أسرة من (12) فردا..طلبة في "القدس المفتوحة"!


نشر بتاريخ: 27-01-2020

 الخليل-ينابيع-سماح أبو زينة-تفيد الدراسات والبحوث العلمية أنّ الأسرة الفلسطينية تلعب دوراً فاعلاً ومحورياً في اتخاذ قرار الدراسة الجامعية لأبنائها، فتؤثر في توجيههم نحو جامعة معينة، وتساهم أيضاً في اختيار تخصصهم العلمي، ويرى التربويون أن دوافع هذا السلوك مرتبطة بحرص الأسرة على ضمان مستقبلٍ ناجحٍ ومتميزٍ لابنائهم، فهذا هو حلمهم الذي لا يفارق مخيلاتهم.

وقد انعكس هذا على الدور الأسري ايجابياً على اختيار الأبناء لجامعة القدس المفتوحة كعنوانٍ لتعليمهم الجامعي، ولهذا فمن النادر أن تجد مدينة، حياً، حارة، قرية أو بيتاً ليس فيها خريجون وطلبة ينتمون لجامعة القدس المفتوحة، وساهمت عوامل كثيرة في هذا الاختيار، ومنها أن جامعة القدس المفتوحة الأكبر بين الجامعات الفلسطينية، والأكثر انتشاراً وبالتالي فهي الأكثر تأثيراً، إضافة إلى أن هذه المرجعيات الأسرية أصبحت تمتلك  القدرة على المفاضلة بين الجامعات والتخصصات من خلال خبراتهم، أو من خلال المعلومات التي يحصلون عليها عبر الوسائل المختلفة التي تستخدمها الجامعات للترويج لكلياتها وتخصصاتها، إضافة إلى عوامل المفاضلة العامة والتي تحكم للقدس المفتوحة، ومن أهمها: كلفة التعليم، والموقع الجغرافي للجامعة، ومرونة النظام الجامعي، وجودة الخدمة التعليمية.

كما أنّ قيم الانتماء الذي رسختها الجامعة لدى خريجيها وطلبتها أثمرت وفاءً وولاءً لها، فالآباء، والأمهات، والاخوة، والأخوات الذين تخرجوا من الجامعة حرصوا على أن يلتحق أبناؤهم واخوتهم وأقرباؤهم في نفس الجامعة، وباتت جامعة القدس المفتوحة باعتبارها عنوانا لقرار الأسر الفلسطينية فيما يتعلق بمسارات أبنائهم الدراسية والمهنية. 

إن ما يثير الاعجاب في مجتمعنا الفلسطيني ويدعو للثقة أنك تجد بعض الأسر الفلسطينية لا ترسل أبناءها الا لجامعة القدس المفتوحة.

ففي فرع جامعة القدس المفتوحة بالخليل هناك أسرة مكونة من إثنى عشرة طالباً وطالبة، ينتمون الى جد واحد وهو عبد الوهاب اغريب من قرية ترقوميا، وكلهم يدرسون في جامعة القدس المفتوحة فرع الخليل وهم: (خالد محمد اغريب، وباسل محمد اغريب، ورائد محمد اغريب، ومحمد فريد اغريب، ومحمد عمر اغريب، ويزن سعيد اغريب، وبراء سعيد اغريب، وعبد الوهاب سعيد اغريب، ورؤى سعيد اغريب، وأسيل أحمد غريب، وأروى سعدي اغريب، وأسماء محمد اغريب).

لم نستطع الالتقاء بهم في الجامعة لاختلاف مواعيد محاضراتهم ولانشغالاتهم، لذلك قررنا أن نذهب إلى بيتهم في بلدة ترقوميا غرب الخليل، وقد استقبلتنا الأسرة بالترحاب وكرم الضيافة، حيث أجلسونا في فناء بيتهم الجميل الذي تحفه أشجار العنب والتين والرمان والزينون من كل مكان.

وبدأ بالحديث معنا ابن العائلة الدكتور فريد اغريب، الذي يحمل درجة الدكتوراه ويعمل في كلية المهن الصحية في جامعة القدس في أبو ديس، قائلاً: إننا أسرة متعلمة تاريخياً، وتحرص على أن ينال أبناؤها شهادات علمية، ولهذا فكل أبناء وبنات العائلة بالحد الأدنى يحملون درجة البكالوريوس.

في حين بين الطالب محمد إغريب أن أهم العوامل التي دفعتهم للالتحاق بجامعة القدس المفتوحة هو امكانية التوفيق بين العمل والدراسة، بينما أوضح ابن عمه الطالب خالد اغريب ان جامعة القدس المفتوحة تقدم لطلبتها كل ما يحتاجونه من معارف وعلوم في تخصصاتهم، وتعطيهم مجالا لتنمية مواهبهم، وصقل مهاراتهم، وصقل قدراتهم.

وتدخل الطالب يزن قائلاً: بصراحة كل أصحابي درسوا في القدس المفتوحة، وعليه وجدت أن الجامعة التي تجمع أصحابي تستحق أن تكون جامعتي أنا أيضاً.

ويؤكد ابن الاسرة الأستاذ أوفى اغريب وهو أحد خريجي الجامعة، ويعمل مدرساً في التربية والتعليم ويحمل درجة الماجستير، أن النقاش والحوار بين ابناء الأسرة يدور بكثافة كلما وصل أحد أبنائهم للثانوية العامة، فالتشاور لديهم أساس قراراتهم الأسرية، ويضيف: "قبل أن نقرر نأخذ بعين الاعتبار شخصية ابننا الذي يريد الدراسة، وتوجهاته، وميوله، ورغباته، ونساعده على الاختيار فقط"، ولكن أمام أسرة كلها من انصار القدس المفتوحة لا نستغرب حينما يقول: أريد الدراسة في جامعتكم الحصرية جامعة الوطن، والدولة، والشعب، جامعة القدس المفتوحة.