على مدار أربع سنوات متتالية... بنات "القدس المفتوحة" يحتكرن أولى المراكز في الملتقى الطلابي الإبداعي


نشر بتاريخ: 24-05-2015

ينابيع-ليس من قبيل الصدفة أن تتميز جامعة القدس المفتوحة وتحصد المراتب الأولى لأربع سنوات متتالية في الملتقى الطلابي الإبداعي الذي ينظمه اتحاد الجامعات العربية، إنما هو نتاج سنوات متراكمة من العمل الدؤوب، سعت في أثنائها الجامعة إلى تكريس ثقافة التميز والإبداع بين طلبتها. 
      فبالرغم من أن مشاركة "القدس المفتوحة" في الملتقيات الطلابية الإبداعية بدأت منذ أربعة أعوام فقط، فإن حضورها قد تعزز بوفرة المشاركات الإبداعية والبحثية التي قدّمها أبناؤها، ما ساهم في تأهل الجامعة، خاصة بعد حصولها على المراتب الأولى في تلك الملتقيات. ففي الملتقى الطلابي الإبداعي السادس عشر (2014)، المنعقد في جامعة طنطا بجمهورية مصر العربية، حصلت الجامعة على المرتبة الأولى عن محور تنمية دور الجامعات العربية وتطويره. وعلى المرتبة الأولى أيضاً عن محور تجربة الجامعات العربية في التنمية والبحث العلمي، في الملتقى الخامس عشر (2012)، المنعقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، إضافةً إلى تحقيقها المرتبة الأولى في الملتقى الرابع عشر (2011)، المنعقد في جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، عن محور جودة التعليم العالي، كما حصدت المرتبتين الأولى والثانية في الملتقى الطلابي الإبداعي الثالث عشر الذي عقد في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام (2010).
      وتخضع البحوث التي تمثّل "القدس المفتوحة" في هذه الملتقيات إلى إجراءات تحكيم علمية ومنهجية صارمة، من خلال لجان تحكيم متخصصة، تتكون من أساتذة جامعات عربية، عبر مراحل متتالية يعرض الطالب في نهايتها بحثه على اللجنة بهدف المناقشة، استعداداً لخوض المنافسة الضارية التي تشكلها أكثر من (90) جامعة عربية، سنوياً، من كل الأقطار. 

إنجاز آخر في قائمة طويلة
       يقول رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو: "إن هذا التميّز الذي حقّقه طلبة "القدس المفتوحة"-جامعة الكلّ الفلسطيني-يضاف إلى سلسلة طويلة من الإنجازات التي حقّقتها الجامعة في مختلف الصعد". معرباً عن فخره بـ "أبناء الجامعة الذين يتفوقون-رغم ما يعانونه من صعوبات-على كثير من نظرائهم في الجامعات الأخرى، وبخاصة في امتحانات التوظيف، والملتقيات الإبداعية، وغيرها من الفعاليات الوطنية والدولية، مثبتين للعالم أنهم خريجون ذوو كفاءات لا يستهان بها".
ويشير عمرو إلى أن الجامعة وضعت العملية التربوية والتعليمية والنهوض بها بصب أعينها، والمضي نحو جعل التعليم المفتوح منافساً رسمياً لنظيره التقليدي في فلسطين، وبخاصة بعد أن أثبت خريجو "القدس المفتوحة" جدارتهم في مختلف الميادين.

عوض: تميّزنا بسبب تعليمنا المفتوح
       يقول د. حسني عوض، رئيس قسم المرحلة الأساسية في كلية التربية، المشرف على ثلاثة من المشاريع الفائزة في الملتقى: "إن جامعة القدس المفتوحة استطاعت، في عقدين من الزمن، الوصول إلى رأس الهرم الأكاديمي، حتى أضحت في مدة قياسية منافساً أكاديمياً محلياً ودولياً".
      ويضيف: "إن قيادة الجامعة، ورؤيتها، وأهدافها، وسعيها الدائم إلى التميّز في مجال البحث العلمي، لمن أهم أسباب نجاحها على المستويين المحلّي والدولي، وهذا تحديداً ما جعلها برّاقة إبان مشاركتها في الملتقى الإبداعي، الذي يتسّم عادةً بمنافسة ضارية. ففي الملتقيات الإبداعية التي فازت فيها، كانت "القدس المفتوحة" المؤسسة التعليمية الوحيدة التي تنتهج التعليم المفتوح نمطاً، من بين ما يقرب من سبعين جامعة عربية مشاركة، وهذا ما ميّزها عن نظيراتها. فالتعليم المفتوح يمثل استجابة منطقية لإرادة العالم في القرن الحادي والعشرين، فهو من منظور التكاليف المادية، يمثل نصف كلفة التعليم التقليدي، ومن منظور آخر، يزيد من كفاءة المتعلم؛ لأنه يعتمد-بدرجة كبيرة-على جهوده، ما يدفعه لتطوير قدراته في إدارة الوقت، وتوجيه جهده واستثماره".

لماذا لمعت "القدس المفتوحة" في الملتقى؟
تميّزت الجامعة على مدار أربع سنوات متتالية في الملتقى الطلابي الإبداعي، لكثير من الأسباب، أهمها: اعتمادها أدلة لمقرر مشروع التخرج في كل تخصص، يتّبعها الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، فكانت لهم مرشداً عملياً وإجرائياً، ومكنتهم من كتابة البحث ضمن معايير البحث العلمي وخطوات إعداده. واعتمادها أيضاً مواقع إلكترونية صممت لمقرر مشروع التخرج، باستخدام نظام إدارة التعلم (Moodle)، الذي يوفر للطالب كل ما يحتاجه من المصادر، والنماذج، ومواد إرشادية وإثرائية، يستطيع الوصول إليها متى شاء، وسهّلت أيضاً وصول الطلبة إلى قواعد معلوماتية، ومكتبات تقليدية وإلكترونية.
     كما تختار الجامعة أعضاء هيئة تدريسية أكفاء، للإشراف على مشاريع التخرج، وبخاصة من تميزوا بالخبرة في البحث العلمي، ثم إنها وكّلت لجاناً متخصصة لمناقشة المشاريع، وذلك سعياً لصقل شخصية الطالب، وإكسابه مهارات العرض والتقديم وقدرة الدفاع عن الفكرة، وأتاحت للطلبة المتميزين فرصة المشاركة في المؤتمرات العلمية والمسابقات المحلية والدولية.

الجامعة تحتضن متميّزيها
      في أواخر عام 2010، توّجت مشاركة "القدس المفتوحة" في الملتقى الطلابي الإبداعي الثالث عشر، الذي انعقد في جمهورية مصر العربية، بفوز البحث العلمي الذي قدّمته ابنة الجامعة ذكريات الضميري بالمركز الأول، وكانت قد تناولت فيه المعوقات التي تواجه تنمية المجالس المحلية في فلسطين.
    ولأن إدارة "القدس المفتوحة" تسعى باستمرار إلى تشجيع التميّز وتحفيزه، فقد ارتأت ضرورة احتضان الإنجاز الذي حقّقته الضميري بعد كثير من السهر والمثابرة، فضمّتها إليها لتكون جزءاً من طاقمها الإداري في فرعها بطولكرم.
تقول الضميري: "أكثر ما كان يخيفني فكرة أنني أمثل "القدس المفتوحة" بين عدد كبير من الجامعات المحليّة والعربية، الأمر الذي شكّل عليّ ضغطاً نفسياً هائلاً، دفعني لأبذل المزيد والمزيد لتحقيق التميّز، فواصلت الليل بالنهار تحت إشراف وتوجيه من الدكتور حسني عوض، الذي لم يألُ جهداً في النصح والإرشاد والتوجيه، إلى أن أنجزت هذا العمل المتواضع الذي حاز المرتبة الأولى على جميع الأبحاث المقدمة".
      وتتابع: "مشاركتي وفوزي في الملتقى مثّلا نقطة تحوّل في مسيرتي الأكاديمية، فالدعم الذي حظيت به من الجامعة وطاقمها، سلّحني بالثقة وحمّلني الرسالة".  وتضيف: "أن تكون جزءاً من حدث علمي وثقافي بهذه الضخامة، يوليك مسؤولية كبيرة تجاه وطنك وجامعتك، وهذا تماماً ما حصل لي؛ فقد مثّلت، في مشاركتي هذه، "القدس المفتوحة" وفلسطين، الأمر الذي خلق في نفسي رغبة مستمرة في تقديم ما هو أفضل، سواء على صعيد تحصيلي العلمي أم أدائي في العمل".
أما ابنة "القدس المفتوحة" زهية شنان، فقد فازت بالمركز الثاني في الملتقى نفسه، ببحثها الذي تحدّث عن تطبيق المؤسسات الرسمية الفلسطينية للحوكمة الإلكترونية، بإشراف د. ذياب جرّار.
وفي العام التالي، انضمت ابنة الجامعة داليا جعار إلى قائمة الطلبة المتميزين، بحصولها على المركز الثاني في الملتقى الطلابي الإبداعي الرابع عشر، الذي نظم في جمهورية مصر العربية، وذلك عن بحثها الذي تناول دور "القدس المفتوحة" في مواجهة الصعوبات التي يعاني منها طلبتها من ذوي الإعاقة، وكان بإشراف من د. حسني عوض.
      نال موضوع البحث الذي قدّمته جعار إعجاب اللجنة؛ لأنه تميّز بفكرته الأصيلة التي لم تعرض من قبل، فكانت الباحثة قد التقت عدداً من ذوي الإعاقة في "القدس المفتوحة" وتقمّصت شخوصهم وجدانياً للتعمق في الصعوبات التي يعانونها، وبهدف التعرف إلى كيف أثر "القدس المفتوحة" في التخفيف منها، عبر توفير بيئة تعليمية تناسبهم وتشعرهم بأنهم أناس طبيعيون. وتتابع: "من خلال البحث، تعاملت مع هذه الفئة وتمكّنا معاً من إيجاد حلول جذرية لكثير من مشاكلهم في الحياة الجامعية". 
      لم تكتف الجامعة بالفوز لسنتين على التوالي، فهذه حنين زيادة جاءت لتضيف فوزاً آخر في الملتقى الذي نظم في المملكة العربية السعودية، عندما حصدت المركز الأول، ببحثها الذي تناولت فيه دور "القدس المفتوحة" في تمكين المرأة الفلسطينية أكاديمياً واجتماعياً وسياسياً، بإشراف عميد شؤون الطلبة في الجامعة د. محمد شاهين.
       لم تكن زيادة قد أنجزت بحثاً علمياً بهذا المستوى من قبل، لذا كان الملتقى يمثّل لها انطلاقة جديدة، تقول: "عرض عليّ عميد شؤون الطلبة في "القدس المفتوحة" د. محمد شاهين فكرة البحث، وتحمست للموضوع، لما له من أهمية، وهكذا حملت بحثي وانطلقت لتمثيل "القدس المفتوحة" في الملتقى الإبداعي الخامس عشر في السعودية، ورجعت بفوز تمخّض عنه فخر لا مثيل له لجامعتي ولي، ولن أنسى-ما حييت-فضل "القدس المفتوحة" عليّ، فهي التي أمسكت بيدي إلى أن أنهيت بحثي وتميّزت فيه، وهي التي رعتني بعد تخرّجي". 
وعمّا أضافه الفوز لها، تقول: "شعرت بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي، عندما اختارتني "القدس المفتوحة" ممثلة عنها في هذا الملتقى، خاصة أنها حصلت على المراتب الأولى في ثلاثة ملتقيات متتالية، وهذا إنجاز لم يتحقق لأي جامعة أخرى، ما دفعني إلى العمل المستمر للخروج ببحث علمي متميز. أما على الصعيد المهني، فقد حفّزني هذا الفوز على إكمال مسيرتي في مجال البحث العلمي، الذي-في نظري-هو من أهم اللبنات التي تؤسس للرقّي والتطور في أي مجتمع من المجتمعات". 
عام آخر يُسطَّر على حائطه فوز جديد، فها هي مها الناصر، ابنة الجامعة، تلحق بسابقاتها، وتفوز بالمركز الأول في الملتقى السادس عشر، عن بحثها الذي قيّم دور "القدس المفتوحة" في متابعة خريجيها، والفجوة بين مخرجاتها واحتياجات سوق العمل من وجهة نظر الخريجين أنفسهم، وكان البحث تحت إشراف د. حسني عوض. 

شاهين: القدس المفتوحة هي الجامعة الوحيدة التي فازت بالمرتبة الأولى في أربعة ملتقيات متتالية
     يقول د. محمد شاهين-عميد شؤون الطلبة، وممثل "القدس المفتوحة" في المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربية-إن مشاركة الجامعة في هذه الملتقيات تأتي ضمن أنشطة المجلس العربي لتدريب طلاب الجامعات العربية، موضحاً أن المجلس تأسس عام 1992، بموجب قرار مجلس اتحاد الجامعات العربية رقم (8)، في دورته الخامسة والعشرين المنعقدة في جامعة الإسكندرية، بهدف تشجيع الطلبة على الأنشطة العلمية والبحث العلمي.
    يضيف شاهين: "إن هذه الملتقيات تحدد تخصصاتها ومحاورها وعنوانها السنوي ، وتكون البحوث المشاركة فيها ضمن هذه المحاور، وتهدف إلى تنمية البحث العلمي والإبداع الفكري وتطويرهما، والارتقاء بالمستوى العلمي عند الطلبة، وبث روح التنافس بين طلبة الجامعات على المستوى المحلي والعربي، انطلاقاً من رؤية الجامعة المتميزة والمتجددة في الرقي المعرفي والثقافي ضمن بيئتها الإبداعية، مرسخةً أهدافها في إعداد طلبة مؤهلين يمثلون نواة الإبداع والابتكار والبناء الحضاري للمجتمع الفلسطيني، على أسس علمية ممنهجة، تعزز تأهيلهم الأكاديمي والثقافي".
    ويؤكد شاهين أن دعم رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، وتوجيهاته وتشجيعه المباشر، وتضافر الجهود بين إدارة الجامعة وطلبتها، له الأثر الأكبر في حصد هذه النتائج، وتمثيل الجامعة وفلسطين بما يليق.
    ويضيف: "تختار العمادة المشاريع المرشحة للمشاركة بعناية تامة، وبإخضاعها للفحص، والتأكد من توافقها مع محاور المؤتمر السنوية ومنهجية البحث العلمي، لذا فازت الجامعة على مدى أربع دورات متتالية، (وهي الدورات التي شاركت فيها الجامعة)، وتفردت في ذلك عن كل الجامعات العربية المشاركة في الملتقى".