في إطار فعاليات "القدس عاصمة الثقافة العربية والإسلامية"... أ. د. عمرو يلقي محاضرة بطلبة جامعة الاستقلال حول القدس


نشر بتاريخ: 19-03-2019

 

                                    
تحدث أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، عن مدينة القدس وسبل دعم صمود المقدسيين والوقوف إلى جانبهم في ظل ما تواجهه مدينة القدس من عدوان وتهويد من الاحتلال.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها وزارة الثقافة في محافظة أريحا وذلك يوم الثلاثاء 19-3-2019م حول "القدس وتاريخها" في فعاليات يوم الثقافة الوطني الذي يصادف خلال الشهر الجاري، و"القدس عاصمة الثقافة العربية والإسلامية" بشكل دائم، انطلاقاً من العام الجاري.
في بداية الندوة، رحب اللواء توفيق الطيراوي رئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال، بالحضور شاكراً أ. د. يونس عمرو على تفضله بالحضور لجامعة الاستقلال للحديث عن موضوع يهم الكل الفلسطيني وهو تاريخ مدينة القدس، وما تشهده المدينة من اعتداءات الاحتلال، وسبل التصدي لها، وسبل حماية المقدسيين وتثبيتهم.
وقال أ. د. يونس عمرو إن القدس هي هم فلسطين الأكبر، وهي بوابة الأرض إلى السماء، ولها قدسية لا تشاركها فيها أي مدينة، مشيراً إلى أن باحثين صهاينة يحاولون تزوير التاريخ وتشويه الحقيقة ويمارسون الكيد العلمي لتشويه كل ما يمت لنا بصلة.
وقال إن "علينا نحن الفلسطينيين أن نتماسك أكثر فأكثر بوحدتنا وبقدسنا، وكل من انقلب على الشعب الفلسطيني ليس محقاً في دعوته، فإطارنا منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن".
وأكد أنه لا ارتباط بين اليهودية كدين ومدينة القدس، وأن الادعاءات الاحتلالية الصهيونية التي تساق اليوم حول أحقية اليهود بامتلاك القدس وإدارتها ما هي إلا تباك على مجد احتلالي ضائع.
وأشار إلى أن ارتباط المسلمين بالقدس عقدي وتعبدي في آن، مبينًا أن من ينكر حادثة الإسراء والمعراج مثلًا يخرج من الدين، كما أن قبلة المسلمين الأولى كانت نحو القدس. وأشار أيضًا إلى أن ارتباط المسيحيين بالقدس عقدي كذلك، لأنهم يؤمنون أن عيسى عليه السلام صلب فيها وعرج إلى السماء منها.
 أما ما يتعلق باليهود فلا يوجد أي ارتباط عقدي بين ديانتهم والقدس، ولا تستند الحركة الصهيونية الاستعمارية اليوم في الادعاء بحق اليهود في القدس إلا إلى التباكي على خراب الهيكل المزعوم، مبينًا أن لليهود هيكلين: الأول هدمه الأشوريون، والآخر أحرقه الرومان، إن صحت روايتهم.
 وحذر أ. د. عمرو المؤرخين والمثقفين من الوقوع في بعض الروايات الإسرائيلية، مثل القول إن أصل الفلسطينيين من جزيرة قرب اليونان، مؤكدًا أن كلمة "الفلسطينيين" تعني بالسامية "الفلاحين"، وهم أصحاب هذه الأرض، واستوطنوا المثلث الزراعي الأوسط من فلسطين والمناطق الساحلية كافة، مبينًا أن العبرانيين-رغم كونهم محتلين-لم يتمكنوا من السيطرة سوى على جزء من المناطق الجبلية، وأقاموا مملكتهم فيها، ولم يتمكنوا من الاستيلاء على السهل بسبب قوة الفلسطينيين وبأسهم.
 وأوضح أن أصل كلمة "كنعان" ليس اسم شخص كما تدعي الروايات الإسرائيلية، بل اسم سامي مركب يعني "الأرض المنخفضة"، وهي الأرض التي سكنتها قبائل من الجزيرة العربية قبل نحو 6000 عام، ما يعني أن العرب هم أصحاب هذه الأرض.
 وبين أ. د. عمرو أن القدس اليوم تحتاج إلى أمرين: الأول يتمثل بإدراك اليهود أنفسهم بأنه لا حق لهم في القدس، وأنهم مهما فعلوا من إجراءات تهويدية واحتلالية فيها فإن مصيرها الزوال، لأن عجلة التاريخ تدور وراية الحق ستنتصر في نهاية المطاف.
 والأمر الثاني هو أن يدرك الفلسطينيون أولًا والعرب والمسلمون ثانيًا أهمية العودة إلى الصواب وإنهاء الانقسامات، كي نوحد جهودنا لنصرة المدينة المقدسة.
ونبه أ. د. عمرو إلى أن الصراع الحقيقي في القدس اليوم هو صراع ديموغرافي، لذلك لا بد من توفير جميع سبل الدعم لأهلها وسكانها، مطالبًا الأمتين العربية والإسلامية بتوفير الدعم المالي بلا حدود ودون بخل لأهل القدس؛ لتمكينهم من الصمود في وجه المخططات الاستعمارية.
 كما تعرض أ. د. عمرو لبناء الهيكل الذي أقيم عام 580 قبل الميلاد، ودمره الأشوريون في السبي الأول، ليعيد الفرس احتلال القدس ويقام الهيكل الثاني من خشب أحرقه "تيتوس بن هرديان" فيما بعد. ثم بين كيف عاد الرومان وطردوا الفرس واستولوا على الأرض، وتلا ذلك انقسام البلاد بين القادة اليونان حين قدم أنطونيوس فلسطين هدية لكليوباترا.
 
 ثم عرّج أ. د. عمرو على قصة سيدنا عيسى عليه السلام مع المدينة وسيره في طريق الآلام. وبين أن موسى لم يدخل فلسطين بل مات في منطقة مادبا بالأردن، ويقال إنه مدفون فيها.
وفي نهاية الندوة، كرمت أ. ميسون براهمة مديرة مكتب وزارة الثقافة في محافظة أريحا والأغوار واللواء الطيراوي، أ. د. يونس عمرو على جهوده في جمع تاريخ القدس والكتابة عنها وتعريف الأجيال المختلفة بأهمية الحفاظ على هذه المدينة.
ونقلت براهمة تحيات معالي وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو للحضور، وتأكيده على أهمية هذه الندوات في تعريف أجيالها بقيمة مدينة القدس.