في إطار التعاون العلمي والشراكة الأكاديمية بين جامعة القدس المفتوحة وجامعة ابن زهر أغادير المغربية، وفي إطار تعميق أواصر العلاقات البحثية الفاعلة والمتميزة بين الباحثين من كلا القطرين الشقيقين، وبدعم ومساندة من أ.د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة والأستاذ الدكتور عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر أغادير، فقد عقدت مؤخرا كلية العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة القدس المفتوحة وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة ابن زهر أغادير والمركز المغربي للدراسات وتحليل السياسات، ومختبر القانون والمجتمع، مؤتمرا علميا دوليا مشتركا حول الاتجاهات الحديثة في إدارة وتنمية الموارد البشرية في المؤسسات العامة ومؤسسات الأعمال في إطار الجودة والتميز، وذلك في رحاب جامعة ابن زهر أغادير في مدينة أغادير بالمملكة المغربية.
وقد تم افتتاح أعمال هذا المؤتمر بحضور ممثل أ.د. رئيس جامعة القدس المفتوحة الدكتور مروان درويش نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، وممثل أ.د. رئيس جامعة ابن زهر أغادير الأستاذ الدكتور عبد الحميد مصدق نائب الرئيس المكلف بالبحث العلمي، والدكتور يوسف أبو فارة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتور الحسين الرامي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وبحضور ممثلي المؤسسات الحكومية والمحلية والمؤسسات الشريكة والداعمة لهذا المؤتمر، وبحضور أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بموضوعات هذا المؤتمر.
وقد أكد جميع المتحدثين في الجلسة الافتتاحية على أهمية موضوع هذا المؤتمر الذي يأتي في الوقت الذي تتزايد فيه أهمية الموارد البشرية كرأس مال جوهري تعود إليه أسباب النجاح المؤسسي. وأكد الدكتور مروان درويش على اهتمام رئيس جامعة القدس المفتوحة الأستاذ الدكتور يونس عمرو بترسيخ العلاقات البحثية والعلمية والأكاديمية مع جامعة ابن زهر أغادير، ويأتي ذلك انعكاسا للعلاقات الفلسطينية المغربية والمتميزة في كل المجالات، وأشار الدكتور درويش أن الشراكة مع هذه الجامعة العريقة جامعة ابن زهر أغادير هي شراكة أكاديمية حقيقية ستعود بالمنافع المشتركة على الكوادر الأكاديمية والإدارية في كلا الجامعتين.
وأكد الدكتور درويش على أهمية المحاور والموضوعات التي تناولها هذا المؤتمر، وأشاد بالباحثين الذين قدموا أوراقهم البحثية، وشكر رئيس اللجنة التحضيرية ورئيس اللجنة العلمية على ما بذلوه من جهود متميزة من لحظة الإعلان عن هذا المؤتمر لحين انعقاده وتحقيق أهدافه.
وأشار الدكتور درويش في كلمته إلى اهتمام جامعة القدس المفتوحة بالدور المغاربي في دعم القضية الفلسطينية، حيث تم تنظيم مؤتمر علمي دولي حول هذه الموضوع في رحاب الجامعة في منتصف العام 2017، وتم في ذلك المؤتمر التركيز على إبراز دور المغاربيين ضمن محطات نضالية مختلفة، وأشاد بعمق العلاقة الفلسطينية المغربية.
بدوره، رحّب الأستاذ الدكتور عبد الحميد مصدق في كلمته بجامعة القدس المفتوحة، وقال إننا فخورون بهذه الشراكة مع هذه الجامعة الفلسطينية العريقة، وتمنى إن تستمر هذه الشراكة لتحقيق الأهداف الأكاديمية التي تخدم الجامعتين. وأشار الدكتور مصدق الى ضرورة تطوير الإدارة المسؤولة عن الموارد البشرية في المؤسسات العامة ومؤسسات الأعمال، وقال إن هذا يجب أن يكون من أولويات هذه المؤسسات، حيث أن هذا الأمر ينعكس بصورة جوهرية واضحة على الأداء العام لهذه المؤسسات.
وأكد الدكتور يوسف أبوفارة رئيس اللجنة العلمية أن هذا المؤتمر قد جاء لتسليط الأضواء على الاتجاهات والمداخل الحديثة في مجال إدارة وتنمية الموارد البشرية، وقال أن هذا المؤتمر يحاول حث وتشجيع المؤسسات العامة والخاصة على تبني هذه الاتجاهات وهذه المداخل الإدارية الحديثة في تخطيط وتنفيذ وتقييم الأنشطة المختلفة المتعلقة بإدارات الموارد البشرية في هذه المؤسسات. وقد تطرق الدكتور أبو فارة إلى مجموعة من المداخل والاتجاهات الحديثة التي تناولتها الأوراق البحثية، ودعا المؤسسات العربية إلى الأخذ بهذه المداخل والاتجاهات الحديثة لتجويد وتعظيم أداء هذه المؤسسات. وتطرق إلى أهم التحديات التي تواجه إدارات الموارد البشرية في المؤسسات العامة والخاصة، ودعا الباحثين والمهتمين إلى وضع الحلول والمقاربات التي تواجه هذه التحديات وتتغلب على تأثيراتها السلبية على أوضاع الموارد البشرية في المؤسسات والمجتمعات. وأكد الدكتور أبو فارة في كلمته أن جامعة القدس المفتوحة تعتمد مبدأ الشراكة البحثية والأكاديمية مع الجامعات الأخرى على المستوى المحلي وعلى المستوى الخارجي، وأشار إلى أن الجامعة نفذت مجموعة من الأنشطة العلمية مع جامعات محلية، وأخرى مع جامعات عربية في الأردن ولبنان والجزائر وغيرها، ويأتي هذا المؤتمر في المملكة المغربية ضمن منظومة العمل البحثي والأكاديمي المشترك التي تدعمها رئاسة جامعة القدس المفتوحة وتوفر لها كل أسباب النجاح.
وتناول الدكتور الحسين الرامي رئيس اللجنة التحضيرية في كلمته أهمية هذا المؤتمر الذي هدف بصورة أساسية إلى دراسة أوضاع إدارات الموارد البشرية في المؤسسات العامة ومؤسسات الأعمال، ووضع التصورات والمقاربات التي تحسن واقع هذه الإدارات بما يخدم هذه المؤسسات ويخدم الاقتصاد الوطني ككل. وشكر في كلمته رئيس جامعة ابن زهر أغادير أ.د. عمر حلي ورئيس جامعة القدس المفتوحة أ.د. يونس عمرو اللذين حرصا على توفير كل ما يلزم لنجاح هذا المؤتمر في نطاق التعاون والشراكة بين الجامعتين.
وإضافة إلى الجلسة الافتتاحية والجلسة الختامية، فقد عقدت خمس جلسات علمية، وتم في هذه الجلسات عرض مجموعة من الأوراق البحثية التي تم قبولها في المؤتمر بعد خضوعها لإجراءات التحكيم المعتمدة من اللجنة العلمية.
وبعد الجلسة الافتتاحية، قدم المتحدث الرئيس الدكتور إبراهيم ألتيت من جامعة بن زهر أغادير عرضا حول إدارة وتدبير الموارد البشرية والتحول نحو مجتمعات المعرفة، وقد حاول من خلال دراسته الاستدلال عن الدعوى القائلة بان التحول الذي تعيشه الإنسانية نتيجة تقنيات الاتصال الحديثة في سياق مجتمعات المعرفة سيكون له وقع على الموارد البشرية إيجابا أو سلبا، وقد تم التركيز في عرضه على التحول العالمي نحو مجتمع المعرفة وعلى أهمية سلطة المعرفة والذكاء وتأثيرات ذلك على الموارد البشرية.
وقد ركزت الأوراق البحثية على دراسة وتحليل إشكالية إدارة وتدبير وتنمية الموارد البشرية من زوايا متعددة ومتداخلة ومتكاملة، وركزت الجلسات العلمية والمناقشات التي تخللتها على منظومة إدارة الموارد البشرية من حيث المفاهيم والإشكالات والرهانات، وفي هذا المحور تم استحضار مجموعة من المفاهيم والإشكالات، وتم تناولها في محورين فرعيين هما التأطير المفاهيمي للموارد البشرية وأبعادها، وإشكالات ورهانات تدبير الموارد البشرية في المؤسسات العامة والخاصة.
وقد أشار الباحثان زرزار العياشي وغياد كريمة من جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة في ورقة بعنوان "التأطير المفاهيمي لإدارة رأس المال الفكري ومؤشرات قياسه" الى أن رأس المال الفكري هو رأس المال الحق?قي للشركات باعتباره الركن الذي ?لعب الدور الأساس في عمل?ة الخلق والابتكار والتجد?د، وهو ?زداد ويتنامى من خلال ز?ادة مهارات ومعلومات ومعارف العامل?ن في الشركة.إذ بفضل التراكم المعرفي ?زداد الإتقان التكنولوجي والوظ?في مما ?قود إلى خفض في تكلفة الوحدة المنتجة أو الخدمات المقدمة.
وتناول الباحثان اخلفو محمد ولشهب حفصة في ورقة بحثية بعنوان "البعد الأخلاقي وأداء الموارد البشرية داخل المؤسسات والمقاولات العمومية المغربية" تأثير المناخ الأخلاقي السائد في المنظمة على الأداء الفردي في العمل، وتحدثا عن نموذج بحث للتبادل الاجتماعي داخل العمل، وعن الثقة التنظيمية التي تلعب دور الوسيط في العلاقة الكائنة بين مناخ الأخلاقيات السائد والأداء الفردي لأطر ومدبري الشأن العام.
وقد ركز الباحث مزاورو عبد الجليل في ورقة بعنوان "قياس رأس المال البشري والتجارب الناجحة في مجال تكوين الموارد البشرية" على استحضار مجموعة من التعاريف الخاصة برأس المال البشري والتي تلتقي في كون هذا المفهوم هو استثمار ذاتي من قبل الفرد من خلال التربية والتكوين والتجارب والخبرات. كما أكد على أن رأس المال البشري يحتل نفس المكانة في المغرب مقارنة مع الدول التي تمت دراستها رغم اختلاف المقاييس المعتمدة.
وفي ورقة بحثية بعنوان "إشكالية تدبير الموارد البشرية داخل الإدارة الأمنية بالمغرب وظاهرة المغادرة الطوعية واللاطوعية واستخماد الكفاءات وضمورها" ركز الباحث محمد بولغالغ من جامعة محمد الخامس بالرباط على أسباب الظاهرتين المذكورتين وربطهما بغياب ظروف الابتكار والإبداع والتحفيز، مما يؤثر سلبا عن أداء وفعالية هذه الإدارة و كذا على الإجراءات الممكنة لمعالجتهما.
وفي ورقة أخرى بعنوان "تدبير الموارد البشرية بالمقاولات العمومية" تناولت الدكتورة خديجة مضي الصعوبات التي يطرحها الإطار القانوني لإدارة الموارد البشرية، نظرا لتعدد وتباين الأنظمة القانونية المؤطرة لإدارة الموارد البشرية بهذه المقاولات وتنوعها تنوعا ملحوظا واختلافها بشكل بارز، كما تحدثت الباحثة عن محاولة بعض المقاولات تشخيص وضعيتها وإيجاد حلول إستراتيجية متميزة لإدارة الموارد البشرية وضمان فرص المنافسة وتحقيق الجودة في محيط دولي يتميز بمجموعة من التحديات.
وقي ورقة بعنوان "وظيفة الموارد البشرية وإكراهات التنوع وعلاقتها بممارسات التوظيف في المقاولات المغربية" انطلقت الدكتورة لكديم سوسي من فكرة مفادها كون مجتمع اليوم يتميز بتنوع أكبر في المغرب وغيره من البلدان الأوروبية الأخرى، وأكدت على أن التنوع أصبح منهجا إداريا وجزءا من الخطاب الاستراتيجي لقادة الأعمال، وهو بالتالي يعد تحديا اقتصاديا واجتماعيا للشركات، وأشارت إلى أن التوظيف يعد رهانا اجتماعيا وإستراتيجيا للشركة، وقد اهتدت الباحثة أيضا لاستحضار ممارسات التوظيف في الشركات المغربية كنموذج تطبيقي لتأكيد فرضيتها.
واستحضر الدكتور سعيد عسال في ورقة بعنوان"تصور الإنصاف في الأجر عند الأجير في المغرب" المعايير التي يعتمدها الأجير في المغرب لتكوين تصوره حول الإنصاف والعدالة الأجرية، مع التأكيد على دور معايير العدالة الاجتماعية، في بناء هذا التصور، وما تتغاضى عنه النظريات المتداولة حول المساواة في المنظمات، لحساب معايير ثقافة المنظمة.
وتحدث الدكتور عبدي لحسن في ورقة بعنوان "مقارنة طرق تدبير الموارد البشرية في القطاعين العام والخاص وإشكالية التوظيف" عن مجموعة من المفاهيم من قبيل إدارة الموارد البشرية وإدارة الأفراد والتدبير الاستراتيجي للموارد البشرية وتدبير الكفاءات، واستحضر أيضا وظائف التخطيط والاستقطاب والاختيار والتعيين والتدريب والتقويم والحوافز المالية والمعنوية، وقد ربط تطور وظيفة الموارد البشرية في القطاعين العام والخاص بالتغيرات الكثيرة التي حدثت بفعل اعتماد التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال وما ترتب على ذلك من تغيرات في مجالات تنظيم العمل والتكوين المستمر.
وتناول الدكتور عصام القرني في ورقة بعنوان "العلاقة بين توزيع الموارد البشرية ومطلب الفاعلية الإدارية من خلال دراسة نموذج الإدارة العمومية بالمغرب" الإشكالية التي تتولد عنها مجموعة من المشاكل الإدارية الموازية المرتبطة بإدارة الموارد البشرية بشكل عام، مما يؤثر في النهاية سلبا على أداء الإدارة، كما تحدث عن الفاعلية الإدارية، باعتبارها الآلية التي تمكن من الوصول لأفضل النتائج بأقل كلفة ممكنة، وهي الفاعلية التي تتحقق من خلال تعزيز حوكمة توزيع الموارد البشرية وضبط انتشارها وتموقعها.
وقدم الدكتور الحسين زاهدي في ورقة بحثية بعنوان "تدبير الموارد البشرية في المجالات التربوية والتعليمية: وتناول هذا الموضوع اعتمادا على مقاربة نفس- معرفية من خلال طرح مجموعة من التساؤلات من قبيل أسباب الشعور بعدم الرضى عن المهنة من قبل أغلب أطر هيئة الإدارة التربوية، وعن طبيعة أثر ذلك على أدائهم المهني، وقد تناول في هذا الإطار آلية "الحفــــز"، كآلية أساسية لتعبئة عالية لمختلف المؤهلات والقدرات النفسية والفكرية، كما تم استحضار المظاهر النفسية والاجتماعية لتدبير الموارد البشرية من منظور نفس-معرفي يوضح العلاقات بين الفكر والمشاعر والسلوك والنتائج.
وضمن محور حوكمة الموارد البشرية وتطبيقاتها، تم تقديم مجموعة من الدراسات الميدانية والمقاربات العملية والإحصائية، وقد تم تناول هذا المحور من خلال التركيز على نقطتين أساسيتين هما تدبير الموارد البشرية ورهان نجاعة أداء المؤسسات من خلال دراسة بعض الحالات العملية، ونجاعة ادارة الموارد البشرية ورهانات الحوكمة الإدارية والمالية.
وفي مداخلة مشتركة للدكتور نور الدين مزياني والباحثة عبير لخشين بعنوان "أثر محاسبة الموارد البشرية على ربحية بعض المؤسسات الجزائرية"، تم تناول العلاقة بين محاسبة الموارد البشرية وربحية المؤسسة، وذلك بدراسة حالة خمسة مؤسسات جزائرية خلال الفترة 2003- 2016. كما تمت الإشارة إلى قياس أثر محاسبة الموارد البشرية المعبر عنها بمصاريف التدريب والتكوين على كل من العائد على الأصول والعائد على الاستثمار، وقد توصلت الدراسة إلى أن اعتماد محاسبة الموارد البشرية يشكل مدخلا مهما للتحسين من ربحية المؤسسة.
وفي ورقة أخرى بعنوان "تدبير الكفايات بالإدارة العمومية لقطاع التربية والتكوين: مساهمة في وضع تصور لنموذج تطبيقي" فقد تناول الدكتور العربي الهداني والدكتور الرياحي عبد اللطيف موضوع تطور إدارة الموارد البشرية بشكل نوعي في المؤسسات الحديثة التي تسعى لإرساء عوامل المنافسة والأداء العالي. كما تم التركيز على عدة نقاط منها ما يتعلق بتدبير الكفايات القائم على أساس المرونة والفاعلية والصعوبات المتعلقة بغياب نموذج واحد لماهية ادارة الكفايات وطبيعة النموذج الإداري السائد بقطاع الإدارات العمومية.
وفي ورقة بعنوان "واقع جودة الحياة الوظيفية ودورها في الحد من الاحتراق الوظيفي لدى العاملين في جامعة القدس" تناول الدكتور عمر جبرائيل جبر الصليبي من جامعة القدس/ فلسطين الموضوع من خلال تركيزه عل دور جودة الحياة الوظيفية في الحد من الاحتراق الوظيفي، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي مركزا على مجتمع الدراسة المكون من جميع العاملين في الجامعة. كما رصد مجموعة من النتائج من أهمها أن مستوى جودة الحياة الوظيفية كانت متوسطة، وأن مستوى الاحتراق الوظيفي بين جميع العاملين كان متوسطا. وأكد على ضرورة تعزيز أبعاد جودة حياة العمل من خلال جوانب متعددة منها تقوية العلاقات الاجتماعية بين العاملين، والتخفيف من الأعباء الأكاديمية لفتح المجال أمام الباحثين لتنشيط البحث العلمي.
وفي ورقة أخرى بعنوان "أثر دوران العمل على الأداء المالي دراسة تطبيقية في البنوك التجارية في محافظة جنين من وجهة نظر الموظفين الإداريين و الماليين" تناول الدكتور محمد تلالوة من جامعة القدس المفتوحة/ فلسطين الآثار المترتبة على دوران العمل باعتبارها ظاهرة من الظواهر التي تنطوي عليها تكلفة باهظة في القطاع المصرفي في محافظة جنين، فدوران العاملين يؤدي الى فقدان المنظمة للكفاءات والخبرات التي يتم تدريبها طويلا لتصل إلى المستوى المطلوب، ثم تنتقل في أغلب الأحيان إلى منظمات منافسة. وقد توصل الباحث الى مجموعة من النتائج منها وجود تأثيرات ذات دلالة إحصائية لدوران العمل في الأداء المالي، وأوصى الباحث بضرورة التركيز على استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لتسهيل عمل الموظف وتوفير نظام حوافز جيد وتطبيق آلية رقابية فعالة على أداء الموظفين.
مدى تطبيق معايير الجدارة في اختيار الموظفين العموميين: وزارة الداخلية الفلسطينية نموذجا. وهو الموضوع الذي تم معالجته من طرف الدكتور مروان جمعة درويش و الأستاذة ميرفت الحسيني من جامعة القدس المفتوحة، من خلال تحديد مجتمع الدراسة من العاملين في الخدمة المدنية في الوزارة، وإجراء مقابلات مع عدد من المدراء والموظفين في الشؤون الادارية في الوزارة ، وذلك لاستطلاع رأيهم حول تطبيق معايير الجدارة في اختيار الموظفين. وقد خلصت الدراسة الى عدة نتائج وتوصيات منها بضرورة التقيد بنصوص نظام الخدمة المدنية الفلسطيني في إشغال الوظائف بعيدا عن التأثيرات السياسية والحزبية، ومراجعة إجراءات الامتحانات والمقابلات في وزارة الداخلية وديوان الموظفين العام، وضرورة ضبط معايير الجدارة في نظام الخدمة المدنية الفلسطيني بنص صريح.
وقد قدم الدكتور نور طاهر الأقرع من جامعة القدس المفتوحة ورقة بحثية بعنوان "التحفيز وعلاقته بولاء العاملين في بلديات محافظة قلقيلية"، وقد تناول الموضوع من خلال تركيزه على عدة جوانب، منها ما يتعلق بعلاقة التحفيز بولاء العاملين في بلديات محافظة قلقيلية، وأهمية التحفيز لدى الموظفين، ومدى تأثيره في رفع درجة ولائهم التنظيمي بما ينعكس بشكل مباشر على أدائهم. وركزت الدراسة على تقديم واقتراح آليات لمتخذي القرار الإداري في بلديات محافظة قلقيلية.
وفي ورقة بحثية بعنوان "دور إدارة الموارد البشرية في تعظيم الأداء المؤسسي" للدكتور يوسف أبو فارة عميد كلية العلوم الإدارية والاقتصادية بجامعة القدس المفتوحة تم التركيز على عدة جوانب منها ما يتعلق بوظائف إدارة الموارد البشرية ومؤشراتها المختلفة مثل تحليل العمل وتخطيط الموارد البشرية والتوظيف والأجور والتدريب، ثم علاقة الوظائف بالأداء المؤسسي مع تطبيق الدراسة على مجموعة من الشركات الفلسطينية. وقد توصلت الدراسة إلى وجود علاقة طردية بين تنفيذ الوظائف المذكورة بكفاءة وفاعلية وبين تحسين الأداء المؤسسي.
ومن خلال ورقة بحثية بعنوان "دور مواقع التواصل الاجتماعي في تدبير الموارد البشرية" فقد عالج الدكتور محمد الشاوي والباحث خالد بركاز الإشكالية من خلال طرح التساؤل حول كيفية مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي من خلال توظيف جانب العلاقات بين أعضائها في تذليل وتسهيل الصعوبات المرتبطة بالتدبير، وجاء ذلك انطلاقا من دراسة حالة مجموعة "واتساب" لمديري ومدبري إدارات الموارد البشرية في مؤسسات وأقاليم المملكة المغربية.
وتم في هذا المؤتمر عرض مجموعة أخرى من الأوراق البحثية ذات العلاقة بنجاعة ادارة وتدبير الموارد البشرية ورهانات الحكامة الإدارية والمالية، ففي ورقة بعنوان "الموارد البشرية بين تحديات الواقع وهاجس إنجاح الجهوية المتقدمة"، فقد ركز الدكتور عادل تميم من على عدد من النقاط منها ما يتعلق بالتحولات على مستوى أدوار وتموقعات المؤسسة، وأهمية الموارد البشرية كفاعل أساسي في إنجاح الورش المتقدمة، وتم التركيز على دور الموظفين المؤهلين القادرين على مواكبة دينامية الإصلاحات. كما طرح الباحث مجموعة من التساؤلات من قبيل مدى إمكانية وجود موارد بشرية قادرة على تدعيم إدارة الجهة ومدى إمكانية استقطاب موارد ذات كفاءات عالية لإدارة المؤسسات الجديدة.
وفي ورقة أخرى بعنوان "آليات تدبير الموارد البشرية ودورها في تعبئة الموظفين الجماعيين" فقد استحضر الدكتور محمد لعبوبي والباحث سعيد بيدري عدة أبعاد منها تلك المتعلقة بالمتغيرات المرتبطة بإنجاز المشاريع التنموية وتقديم الخدمات للمواطنين، وتحسين ظروف عيشهم، وتم التركيز على أهمية الاستغلال الأمثل للموارد البشرية كون العنصر البشري صار اليوم يعامل أصلا من أهم الأصول التي تمتلكها المنظمة. وأظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن أنشطة "المكافآت والتقدير" و"التواصل وتقاسم المعلومات" لها الأثر الأكبر والمتميز في حشد وتعبئة الموظفين.
وتحدث الباحث بوجمعة الكزان والباحثة خديجة أحوزي في ورقة بعنوان "تأثير طرق تدبير الموارد البشرية على مردودية المؤسسات" عن التدبير الجديد العام كآلية للتقارب نحو قطاع عام أكثر مردودية، كما تم التركيز في هذه الورقة على خصائص الإدارة في المؤسسات العامة والخاصة، ودراسة مدى نجاعة النظام الحالي للوظيفة العمومية، وتحديد بعض الطرق لتحسين مردودية الموارد البشرية في القطاع العام، وتم التركيز على مجموعة من المتغيرات الخاصة بطرق تدبير و تسيير الموارد البشرية و تلك الخاصة بالمردودية مع الإشارة إلى ضرورة الموازنة والملاءمة بين الطابع القانوني والتنظيمي للوظيفة العمومية مع آليات الإدارة الجديدة.
وفي ورقة بحثية بعنوان "الإدارة الإستراتج?ة للموارد البشر?ة كرافعة أساسية لتعزيز أداء وحوكمة المؤسسات العمومية المغربية" للدكتور اخلفو محمد والدكتورة لشهب حفصة، تم تسليط الضوء على أهمية تبني الإدارة الإستراتيجية لإدارة وتدبير الموارد البشرية في القطاع العام المغربي عبر انتهاج المقاربة بالكفاءات، في أفق برنامج الإصلاح الشامل الذي انخرطت فيه الإدارة العمومية المغربية. كما تناول الباحثان أهم تحديات تبني هذه السياسة الإدارية الجديدة لرأس المال البشري، وما يواكب ذلك من معيقات منهجية، مع وضع تشخيص دقيق لواقع الممارسات الإدارية الحالية للثروة البشرية في الإدارات العمومية بالمغرب، واقتراح حلول إجرائية وتوصيات عملية بغية الرفع من الأداء الوظيفي وتحسين الخدمات المقدمة.
وقد تناول الدكتور رشيد البزيم في ورقة بعنوان "استخدام أساليب التدبير الحديث في الرفع من كفاءة الموظف العمومي" أساليب الإدارة الحديثة ودورها في الرفع من كفاءة الموظف العمومي، وتطرق الى أهم التحديات التي تواجه الموارد البشرية للدولة، وأهم الإمكانيات المتاحة من اجل النهوض بها. كما اعتمد الباحث على المنهج الوصفي في توضيح طبيعة هذه الأساليب مستعينا بدراسة نوعية تهدف إلى فهم مواقف وسلوكيات عينة من الإدارات العليا، وأكد الباحث على مجموعة من النتائج كان أهمها أن اختيار الموارد البشرية المناسبة يمثل عاملا مهما للمرافق العمومية في تحقيق أهدافها، وأن العمل على تحقيق الجودة داخل مؤسسة ما يؤدي بشكل عام إلى نتائج إيجابية، كما تم استخلاصه من التجارب المقارنة.
وركزت الباحثة أمينة إدريسي شواهدي في ورقة بحثية بعنوان "تدريب الموظفين الإداريين المغاربة على القواعد الجديدة لإدارة المالية العامة: حالة المعايير المحاسبية للقطاع العام" على تطبيق المعايير المحاسبية الدولية للقطاع العام على الإدارة العامة، وتناولت حالة الخزانة العامة للمملكة من حيث محتوى هذه المعايير أو وظيفتها أو تقنيتها أو نطاقها، كما أشارت الباحثة إلى أن عدم الوعي بأهمية المعايير المحاسبية الدولية للقطاع العام يشكل العقبة الرئيسة أمام تطبيق الحكم الرشيد وشفافية المالية العامة.
وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر، قام الدكتور مروان درويش ممثلا عن أ.د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة والدكتور يوسف أبوفارة رئيس اللجنة العلمية والدكتور الحسين الرامي رئيس اللجنة التحضيرية بتكريم المؤسسات الشريكة والداعمة للمؤتمر، وتكريم الباحثين. ثم قام الدكتور أبوفارة والدكتور الرامي بقراءة البيان الختامي، وعرض مجموعة من المقاربات والحلول والمقترحات والتوصيات التي كان من بينها: ضرورة وضع وتبني مؤشرات واضحة لكل وظيفة من وظائف إدارة الموارد البشرية، وإعطاء الاهتمام الكافي بالدورات التدريبية للعاملين القدامى والجدد، والاهتمام بتوجيه الموظفين الجدد إلى أعمالهم الجديدة، والاهتمام بالجوانب الاجتماعية في علاقة المؤسسة مع العاملين، ومعالجة اشكالية غياب الوعي بالأهمية الإستراتيجية للعنصر البشري في تحقيق التطور والتقدم للمؤسسات، حيث أن هذا الأمر يؤدي الى انعكاسات سلبية على هذه المؤسسات ويجعلها تعاني من مشكلات كبيرة تؤدي إلى تعميق وتعظيم أزماتها، وهذا الأمر يتطلب تدخلات إصلاحية فاعلة من الجهات المختصة لإيجاد الحلول المناسبة.
كما تم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتحفيز المعنوي والتحفيز المادي ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تعزيز الرضا الوظيفي والولاء التنظيمي لدى العاملين، وضرورة الاهتمام بجميع عناصر وجوانب جودة حياة العمل ونشر ثقافة الأداء المؤسسي المتميز، وتشجيع العاملين على تقديم المقترحات التي تحقق التطوير المؤسسي وتعزز الأداء المؤسسي، والاهتمام بوجود أدلة العمل والوصف الوظيفي في جميع المؤسسات، وأن تكون هذه الأدلة واضحة ومحدثة، والاهتمام بتحقيق الحوكمة في إجراءات التوظيف منعا للفساد الإداري، وتحقيقا للعدالة والنزاهة والشفافية ضمن منظومة متكاملة للحكم الرشيد.