طوباس: كلية العلوم التربوية والفرع ينظمان ندوة علمية "القدس والاستيطان: الواقع والمؤثرات"


نشر بتاريخ: 06-11-2019

عقدت كلية العلوم التربوية وفرع جامعة القدس المفتوحة في طوباس ندوة علمية بعنوان "القدس والاستيطان: الواقع والمؤثرات"، وذلك تحت رعاية رئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو، وبحضور محافظ طوباس والأغوار الشمالية اللواء ركن يونس العاص، وأمين سر حركة فتح في طوباس أ. محمود صوافطة، ورئيس بلدية طوباس أ. خالد سمير، ورئيس بلدية عقابا أ. جمال أبو عرة، وعميد كلية العلوم التربوية أ. د. مجدي زامل، ومدير فرع الجامعة بطوباس د. سهيل أبو ميالة، ورئيس مجلس الطلبة أيمن أبو العيلة، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، والأجهزة السيادية، وعدد من طلبة الجامعة.
ووضح د. أبو ميالة أن هذه الورشة تقام تحت رعاية أ. د. يونس عمرو رئيس الجامعة، وتأتي في إطار مجموعة من الأنشطة المجتمعية التي تنظمها الجامعة، والتي تنسجم مع دور الجامعة ومسؤوليتها المجتمعية، ولإدراك إدارة الجامعة بأهمية دور المؤسسات الأكاديمية في رفع وعي الشارع وحشد الطاقات في مجالات مختلفة، مشيراً إلى أهمية هذه الورشة في خضم ما تتعرض له الأغوار وطوباس من هجمة شرسة تستهدف إفراغ الأغوار من ساكنيها.
وتحدث محافظ طوباس عن أهمية الندوة، شاكراً جامعة القدس المفتوحة على تنظيمها، ومقدماً شرحاً حول واقع الأغوار وعن ما تقوم به القيادة الفلسطينية من أجل تعزيز صمود المواطنين في أراضيهم، مندداً بإجراءات الاحتلال التي قسمت الضفة الغربية إلى ثلاثة أقسام بهدف إنشاء خطوط دفاعية على طول الأغوار، ومقدماً شرحاً حول الإجراءات الإسرائيلية في الأغوار التي تهدف بشكل مبرمج إلى تفريغ القدس والأغوار من ساكنيها، إذ إن هذا الاحتلال هو احتلال إحلالي، وأكد أن الحكومة الفلسطينية وبتوجيهات السيد الرئيس، تعمل على تعزيز صمود المواطنين في أراضيهم وخلق فرص عمل في الأغوار للفئات الشابة، وهذا ما تم ترجمته من خلال إعلان الحكومة لمحافظة طوباس كعنقود زراعي.
وبين عميد كلية العلوم التربوية أ. د. مجدي زامل، أن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة الأنشطة الهادفة التي تنفذها الكلية بالشراكة مع فروع الجامعة ومؤسسات المجتمع المحلي، التي تنطلق منسجمة مع رسالة الجامعة وأهدافها، في إلقاء الضوء على القضايا التي تهم المجتمع الفلسطيني، ومن بين هذه القضايا قضية الاستيطان، وما تتعرض له الأرض الفلسطينية من انتهاك واضح من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً حرص الجامعة على ممارسة دورها الفاعل في هذا المجال باستمرار تنظيمها المؤتمرات والندوات العلمية التي تفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق البشر والشجر والحجر، مشيداً بدور كلية العلوم التربوية في تمكين الطلبة وتوعيتهم بالحقوق والثوابت، من خلال المقررات الدراسية الهادفة، ودراسة كثير من القضايا المتصلة بالقضية الفلسطينية، ومنها القدس والاستيطان، من خلال توجيه الطلبة لكتابة مشاريع تخرجهم في هذا المجال، حيث تسخّر الجامعة مراكز متنقلة مجهزة بالتقانات المُعاصرة لتمكين أهلنا في المناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري، والمناطق المهمشة من التعليم والتعلم، لإفشال المخططات الإسرائيلية، وزيادة تمسك الفلسطيني بأرضه.
وقدم الباحث والكاتب السياسي، العميد نمر العايدي، مداخلة حول القدس ووعد بلفور، وأشار إلى تطور الأحداث التي مر بها شعبنا الفلسطيني منذ وعد بلفور حتى اليوم، وأكد أن الشعب الفلسطيني واجه المخططات الاحتلالية منذ العام 1917 وحده. ثم تحدث عن واقع الثورات الفلسطينية منذ ثورة العام 1921 وصولاً إلى قرار التقسيم ونكبة الشعب الفلسطيني كمحطات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية، وقدم شرحاً حول إجراءات الاحتلال في القدس الرامية إلى تهويدها.
وقدم السيد جمال أبو عرة، رئيس بلدية عقابا، مداخلة حول دور البلديات والمجالس المحلية في مقاومة الاستيطان، وقال إن البلديات والمجالس المحلية تعمل بكل جهودها على حماية الأرض ومقاومة الاستيطان من خلال حشد كل الطاقات للعمل بشكل متكامل مع أدوار المؤسسات الرسمية، وقال إن قرار الحكومة بإلغاء تصنيفات الأراضي واعتبارها كلها مناطق (أ) جاء لتعزيز صمود المواطنين في هذه الأراضي، وقال إن المجالس المحلية تعمل على إيصال الخدمات للسكان الفلسطينيين في المناطق المهددة لتثبيتهم في أرضهم على الرغم من إجراءات الاحتلال التي هدمت مدارس التحدي وصادرت المعدات الخاصة بالبلديات، وأكد استمرار البلديات في تقديم الخدمات.
وتحدث السيد معتز بشارات عن الاستيطان وأثره على الأغوار، وعن إجراءات الاحتلال وممارساته الهادفة إلى إفراغ الأغوار الفلسطينية من ساكنيها بشكل قسري وممنهج، والتي ترقى إلى جرائم حرب حسب تقارير الأمم المتحدة، من خلال إقامة بؤر استيطانية بشكل دائم على أراضي الفلسطينيين، إضافة إلى إقامة معسكرات تدريب والقيام بتدريبات في أراضي المواطنين وتخريب مزارعهم، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بسرقة المياه وقيام الاحتلال بشكل يومي بهدم الخيام وقتل وإرهاب السكان بهدف ترحيلهم، وقال إن محافظة طوباس وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان تقومان بإجراءات لتثبيت الناس في أماكنهم وتعزيز صمودهم.
وفي ختام الندوة، فتح باب النقاش، وخَلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات لخصها أ. د. عبد الرحمن المغربي رئيس قسم تعليم الاجتماعيات في كلية العلوم التربوية، وكان من أبرزها: ضرورة إلقاء الضوء على قضايا المواطنين في الأغوار من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ودعوة المواطنين في المناطق المهددة بالمصادرة في الأغوار إلى استثمار أراضيهم، ودعوة رجال الأعمال إلى الاستثمار في هذه المناطق من أجل توفير فرص عمل إضافية تعزز الوجود الفلسطيني فيها، ودعوة المؤسسات التربوية، وتحديداً الجامعات والتربية والتعليم، لعقد مزيد من الندوات وورش العمل والمؤتمرات، بهدف توعية المواطنين بمخاطر الاستيطان، ولتعزيز صمود الناس في أراضيهم، إضافة إلى ضرورة تفعيل الدعم الحكومي للمناطق المهمشة والمهددة بالمصادرة في الأغوار.