مديرة مدرسة حصلت على المركز الأول في برنامج مواهب الشباب العربي في أبو ظبي


نشر بتاريخ: 31-10-2015

نوفة الجندي...حرمان من حلاوة الطفولة يُحفزها لصعود سلم النجاح 
شغلت فكرة إكمال الدراسة نسبة كبيرة من أفكارها اليومية، فتمنت لو تلتحق بالجامعة لتحقق حلمها.
    السيدة نوفة نعمان الجندي خريجة "القدس المفتوحة"، ومديرة مدرسة "رقعة" الثانوية للبنات منذ عام 1988م. 
    ولدت الجندي في مدينة يطا عام 1958م، ونشأت في أسرة فقيرة تعمل بالزراعة، ثم تزوجت من إمام مسجد، تخرج أيضاً في "القدس المفتوحة". 
   لم تذق الجندي حلاوة طفولتها، لأن معاناتها بدأت في الثانية عشرة من عمرها؛ فغياب المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرستها بيطا آنذاك، أجبرها أن تعاني السفر ومشقته بالتحاقها بمدرسة بنات الخليل الثانوية في مدينة الخليل.
  تقدمت الجندي للثانوية العامة عام 1976م، والتحقت بمعهد المعلمات بمدينة رام الله والبيرة، وحصلت على شهادة الدبلوم عام 1978م، ثم بعد عام عينت معلمة في مدرسة بنات يطا الأساسية فمديرة لها، وهي الآن مديرة مدرسة رقعة الثانوية للبنات، علماً بأنها تزوجت في العام 1985م، ولها ستة أبناء، كلهم حصلوا على شهادة البكالوريوس في حقول علمية مختلفة.
   حصلت الجندي على شهادة البكالوريوس في تخصص "اللغة العربية وأساليب تدريسها" من كلية التربية في "القدس المفتوحة"، وعن سبب التحاقها بالجامعة تقول: "شغلت منصب مديرة مدرسة رقعة الثانوية للبنات منذ عام 1988م، وكانت معظم زميلاتي المعلمات يحملن شهادة البكالوريوس، ما دفعني إلى الالتحاق بـ "القدس المفتوحة" لأنال شهادة البكالوريوس وأشعر بالتميز بين زميلاتي، وأعزز مكانتي بصفتي مديرة المدرسة".
وعن سبب اختيار الجندي "القدسَ المفتوحة" لإكمال دراستها، تضيف: "إن جامعة القدس المفتوحة احتضنت أبناء الوطن بكل فئاته، وإن كلفة التعليم فيها أقل بكثير مقارنة بالجامعات الأخرى، فضلاً عن نظام المنح والمساعدات الذي توفره الجامعة لطلبتها، في حين لا يوجد لهذا النظام نظير في الجامعات الأخرى، ثم إن الانتشار الواسع لفروع الجامعة في الوطن يختصر كثيراً من المصاريف وأعباء السفر ومشقته، إلى جانب الأمن النفسي للطلبة ولذويهم، بفضل قرب الجامعة من مناطق سكناهم".
تقول الجندي: "إن نمط التعليم المفتوح الذي تنفرد به جامعة القدس المفتوحة يتيح للطلبة فرصة المواءمة بين دراستهم الجامعية والتفرغ لحياتهم الخاصة، ويساهم أيضاً في إعداد كوادر مؤهلة علمياً وتقنياً، فقد أثرى هذا النمط معلوماتي ورفع كفاءتي العلمية، ووفر لي متعة البحث الذاتي في الحصول على المعلومة، فهو يساهم في إعداد الطالب المؤهل الذي يعتمد على نفسه". 
وعن العوائق التي تغلبت عليها أثناء دراستها الجامعية، تقول: "دراستي في الجامعة لم تكن طريقاً معبدة، فقد واجهت كثيراً من الصعوبات، فبصفتي مديرة مدرسة من جانب، ومسؤوليتي تجاه أسرتي والمجتمع من جانب آخر أمر جد صعب، لكن نمط التعليم الذي تنتهجه الجامعة جعلني أتغلب على كل الصعوبات، واستطعت أن أوافق بين هذا وذاك، فكنت أقوم بواجباتي نهاراً، وأدرس ليلاً. أذكر أنني اصطحبت كتبي الجامعية وأنا أعد الخبز في الطابون أذان الفجر، وحين نفذت زيارة عمل إلى بريطانيا برفقة وفد من التربية ضم (15) عضواً عام 2000م، وذلك كي أستغل وقت الفراغ بما ينفعني". 
   تقول الجندي: "من إنجازاتي التي حققتها-بفضل "القدس المفتوحة"-فوزي في برنامج المواهب الذي عقد في أبو ظبي، برعاية الشيخة فاطمة بنت المبارك، حيث قدمتُ بحثاً بعنوان: "الطفولة والأمومة"، وحققت المركز الأول على مستوى الوطن العربي ودول أجنبية ثلاث (أمريكا، وإسكتلندا، وكندا)".  
  أصبحت الجندي أنموذجاً يحتذى به، فنجاحها وتميزها شجع كثيرين من أصدقائها وأهلها على الالتحاق بالجامعة، وفي هذا تقول: "بفضل الله ثم بفضل "القدس المفتوحة"، حققت كثيراً من النجاحات، مهنياً وعلمياً واجتماعياً، وحفزت الأصدقاء والأهل للالتحاق بالجامعة، منهم شقيقي محمد الذي كان عاملاً، وأضحى الآن رئيس قسم خدمات الجمهور في بلدية يطا، وشقيقاتي: ابتسام التي هي الآن مديرة مدرسة، ونسرين وختام اللتان تخرجتا في فرع الجامعة بيطا، وهما الآن معلمتا مدرسة".