"شكراً جامعتي"... لماذا قالها الطالب أبو رويس؟
"حدثني بيديك لأسمعك بعيني"، من هذا الشعار انطلق مصعب أبو رويس إلى الحياة متحدياً كل المعوقات التي تواجهه، ولعل أبرزها الإعاقة السمعية التي بدأت معه منذ نعومة أظافره.
ولد مصعب في مخيم الأمعري بمدينة البيرة، وبدأ مسيرته التعليمية في مدرسة الاتصال التام بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومنها تعلم لغة الإشارة والنطق، وتعرف على أصدقائه من ذوي الإعاقة السمعية الذين رافقوه ليكمل معهم حياته الجامعية، حيث استطاعوا أن يجتازوا المرحلة الثانوية بنجاح.
كان لوالدَي مصعب دور كبير في حياته، بدءاً من الإعاقة السمعية التي رافقت الأب والابن (مصعب (، وإصرار الأب على إكمال مصعب تعليمه بالتوجه للجامعة، إلى جانب دعم أمه التي كرست له كل المشاعر والاهتمام ليزيد من ثقته بنفسه، فكانت له خير داعم.
في العام 2019 اختار مصعب جامعة القدس المفتوحة لتحقيق حلمه وحلم والده، ليدرس تخصص المحاسبة في كلية العلوم الإدارية والاقتصادية، وذلك لما توفره الجامعة من تسهيلات للطلبة من ذوي الهمم بشكل عام وللطلبة الصم بشكل خاص؛ كتوفير مترجمة لغة إشارة، وتقديم منح دراسية خاصة، وغيرها من التسهيلات.
ولأن الجامعة دأبت على تنظيم دورات مجانية منها (الطباعة باللمس) للطلبة الصم بواقع (52) ساعة، استطاع من خلالها مصعب أن يحصل على أعلى درجة بها في مسابقة حددت مستوى الطلبة في مهارة الطباعة.
وقبل إنهائه مدة الدراسة وهو في سنته الثالثة تحديداً، كان بنك الأردن وقع معه عقد عمل، لينطلق إلى الحياة المهنية بإصرار على النجاح، وإيمان أيضاً بأن الإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الفكر.
وفي النهاية، أراد مصعب أن يوجه بعض الكلمات للجامعة: "إلى تلك الجامعة التي احتضنت لغتنا وإشارتنا وصعوبتنا السمعية، نشكرك من القلب، وأخص بشكري هذا رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي، لما وفره من تسهيلات أثناء دراستنا، ومدير فرع رام الله والبيرة د. حسين حمايل، الذي لم يتوانَ عن تقديم الدعم لنا، ولكل موظفي الجامعة الذين لم نلقَ منهم سوى الابتسامة والترحيب والمساعدة. كما أوجه شكراً خاصاً لمترجمة لغة الإشارة أ. تسنيم زغموري، التي احتضنت هذا العدد الكبير من الطلبة الصم داخل الجامعة، حيث بلغ عددنا بأحد الفصول (35) طالباً، وقدمت لنا جميع ما نحتاجه من ترجمة للمحاضرات والامتحانات والتسجيل وغيرها.
فشكراً جامعتي .. جامعة الكل الفلسطيني ... جامعة القدس المفتوحة
