الأول على مستوى فلسطين..طالب في "القدس المفتوحة" يمتلك محطة أرصاد جوية


نشر بتاريخ: 10-02-2019

نجاح يتلوه نجاح يسطره طلبة جامعة القدس المفتوحة، فلا نبالغ عندما نقول إنها "جامعة الإبداع والتميز"، فها هو عمر نصار، الطالب المتخصص في أنظمة المعلومات الحاسوبية الذي هو الآن في سنته الثالثة بفرع جامعة القدس المفتوحة في قلقيلية، يثبت من جديد أن طموحه لا حد له عندما امتلك محطة للأرصاد الجوية ليس لها مثيل على مستوى الوطن.
بدأت القصة مع عمر نصار ميولاً شخصياً منذ الصغر، يتابع على الإنترنت شروحات المنخفضات الجوية، استهواه كل ما يتعلق بالطقس حتى انضم لمجموعة تسمى "طقس الوطن" على موقع "فيسبوك"، كي يتبادل المعلومات والأفكار والخبرات حتى صنع مقياساً يدوياً لقياس المطر من أدوات متاحة (قنينة ماء ومعجون) يقيس بها كمية المطر خلال يوم، واشترى مقياس حرارة بسيط.
يقول نصار: "فكرت في تطوير نفسي، واشتركت مع محطات تعنى بالتدريب على نماذج وخرائط جوية، فتمكنت بعدها من الخروج بنشرة جوية على مستوى المحافظة كمستوى أول، ومن ثم على مستوى فلسطين كمستوى ثانٍ، وجهدت في البحث عن شراء محطة أرصاد جوية متطورة حتى تمكنت من التواصل مع شركة "ديفيس" على الإنترنت، واشتريت من مالي الخاص أحدث محطة رصد جوي في فلسطين، بتكلفة 4000 دولار، وهذه تحوي مجسات لقياس الضغط الجوي، والرطوبة، ونقطة الندى، والحرارة، واتجاه الرياح وسرعتها، وكمية المطر...إلخ، وتتكون المحطة من شقين: الأول هو لوحة تحكم داخل المنزل، والثاني تلك (المجسات) على سطح المنزل ترسل للوحة التحكم تحديث للبيانات كل (3) ثوان".
يضيف نصار: "كل هذه المعلومات تؤرشَف على جهاز حاسوب كل نصف ساعة، ويمكن العودة لها عند الحاجة، وفائدة الأرشفة عمل معدلات للأمطار والحرارة لمدينة قلقيلية على مدار سنوات.
ويؤكد نصار أن لتخصصه (أنظمة معلومات حاسوبية) في جامعة القدس المفتوحة دوراً كبيراً في تعامله مع محطة الأرصاد الجوية، فقد أسس صفحة على الـ "فيسبوك" باسم "مرصد فلسطين الفلكي" بتقدم معلومات فلكية عامة على شكل تصاميم سهلة للقارئ، كما يتابع الأهلّة ومواعيد الشهور، وحصل على عضوية بمركز الفلك الدولي بالإمارات. 
ويردف قائلاً: "بصفتي طالباً طموحاً فإني أطور نفسي مستفيداً من تخصصي بعمل تطبيق على الهواتف الذكية، وذلك حتى يستطيع أي شخص الوصول إلى بيانات المحطة بشكل مباشر، وعمل تنبؤات مستقبلية لحالات الجو، ونشرة مفصلة لثلاثة أو أربعة أيام قادمة".
وبعد سؤاله عن دعم المجتمع المحلي له، أجاب: "توجهت إلى أكثر من جهة ولم أجد من يساندني، ومن هنا ومن خلال جامعتي، أوجه دعوة للمؤسسات والمجتمع المحلي لدعم هذا الجهد بما يحقق الفائدة لبلدي ووطني، فللأرصاد الجوية تأثير كبير في حياتنا.. وكل الشكر لجامعتي التي شعرت بي وبفكرتي وساهمت في الترويج لها بعد لقائي مدير "فرع قلقيلية" د. نور الأقرع، الذي أبدى اهتماماً كبيراً بالفكرة والتطبيق، كان قد أشاد بإبداعي في هذا المجال، ومؤكداً لي اهتمام "القدس المفتوحة" بجميع طلبتها والترويج لإبداعاتهم".
يقول د. الأقرع: "نصار قام بعمل إبداعي يفيد به المجتمع المحلي ويمتد إلى المجتمع الفلسطيني بأكمله، نحن في الجامعة نرحب بالأعمال والأفكار الإبداعية، بل ونحتضنها، ولدينا الاستعداد الكامل لرعاية طلبتنا"، داعياً نصار إلى بذل مزيد من الجهد لتطوير فكرته وهوايته.
وعن أنشطته المجتمعية، يقدم نصار لطلبة المدارس حصصاً عن الأرصاد الجوية في مدارسهم.
وعن الصعوبات التي واجهته، يؤكد نصار أن الاحتلال كان عائقاً إذ أجبرني أن أجعل الاتصال بين شقي المحطة سلكياً، والأصل أن يكون لاسلكياً في منطقة مفتوحة باستخدام لوحة تحكم لاسلكية. وكلمة نصار لجامعة القدس المفتوحة "شكراً جامعتي.. أفتخر بك".