رحمة أبو زريق.. زميلة أبنائها الخمسة


نشر بتاريخ: 03-02-2013

"المرأة الفلسطينية هي الأصلب في المحن والأشد في الأزمات، والفقر والزمن والعمر ليست مبررات للفشل ولا مدعاة لليأس بل قد تكون دوافع لكل نجاح"، تؤكد رحمة عبد الرحمن أبو زريق الأم التي رسمت بإصرارها قصة إنسانية يقتدى بها.
ورغم الظروف المادية الصعبة ونظرة المجتمع والعقبات العديدة أمام دراستها، فقد نجحت. كانت رحمة تمشي من بيتها في رافات الى مدرستها في بديا أكثر من ثمانية كيلو مترات يومياً، وهكذا أنهت التوجيهي سنة 1979 بمعدل 87% في الفرع العلمي. ثم انتقلت إلى الدراسة في معهد الطيرة التابع لوكالة الغوث وتخرجت منه بشهادة الدبلوم وكانت الاولى على قسم الرياضيات ثم انتقلت الى العمل في السعودية وحصلت على تقدير ممتاز من وزارة التربية والتعليم السعودية، ثم عادت الى فلسطين وعملت مدرسة للرياضيات.
ورغم هذه السنوات، الا انها لم تنس حلمها باكمال دراستها الجامعية، فكان افتتاح جامعة القدس المفتوحة مركزاً لها في بديا اشراقة أمل بالنسبة لرحمة التي سارعت بالتسجيل في الجامعة.
"الحياة لم تنته ولا يوجد في الدنيا مستحيل"، هذه المعاني كانت دائما تحملها رحمة وتنقلها لابنائها، وطبقت مقولتها هذه على مهنتها، وأصبحت رحمة طالبة جامعية وزميلة لابنائها الخمسة (ثلاثة منهم في "القدس المفتوحة" واثنان في "النجاح الوطنية").
ورغم صعوبة الحياة وقسوتها، الا انها درست وأمنت التعليم لأبنائها الخمسة في الجامعات وبقية أبنائها في المدارس. فوضعت خطة للتقشف وتدبير شؤون الأسرة، كون راتبها ضئيلاً وزوجها ممنوعاً من العمل في اسرائيل، ورغم ذلك حرصت على توفير القسط الجامعي لها ولهم.
ربت رحمة الدجاج والحمام وزرعت الفول والملوخية وغيرها في حديقتها المنزلية، كانت تصحو يومياً عند الفجر لتدرس وتجهز شؤون بيتها وأبنائها قبل ذهابها الى المدرسة فتفوقت في دراستها واحتلت لوحة الشرف طيلة فصول الدراسة.
امضت رحمة سنوات دراستها مع ابنائها الخمسة بجد وعزيمة واصرار مجسدة وفاءها بالجميل للجامعة التي احتضنتها وحققت حلمها الذي كان يراودها لترسم وبكل فخر ملحمة الاصرار.