاهر...الشعر أقرب إليها من حبل الوريد


نشر بتاريخ: 26-04-2016

 بدأت رحلتها بأشعار طفولية وهي في العاشرة من عمرها، فدوى عوض عبد الله أبو ظاهر بنت الرابعة والعشرين، الطالبة المتخصصة في اللغة العربية وأساليب تدريسها في كلية التربية بفرع "القدس المفتوحة" في غزة، تعلقت بترديد القصائد الشعرية منذ نعومة أظافرها، ما جعلها تشعر بالعشق الروحاني والتأمل، ثم جعلت تنمي موهبتها بنظم الشعر وكتابته.

بداية الموهبة مع الشعر
سَلُوا محباً في الهوى يُجيبُ        خيالُ الأحبةِ إن غابوا يغيبُ 
ويُسألُ فى هذا ظعينٌ غريبُ       ولا يُستشارُ في الحنين طبيبُ 
  "بهذا بدأتُ أشق طريقي في كتابة الشعر وأنا في المرحلة الإعدادية، كانت كتابات تركز جلها على الخواطر، في تلك المرحلة كانت شقيقتي التي تصغرني سناً تشجعني على كتاباتي، وكانت تشير عليّ برأيها الذواق للشعر" تقول أبو ظاهر.
وتضيف: "كنت ألجأ إلى زوج أختي الذي هو بمنزلة أخي، وكنا نتبادل الأشعار ونعقد المناظرات الشعرية، وظل يشجعني على حفظ المزيد من الأشعار حتى نما أسلوبي في المرحلة الثانوية وبدأ الكل يشير إليّ بالبنان".
 تلك الطالبة الشاعرة ما انفكت تؤلف القصائد وتُلقيها كل صباح عبر الإذاعة المدرسية، وما كانت تفضل من الكتب المدرسية سوى كتاب اللغة العربية، تبحث فيه عن الأشعار بحثَ ظمآنٍ عن الماء، فقد نقشت الشعر فى مهجتها وشماً، بل كان أقرب إليها من حبل الوريد، لكن حظها منه لم ينصفها ولم يقف إلى جانبها، ورغم ذلك لا بد يوماً من أن يلين، تقول: 
لقد وقع منك يا حظ ما يؤذي 
فما رميت إلا خائبة 
وما فرحت إلا أتتني منك نائبة 
    في خضم معاناتها، كان قلمها ودفترها ملاذها الوحيد، تحملهما وتهرب بصحبتهما من مشاق الحياة وخطوبها، فواصلت معهما طريق الإبداع، ولم تكن حينئذ تصف نفسها بالشاعرة حقاً إلى أن التحقت بالمرحلة الجامعية، تقول: "بعدما أبصرت وعرفت أُناساً كريم قَدرُهم عظيمٌ شأنُهم، وأخص بالذكر الدكتور عاطف أبو حمادة، هذا الشاعر الذي عز نظيره، فهو الذي شجعني حين قرأ أول قصيدة كتبتها ونالت إعجابه، هنا كانت البداية الحقيقية لمسيرتي الشعرية هذه، ثم رحت أكتب وأكتب كي أخرج بأفضل القصائد، ووقفت على أول الطريق الصحيح، فاتخذت من الدكتور الشاعر عاطف قدوة لي في كتاباتي، ثم لا أنسى فضل زوجي الذي طالما شجعني فى مسيرتي بآرائه، ومثله كانت شقيقتي نفيسة المحبة للشعر".
وتضيف: "لا أنسى فضل الأستاذ الدكتور سعيد الفيومي الذي كثيراً ما استمع إليّ وأنا أنشد الشعر، فكنت آخذ بنقده لأبياتي وبعض مفرداتي، فساعدني ذلك في تعديل مساري وتنمية موهبتي، وفي تذوق الشعر والخوض فيه، وكم كنت أسر عندما تنال قصيدتي إعجاب عظماء كهؤلاء".  
ولا تنكر فدوى فضل جامعتها (جامعة القدس المفتوحة) في تطور موهبتها من خلال عقد مسابقات شعرية وتشجيعها للمواهب، ومن خلال مشاركتها في الفعاليات التي تنظمها الجامعة. 
مشاركات
بدأت فدوى تنشر قصائدها إلكترونياً، وقد نالت إعجاب الكثيرين من الشعراء في العالم العربي، ونالت استحسان المجلات التي نشرت فيها أعمالها الشعرية، منها مجلة (درة الوجدان) التي شاركت فيها بصفتها مصححة للأعمال الشعرية، ومجلتي (ساكن الوجدان)، و (خواطر العشاق)، ومجلات أخرى إلكترونية. 
ولها صفحة شعرية باسم (صفحة شعرية للشاعرة فدوى أبو ظاهر) نشرت فيها معظم قصائدها الناضجة فنياً ولغويًا مثل قصيدة (ماذا يفيد) و(خيال). 
  كتبت فدوى حديثاً قصيدة بعنوان (اضرب بسكينك) إهداء لروح الشهيد مهند حلبي تقول فيها: 
تقدم بقلبك لا تخش الحدود 
    اضرب بسكينك ومت ميتةَ الأسود 
 وكتبت قصائد عاطفية، منها: (ألجم فاك يا حباً)، و(ماذا يفيد)، و(على العهد).
واستهلت قصيدتها (على العهد) بقولها:
       على العهد ما زلت، لستُ أحيد
           سواك الرجال لديّ عبيد
             لعمرى لأبكيك كل الدهور 
            ومن يك مثلي بدمع يزيد 
وتؤكد أبو ظاهر أنها تصبو في المستقبل القريب إلى نشر ديوان مطبوع، وأن تنال أعمالها الشعرية إعجاب القارئين، وأن يصبح اسمها علماً يشار إليه، مشيرة إلى أن تخصصها في اللغة العربية سيساعدها في تحقيق ذلك، وتختتم حديثها: "أخطط لكتابة رواية تتحدث عن القضية الفلسطينية، ولكتابة أعمال قصصية أخرى".