مركز السمع والنطق في جامعة القدس المفتوحة بنابلس.. نقلة نوعية


نشر بتاريخ: 17-02-2019

نابلس-ينابيع-ديانا صلاح-من منطلق مسؤول مجتمعياً جرى تأسيس مركز السمع وتأهيل النطق في جامعة القدس المفتوحة بنابلس وافتتاحه بتاريخ 10-4-2018 لخدمة أبناء الجامعة والمجتمع المحلي والبيئة المحيطة. والمركز مرخص ومعتمد من وزارة الصحة الفلسطينية، وهناك إمكانية لاستقبال حالات تأهيل النطق واللغة، سواء أكانت تأتأة أم تأخراً كلامياً أم اضطرابات في الصوت والتلعثم الكلامي، وفيه تجرى أيضاً فحوصات السمع من تخطيط وفحص للأذن الوسطى والداخلية وتوفير معينات سمعية.
وفي لقاء مع مدير فرع نابلس أ. د. يوسف ذياب عواد، سألته "ينابيع" عن الهدف من إنشاء المركز، فأجاب: "سعينا جاهدين بعد أن اكتملت مباني الجامعة وتجهيزاتها لتوفير خدمات جوهرية في المجتمع المحلي الذي يزخر بكثير من التحديات، ولعل أبرزها ما يتعلق بالطفولة، إذ إن الأمم الراقية والمؤسسات الناجحة أصبح نجاحها يقاس بمقدار ما تقدمه من خدمات نوعية لبعض الشرائح بالمجتمع، ومنها الإعاقة التي لا تزال للأسف يكتنفها الكثير من الغموض والتهميش". وأضاف: "نحن بدورنا، وانطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية التي تتبناها الجامعة منذ زمن ليس ببعيد، رأينا أن إنشاء هذا المركز سيساعد كثيراً في تشخيص شكل الإعاقة السمعية ونوعها، ومن ثم التدخل لتوفير جلسات علاجية تختص بعلاج النطق، فاللغة المنطوقة تتأثر بما تسمع، ونحن في هذه المعادلة نحاول أن نقدم خدماتنا ما بين السبب والنتيجة، ولا سيما في وقت مبكر في أي مشكلة سمعية، ولدينا فطرة مستقبلية لتوفير طبيب أذن وحنجرة بجانب أخصائية في مجال التأهيل السمعي، حتى نشكل علامة فارقة في مجال تقديم الخدمات للمجتمع الفلسطيني صغاراً وكباراً".
وأشار إلى توفر سماعات بنوعيات وتقنيات عالية، "إسهاماً منا بتوفير كل مقومات النجاح لشريحة لا بأس بها، وبخاصة أن الأعداد لا تزداد على صعيد الإعاقة فحسب، ولكن نتيجة أمراض وتقدم العمر أيضاً".
وفي سؤال الأخصائية "هيا ديرية" عن المركز والعناصر المرافقة للعلاج، أكدت أن المركز يقدم خدمات تأهيلية في مجال السمع، ويعنى بالفحوصات السمعية بأجهزة حديثةGSI  وتوفير سماعات طبية لمن يعاني ضعفاً، وكذلك تأهيل سمعي لحالات ضعف السمع والنطق، وخدمات تأهيلية في مجال النطق واللغة بجميع الاضطرابات الكلامية، كالتأتأة، واللدغة، والتلعثم الكلامي، وغيرها من الإعاقات ومشاكل الاتصال والتواصل (كالتوحد) التي تؤثر بدرجتها في اللغة والنطق والمهارات الكلامية. 
وأضافت أن المركز يضم إلى جانب قسم السمع وغرف النطق، غرفة حسية تطور الجانب الحسي، أي التكامل الحسي لدى الأطفال، وفيها يجري توصيل المعلومات بما يناسب الأغراض الحسية. مثال: لون الغرفة أخضر لدعم الاسترخاء، وتشغيل فيديو تركيز لدعم الهدوء. 
وحول كفاءة الأجهزة المتوافرة وكيفية العالج، أكملت "ديرية" قولها إن الغرفة الحسية تضم نظام أضواء يجري تفعيلها وتغييرها عن طريق "الآيباد"، وكذا نظام صوت وألعاب تتزامن بين "الآيباد"، والتفاعل عن طريق الصوت والنظر، وثمة أرض تفاعلية تدعم التفاعل والتواصل البصري والتآزر الحسي الحركي. مثال: تشغيل أرض تفاعلية بشكل مياه وأسماك، وبالمرور فوقها تأخذ المياه ردة فعل أقدامنا وتتشكل بها وتفر الأسماك هاربة. 
كما يوجد أنابيب مياه ملونة ولوح يضم عدة ألعاب وأهداف للعضلات الدقيقة باليدين، وغيرها من مهارات الإدراك. 
هل هناك إمكانية لتقديم خدمات للشركات والمؤسسات فيما يخص السلامة العامة؟
 أفادت "ديرية" بأن ثمة إمكانية لتقديم خدمات للشركات والمؤسسات، فكثير منها يعاني من الضوضاء، لذا فهناك إجراء فحوصات سمعية للموظفين ثم تقديم المشورة لهم إن لزم الأمر، مثل ارتداء الواقيات السمعية للمحافظة على سلامتهم.
أما على مستوى النطق للحالات المبكرة في المؤسسات التعليمية والروضات، فتجرى هناك فحوصات أولية.
وأتوقع أن جميع الأجهزة الموجودة حديثة، وإننا نمتلك آخر تحديث لهذه الآلات، وهي مخصصة للسمع.
ماذا عن مستوى رضى الأهل والمجتمع المحلي عن وجود هكذا خدمات؟
سألنا (ر.ك) موظفة في شركة (نابكو)، فأكدت أن الأجهزة والمعدات المتوفرة في المركز جديدة وعالية المستوى، وأنها شخصياً قد أجرت فحصاً لسمعها واكتشفت أن لديها ضعفاً في السمع وتأمل بالحصول على النتيجة الفعالة.
أما والدة الطفل (ر.د) فكانت فرحة جداً عندما سمعت عن المركز ولاحظت أن ابنها استفاد من الجلسة الأولى، والأجمل من ذلك طريقة التعامل التي فاقت الروعة.
وتقول "الوالدة" في أول زيارة لنا للمركز: "كان عند ابني خوف ورهبة، ولكن كما قلت.. كانت طريقة التعامل مع طفلي مريحة جداً.. كانت مشكلة ابني متركزة على طريقة نطق حرف القاف، وكان يبتعد عن نطق كل كلمة تتضمن هذا الحرف كي يتجنب الإحراج، ولم أكن أحتاج إلى تدريبه في المنزل فاكتفيت بالجلسات التي يجريها له المركز".
"وأمس لاحظت النتيجة، فقد كان يتكلم بكل راحة، ويصر على إسماع كل الأقارب أنه يستطيع نطق حرف القاف بشكل صحيح"، تابعت القول.
ثم أنهت حديثها: "أنصح جميع الأهل الذين يلاحظون مشاكل نطقية عند أبنائهم أن لا يترددوا بالمجيء إلى المركز، فالنتيجة بإذن الله مضمونة".