المحرر يوسف الفقيه: "القدس المفتوحة" مكنتني من العمل والدراسة والزواج


نشر بتاريخ: 03-04-2022

 قصة نجاح

 

   

دورا-ينابيع – رؤية الرجوب- يتحدث الأسير المحرر يوسف عايد أحمد الفقيه، عن تجربة دراسته في جامعة القدس المفتوحة بعد اعتقال استمر (4) سنوات، ثم عدم تمكنه من الدراسة في جامعة تقليدية بعد تحرره من الأسر. 

يقول الفقيه إن "جامعة القدس المفتوحة وفرت لي إمكانية العمل مع الدراسة، وتمكنتُ بعدها من تأسيس أسرة بعد الزواج، وهذا كان مستحيلاً لو واصلت دراستي في جامعة تقليدية بعد تحرري". 

ويتابع: "تخرجت متخصصاً في اللغة العبرية وآدابها من فرع دورا. وكنت من قبل قد حصلت على الثانوية العامة عام 2006، بمعدل (80%)، ثم انتقلت للدراسة في جامعة النجاح، ولم يمكن ممكناً العودة إليها بعد تحرري من سجني، لذا لجأت لإكمال تعليمي في جامعة القدس المفتوحة، ووجدتها أفضل خيار متاح ومنطقي، فلها باع الطويل في نظام التعلم عن بعد والتعليم المدمج".

وتابع: "جامعة القدس المفتوحة "ثلاثة في واحد"؛ فهي تتيح للفرد التعلم والحصول على شهادة علمية متقدمة، ويعمل في أي مجال، ويكوّن أسرة في الوقت نفسه، دون أن يؤثر عنصر من هذه العناصر على الآخر". 

 

دراسة رغم القيد 

ويتابع الفقيه قائلاً: "إبان التحاقي بتخصص تكنولوجيا الاتصالات بفرع الجامعة بالخليل، أعاد الاحتلال اعتقالي مرة أخرى، ما أبعدني عن الدراسة مرة أخرى، وأصبح لدي يقين بأن الاحتلال يريد التنغيص عليّ، لا سيما قضية الدراسة والحصول على شهادة علمية، ولكن العزيمة والإرادة شكلتا دافعاً قوياً بأن أحارب من أجل هدفي السامي، وهو إكمال دراستي والحصول على أعلى الشهادات، ثم انتقلت للدراسة في فرع دورا عام 2015 واعتقلت مجدداً". 

وأضاف: "بعد الإفراج عني عام 2017 ذهبت، كما العادة، بكل عزم وإرادة للتسجيل مرة أخرى، وما إن انتظمت في التخصص حتى اعتقلوني مرة أخرى، واستمر الاعتقال حتى عام 2018". 

 

ضوء في نهاية النفق 

يتحدث الفقيه عن حالة نفسية صعبة كان يعيشها جراء الاعتقالات المتكررة، ودور موظفي فرع دورا للخروج من هذه الحالة، يقول: "نصحوني بتغير تخصصي إلى "اللغة العبرية وآدابها"، ولم أتردد لحظة في ذلك، لأنني كنت تعرفت إلى هذه اللغة وأنا في سجون الاحتلال، هذا إضافة إلى أنه تخصص لم تطرحه جامعة بدرجة البكالوريوس، وإن كان بعض المعاهد تطرحه بدرجة دبلوم مهني أو دبلوم أكاديمي محدود".

 

ويواصل حديثه: "لحاجة مجتمعنا إلى تعلم اللغة العبرية، للتعامل مع الاحتلال في مختلف مناحي الحياة، فقد كانت الفرصة سانحة ومشجعة جداً للسعي بأن أكمل متطلبات هذا التخصص، الذي لم يتبق سوى فصل واحد يفصلني عن حلم نيل شهادة البكالوريوس". 

ويتابع: قريباً ستتحول معاناتي إلى فرحة في حفل التخرج السنوي، وحينئذ سأطوي صفحة وأبدأ أخرى أخطط فيها لإكمال متطلبات شهادة الدراسات العليا - درجة الماجستير من جامعة القدس المفتوحة "مقارنة لغات"، وفي الجامعة ذاتها التي احتضنتني سنوات وسنوات، حتى شعرت بأنني في بيتي الثاني. نعم، لقد أتاحت لي أن أكمل حياتي وأحصل على ما طمحت إليه".